أكد المحلل السياسي مبارك العاطي، أن قرار المملكة العربية السعودية بطرد سفير لبنان، ووقف الاستيراد والمعاملات التجارية، قرار سيادي شجاع لحماية أمنها ومصالحها. وفي التفاصيل قال “العاطي” إن القرار السعودي جاء نتيجة تراكم السلوك اللبناني العدائي وكرة من الأخطاء تجاه السعودية ودول الخليج العربي. وهذا يعني أن تصريحات الوزير القرضاحي لم تكن سبب قرار الرياض، وإنما القشة التي قصمت ظهر البعير.
وأوضح أن الفساد السياسي جعل لبنان معزولا عن العالم. لم تتخذ الرئاسات اللبنانية الثلاث أي خطوة تصحيحية حفاظا على مصالح الشعب اللبناني. بل أصبحوا أكثر اعتماداً على الحزب الإرهابي “حزب الشيطان” الذي حوّل لبنان إلى مقاطعة إيرانية. وأشار إلى أن السعودية وقفت دائما إلى جانب لبنان سياسيا واقتصاديا، وحافظت على أمنه وسلمه الأهلي والاجتماعي، وجنّته ويلات الحرب والفتنة. إلا أن الحكومات اللبنانية تستجيب لهذا الإحسان بإساءة متكررة، وهو ما يعتبر خطاً أحمر للسعودية في علاقاتها مع الدول العربية. وخلص العطي إلى أن خلاص لبنان مما هو عليه الآن مرهون بحركة اللبنانيين لحماية مصالحهم. الشعب اللبناني، الذي طرد الجيش السوري عام 2005 وطرد الاحتلال الإسرائيلي من جنوب لبنان، قادر اليوم على الانتفاض بكل الوسائل ضد هيمنة حزب الشيطان وضد النفوذ الإيراني. لم يكن لديه ما يخسره أكثر مما خسر.