التخطي إلى المحتوى

انتشرت مؤخرًا العديد من المصطلحات الطبية بين الناس، لا سيما بعد تعرض العالم إلى جانحة كورونا، ليأتي من بينها تساؤل البعض «ما هو تعفن الدم؟»، حيث يحاول الكثيرون التعرف على أسبابه، وأعراضه وطرق علاجه، إذ ذاع صيته في الآونة الأخيرة، كأحد تبعيات الإصابة بفيروس كورونا المستجد.

المقصود بتعفن الدم

ما هو تعفن الدم

عادة ما ينشط الجهاز المناعي لحماية الجسم ومكافحة الأمراض، إلا أن هذا النشاط قد يكون مميتا في بعض الأحيان، بحيث يتم إطلاق مواد كيميائية بمجرى الدم تهدف إلى التخلص من مسبب المرض، ومحاربة العدوى الفيروسية، أو البكتيرية والجرثومية.

ولكن ما يحدث هو حالة من الالتهابات العامة بكافة أنحاء الجسم، نتيجة إفراز هذه المواد فيما يعرف بـ sep­sis أو إنتان الدم، وقد تكون الإصابة طفيفة في البداية والتعامل الطبي السريع فيها، عادة ما يجدي نفعا وتتماثل الحالة إلى الشفاء، أما إذا لم يحظَ المريض بالرعاية الصحية اللازمة فقد يتفاقم الأمر، ويصل إلى حد الصدمة الإنتانية المميتة في كثير من الأحيان.

أعراض تعفن الدم بعد كورونا

سواء كانت الإصابة بتعفن الدم ناتجة عن التعرض لفيروس كورونا، أو ناتجة عن أي سبب آخر فإن الأعراض واحدة، إلا أنها تختلف حسب حدة الإصابة ودرجة تمكن التعفن من الدم.

أعراض تعفن الدم الطفيف

هذه الأعراض تظهر في بداية هذا المرض الخطير، حيث تشمل:

  • ارتفاع درجة الحرارة للوصول حد الحمى المترددة.
  • إعياء والتهابات عامة.
  • ارتفاع وتيرة التنفس بحيث يزيد على 20 نفسا بالدقيقة الواحدة.
  • تزايد معدل ضربات القلب ليفوق 90 نبضة في الدقيقة.

أعراض الصدمة الإنتانية

بقع صفراء من أعراض تعفن الدم
بقع صفراء من أعراض تعفن الدم

وهنا يكون تعفن الدم حادا ويحتاج إلى تدخل طبي سريع، وغالبًا ما تظهر هذه الأعراض بعد عدم التعامل بشكل سليم مع أعراض التعفن الطفيف سالفة الذكر.

  • انخفاض عدد مرات الحاجة إلى التبول
  • بقع صفراء وشاحبة على الجلد تظهر بقوة.
  • رعشة وقشعريرة.
  • انخفاض درجة حرارة الجسم عن 36 درجة، وبرودة الأطراف نتيجة ضعف أو انعدام الدم المحمل بالأكسجين.
  • صعوبة في التنفس.
  • اضطرابات في وظائف القلب.
  • ضعف عام في الجسم.
  • مشاكل تخثر الدم.
  • تغيرات في القدرات العقلية.
  • إغماء وفقدان الوعي.
  • انخفاض حاد في ضغط الدم.
  • أما عن المضاعفات المحتملة فهي: حدوث غرغرينة بالأطراف، وفشل كلوي، وكذلك تلف بأحد الأعضاء الحيوية الرئيسية كالرئة أو الدماغ.

أسباب الإصابة بإنتان الدم

إذا كنت تتساءل ما هو تعفن الدم، فمن المؤكد أنك تود معرفة الأسباب المؤدية للإصابة به، كي يتم تجنبها في المستقبل، وبصفة عامة يمكن القول إن المسبب الرئيسي هنا هو التعرض لعدوى بكتيرية، أو جرثومية عنيفة يصعب على الجسم التخلص منها، ولعل أبرز المشاكل الصحية التي قد يتبعها تعفن بالدم ما يلي:

  • التهابات الجهاز العصبي المركزي (النخاع الشوكي، الدماغ).
  • العدوى الجلدية البكتيرية المتكونة عن طريق الأنبوب الوريدي، أو التهابات بالنسيج الخلوي.
  • التهابات في الجهاز الهضمي مثل: التهاب المرارة، الكبد، الصفاق أو انفجار الزائدة الدودية.
  • بعض أمراض الجهاز التنفسي كالتهاب الرئة الجرثومي.
  • عدوى المسالك البولية، الناتجة عن استخدام القسطرة البولية بصفة خاصة.
  • أما الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بتعفن الدم فهم: كبار السن، النساء الحوامل، حديثو الولادة، مرضى نقص المناعة أو الذين يخضعون لإجراء عملية جراحية عامة.

