التخطي إلى المحتوى

اشار وزير الصحة العامة الدكتور فراس الابيض الى أنّ “المستشفيات الحكومية كانت الداعم الأساسي لوزارة الصحة في تعاملها مع جائحة كورونا وقدمت التضحيات الجسام، وعليه يجب رد الجميل لها بدعمها حكوميا”.

وقال الأبيض: “يسعدنا أن نرى مستشفى واحدا يقوم بافتتاح ثلاثة أقسام مهمة في يوم واحد، ونعد بتقديم كل الدعم للمستشفيات الحكومية والعاملين فيها”. واذ اعتبر أن “ما يقدم من مساعدات اجتماعية ليس حلا وانما الحل يكون بتصحيح الرواتب والأجور”، أكد أن “تمويل الدعم والتقديمات يقع على عاتق الدولة كما على عاتق المؤسسات، وذلك بزيادة الاسقف المالية للمستشفيات وزيادة التعرفة الطبية”.

وأوضح خلال رعايته افتتاح ثلاثة أقسام جديدة في مستشفى تبنين الحكومي، اليوم السبت، “يشرفني في هذا اليوم المبارك أنني معكم في إضاءة شمعة وسط هذا الظلام الذي يلف الوطن، فأن نرى مؤسسة حكومية واحدة قادرة على افتتاح ثلاثة أقسام طبية مهمة في يوم واحد، أمر بالغ الأهمية، وواجبنا أن نواكب هذا النجاح الحاصل بجهد القائمين على هذه المؤسسة من رئيس وأطباء وممرضين”.

وأضاف الأبيض: “خطتنا كوزارة للصحة قائمة على تعزيز دور القطاع الصحي العام عبر دعم من البنك الإسلامي للتنمية بمبلغ 30 مليون دولار أميركي، ولدينا، كما اليوم، زيارة قريبة لصيدا لافتتاح المستشفى التركي، وفي زيارتنا الماضية لهذا الصرح الطبي أكدنا بأننا سنفتتح مستشفى بيت ليف في القريب العاجل”.

وتابع: “لقد ذكر أصحاب السعادة أهمية الكادر البشري في مجال العمل، ونحن بالفعل نعتبر أن كل هذه الإمكانات الموجودة من تقنيات هي لا شيء أمام العامل البشري في تقديم الخدمات الطبية، ورأينا أن ما يقارب 40 بالمئة من الكادر الطبي والتمريضي قد غادر البلد بسبب الظروف الاقتصادية والمعيشية، وهذا ما اوجد مشكلة في القطاع الصحي”.

واعتبر الأبيض أن “ما نراه من دور فعال للمستشفيات الحكومية هو بفعل الإدارة الكفوءة، مما يدل على أن ما يقال عن فشل القطاع العام في إدارة المؤسسات ليس صحيحا وان المستشفيات الحكومية هي الوحيدة التي وقفت إلى جانب وزارة الصحة في مواجهة كورونا واخواتها، لذلك من واجبنا أن نساعد هذه الإدارات، وهنا يأتي السؤال كيف يمكن أن يتم الدعم، وهنا اقول إن البداية كانت بالمساعدات الاجتماعية والتي برأيي ليست هي الحل الامثل، فالحل يكون بتصحيح الرواتب والأجور. وعندما تم طرح موضوع الموازنة للعام 2022 لم يكن مدرجا فيها موضوع المساعدة الاجتماعية لقطاع المستشفيات الحكومية وكان لدينا إصرار على إدراج هذه المساعدة عبر وزارة المالية لا أن تترك على نفقة المستشفيات. والمشروع الآن في المالية وننتظر أن يحول إلى مجلس الوزراء لإقراره وصرف الأموال، مع العلم أن المستشفيات استبقت هذا الأمر ودفعت المساعدات، وأكرر أننا بدأنا باعداد دراسة لتصحيح الرواتب والأجور”.

وأردف وزير الصحة: “أؤكد كمسؤول وكوزير صحة ووصاية أنا وزميلي وزير المالية على هذه المستشفيات، بأن من واجبنا أن نساعدها بتأمين تمويلها عن طرق عدة، أولها ما يتم اليوم عبر مجلس النواب وهو زيادة اعتماد الاستشفاء، فالمبالغ المرصودة في الموازنة للاستشفاء قليلة جدا ونتمنى أن يقر مجلس النواب موازنة 2022 وفيها مضاعفة بند الاستشفاء، 6 او 7 أضعاف، وهذا سيسمح بأن نزيد أمرين أساسيين، أولهما الاسقف المالية للمستشفيات الحكومية وثانيهما زيادة التعرفة الطبية، مما سيزيد دخل المستشفيات، وبالتالي يمكنها من تحسين الرواتب والأجور بشكل مستدام، علما بأننا في جلسة لجنة المال والموازنة طرحنا أهمية زيادة المساهمات المالية للمستشفيات الحكومية، هذا البند في الموازنة هو بند مجحف بحق هذه المؤسسات وعلينا تأمين الدعم بزيادة المساهمات لها حتى لا نبقى تحت رحمة القطاع الخاص”.

كما شدد على “التنسيق بين جميع الجهات الضامنة لدفع المستحقات للمستشفيات لكي لا يتم ارهاقها”.

وختم وزير الصحة: “نقوم اليوم بمفاوضات مع الجهات الدولية المانحة كصندوق النقد الدولي وغيره، ولكن هذه الجهات ستطلب منك أن تقلص حجم العمل في القطاع العام لانه غير منتج، ولكن بوجود نماذج مثل مستشفى تبنين الحكومي ومستشفى الشهيد الرئيس رفيق الحريري يتبين أن المشكلة ليست بالقطاع العام وانما ببعض المؤسسات”.

ثم توجه الأبيض إلى مستشفى بنت جبيل الحكومي، وجال في أقسام المستشفى، وشكر الجميع على حسن الاستقبال وأثنى على دور المستشفى في هذه الأيام الصعبة، واعدا بتقديم الدعم المطلوب لمزيد من التطور والعطاء.