ما هو تحليل تعفن الدم؟

تحليل تعفن الدم
تحليل تعفن الدم

في حال كان هناك شخص يعاني أعراض الإنتان السابقة، يجب عليه التوجه سريعا إلى أقرب مستشفى، حتى يخضع للفحص الطبي الدقيق، للوقوف على التشخيص الدقيق لحقيقة المرض ومدى تمكنه من الجسم، لإمكانية وصف العلاج المناسب والشفاء السريع بإذن الله، أما عن الفحوص الطبية المتعلقة بتعفن الدم فهي تشمل الآتي:

تحليل صورة دم كاملة

هذا التحليل هو الخطوة الأولى التي تكشف العديد من الأمور الهامة مثل: وجود أحد الجراثيم في الدم مع تحديد نوعها، معرفة ما إذا كان هناك مشاكل بمستوى تخثر الدم من عدمه، فضلًا عن الوقوف على الإمداد الحقيقي للأكسجين بالدم، ومعرفة انتظام الأملاح والمعادن به.

تحاليل مخبرية أخرى

لا يتوقف الأمر عند تحليل الدم فقط للتأكد من أن المريض يعاني تعفن الدم، بل يحتاج إلى مجموعة من الفحوصات المعملية الهامة مثل: تحليل البول، عينة من إفرازات الجروح إن وجدت، لمعرفة إذا كانت مصابة بأحد أنواع البكتيريا، بالإضافة إلى أخذ عينة من المخاط وذلك لتحديد نوع الجراثيم التي تهاجم جهاز المناعة.

الأشعة والفحوصات التصويرية

يتم التأكد من سلامة أو إصابة أحد الأعضاء الداخلية للجسم، والتي يتوقع الطبيب أنها المسبب الرئيسي للإصابة بالإنتان، حيث يتم غالبا إجراء فحص بالأشعة السينية لرؤية الرئة عن قرب، بالإضافة إلى الكشف بالموجات فوق الصوتية لمعرفة إذا كان هناك جرثومة بالمرارة أو المبيض لدى النساء، كذلك يوجد التصوير المقطعي المحسوب لتحديد نوع العدوى بالجهاز الهضمي، أما الرنين المغناطيسي فهو يستخدم عندما يكون هناك احتمال لوجود التهاب بالأنسجة اللينة.

علاج تعفن الدم

صحيح أن تعفن الدم مرض شديد الخطر قد يودي بحياة المريض، إلا أن الكشف المبكر وتلقي العلاج في الوقت المناسب يجدي نفعا مع عدد لا بأس به من المرضى، وعادة ما يلجأ الأطباء إلى أكثر من تقنية للعلاج نذكر منها ما يلي:

التدخل الدوائي

هناك مجموعة من الأدوية والعقاقير الطبية التي يجب أن يتناولها المريض، عند التأكد من إصابته الطفيفة بتعفن الدم، من بينها:

  • المضادات الحيوية: وذلك لمحاربة العدوى المنتشرة بالجهاز المناعي والدم، سواء كانت جرثومية أو بكتيرية.
  • تركيب سوار وريدي، لضمان استمرار وصول الدم بشكل سريع إلى كافة الأعضاء.
  • أدوية لرفع ضغط الدم، في حال تدهور الحالة وانخفاض ضغط دم بشكل مستمر.
  • بعض الأدوية الأخرى مثل: المسكنات، وأدوية للمساعدة على النوم وعلاج لضبط مستوى السكر في الدم إذا كان غير مستقر.

علاج داعم

العلاج الداعم لـ تعفن الدم
العلاج الداعم لـ تعفن الدم

إن مريض إنتان الدم يحتاج للبقاء تحت الملاحظة والإشراف الطبي بالمستشفى، وذلك للخضوع للفحص المتكرر من قياس ضغط الدم، ومعرفة مستوى الأكسجين، كذا تحديد مدى قدرة القلب على القيام بوظائفه، وفي حال حدوث أي خلل يتم تقديم أحد العلاجات الداعمة الآتية:

  • الأكسجين والتنفس الصناعي: في حال نقص مستويات الأكسجين في الدم، بسبب صعوبة التنفس.
  • غسيل كلوي: ذلك عند تدهور وظائف الكلى.
  • الإنعاش القلبي: في حال تدني كفاءة عضلة القلب.

التدخل الجراحي

نادرا ما يتم العلاج بهذه الطريقة، إلا أنها قد تكون ضرورية في حالة وجود غرغرينة أو أجزاء ملتهبة في الجسم، يصعب التعامل معها بشكل دوائي، حيث يفضل التخلص منها واستئصالها للإبقاء على حياة المريض وسلامة أعضائه الحيوية.

ختامًا وبعد أن عرفت ما هو تعفن الدم، وجب التنبيه على أن الوقاية خير من العلاج، ذلك أن الحرص على النظافة الشخصية، وتطهير الجروح، فضلًا عن الغذاء الصحي الغني بالخضروات الطازجة، يعزز من مناعة الجسم عمومًا ويقي من الأمراض ولا سيما الإنتان أو تسمم الدم.