التوتر والقلق والضغط العصبي كلها مسميات لحالة عصبية ونفسية، تجعل الشخص غير مستقر نفسيًا، فيتأثر جسم الإنسان كليًا بهذه الحالة، وهو ما يشير إلى خطورة تأثير التوتر على الجسم وأهمية معرفة أسبابه وأعراضه وتفاديها، لتجنب مضاعفات التوتر على الصحة العامة للشخص.
متلازمة التوتر العصبي
التوتر يعني إرسال الجسم إشارات تحذيرية بمواجهة الإنسان لخطر أو مشكلة أو صعوبات في حل أمر ما، فيحدث خلل في النظام العصبي مسببًا حالة من القلق والتوتر، وغالبًا ما تكون معظم حالات التوتر حالات اعتيادية تختفي باختفاء مسبباته، وتختلف طبيعة تأثير التوتر على الجسم وأعراضه من شخص لآخر بحسب قدرة الشخص على التكيف ومواجهة المشكلات، وطبيعة المشكلة وأيضًا بحسب البيئة الاجتماعية والمساندة التي يتلقاها ممن حوله.
تأثير التوتر على الجسم
إصابة الشخص بالقلق والتوتر تدفعه إلى الكثير من السلوكيات والتغيرات الجسدية والنفسية على حد سواء، وذلك بسبب إفراط الجسم في إفراز بعض الهرمونات مثل الأدرينالين والكورتيزول كطريقة لمواجهة الخوف أو القلق، ليصبح الشخص أمام خيارين؛ إما الهروب أو المواجهة وفي كلا الحالتين يتزامن معهم بعض الأعراض النفسية والجسدية، ومن أشهر أعراض تأثير التوتر على الجسم:
الأعراض النفسية
تعد أعراض التوتر المزمن النفسية من أشد الأعراض النفسية إرهاقًا للشخص والتي تسبب له تغيرا في حياته، وربما يفقد القدرة على القيام بمهامه ومسؤولياته اليومية، لذا من أبرز أعراض التأثير النفسي للتوتر على الإنسان:
التغيرات المزاجية
تتأثر الحالة المزاجية بصورة كبيرة وتصبح ضحية عند التفكير المفرط في أمر ما، أو الخوف والقلق من أمر سيحدث أو مواجهة مشكلة، كما يصبح الشخص عرضة للانفعالات المستمرة ونوبات من الغضب في موقف لا يستدعي منه التصرف أو الانفعال بهذه الطريقة، وهو ما يؤدي إلى غياب الاسترخاء وافتقاد الهدوء النفسي.
اضطرابات النوم
لا يتوقف تأثير التوتر على الجسم في وقت استيقاظه فقط؛ ولكنه سيؤدي إلى صعوبة النوم والأرق، والاستيقاظ المفاجئ من النوم والشعور بصداع مستمر بسبب عدم النوم الكافي أو المتقطع، بجانب أن الإفراط في إفراز الجسم لهرمون الأدرينالين يسبب الشعور المبالغ فيه بالألم الجسدي، ومن ثم صعوبة النوم.
العزلة
يميل الشخص في حالة التوتر والقلق والضغط العصبي للوحدة وتجنب التواجد في تجمعات أو مشاركة مشاعره مع الآخرين، حيث يبحث عن طريقة للهدوء أو تجنب الانفعال على المحيطين به، وهو ما يؤثر على الأبناء والأصدقاء، حيث يتجنب الحديث معهم أو ينقل إليهم هذا الشعور بالتعب والإرهاق والتوتر.
ضعف التركيز
يمتد تأثير التوتر على الجسم إلى ضعف التركيز وتشتت الانتباه، بجانب التأثير السلبي على أداء الشخص لمسؤولياته ومهامه بسبب تفكيره المفرط والأرق.
الأعراض الجسدية
يعتقد الكثيرون أن تأثير التوتر على الجسم يتمثل في ظهور الأعراض النفسية فقط، حيث يوجد بعض الأعراض الجسدية المؤلمة التي يسببها التوتر للشخص دون أن يدري أو يعرف سبب ظهورها، فالقلق والتوتر يصاحبهما خلل في أداء بعض وظائف الجسم منها:
زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب
يمكن أن يؤدي اضطراب إفرازات هرمونات القلق في الجسم إلى حدوث تغير في ضربات القلب، حيث يشعر الشخص بالنهجان وسرعة ضربات القلب وهو ما يؤثر على طبيعة الأوردة الدموية التي يتدفق من خلالها الدم إلى جميع أنحاء الجسم، كما تصبح وجهة تدفق الدم الأولى باتجاه العضلات لتحفيز وضعية الهروب أو المواجهة في حال مواجهة خطر.
السمنة
قد يسبب إفراز هرمون الكورتيزول بصورة مبالغ فيها زيادة الوزن، بسبب فتح الشهية وزيادة الرغبة في تناول الطعام، فقد يصبح الأكل وسيلة للهروب من التوتر أو القلق وهو ما يؤدي إلى تناول كميات كبيرة من الطعام وبخاصة من الأطعمة غير الصحية التي تسبب زيادة الوزن.
أمراض المناعة
أثبتت بعض الدراسات الطبية أن تأثير التوتر على الجسم يزداد خطورة مع زيادة مدة إصابة الشخص بالتوتر وتحوله لقلق مزمن، حيث يؤدي إلى ضعف المناعة وزيادة قابلية إصابة الشخص بالأمراض المختلفة، ليصبح الجسم غير قادر على محاربة العدوى المختلفة وبخاصة نزلات البرد والإنفلونزا.
اضطراب الجهاز الهضمي
قد يشعر الشخص ببعض مشكلات في الجهاز الهضمي عند شعوره بالتوتر أو القلق، وتزيد حدة هذه الاضطرابات مع طول مدة ملازمة التوتر له، فقد يعاني الشخص من الغثيان والرغبة في القيء، كما تظهر أعراض أخرى مثل الإسهال أو الغازات والانتفاخ وعسر الهضم، كما تزيد حدة أعراض القولون العصبي.
الشد العضلي
تشنج العضلات واحدة من أبرز تأثيرات التوتر على الجسم، حيث تظهر على شكل آلام في عضلات الظهر والساقين والذراعين، بالإضافة إلى ظهور ألم في منطقة الرقبة والرأس والعمود الفقري.
الأمراض الجلدية
واحدة من مسببات الإصابة بالأمراض الجلدية الشائعة مثل الهربس هو التوتر العصبي والقلق، لذا قد تظهر تأثيرات التوتر على جلد الشخص على شكل أكزيما أو حب الشباب أو الصدفية، كما ينتقل تأثير التوتر على الشعر أيضًا مسببًا تساقطه.
ارتعاش اليدين
يؤثر التوتر على التحكم في عضلات القدمين واليدين، حيث يؤدي إلى رعشة اليدين، بجانب ضعف وصول الدم إلى اليدين وهو ما يؤدي إلى الشعور بتعرق اليدين وبرودتهما.
ضعف الرغبة الجنسية
مشكلات الخصوبة لدى الرجال والنساء على حد سواء واحدة من أخطر مشكلات التوتر، وهو ما ينعكس على انتظام الدورة الشهرية للنساء والقدرة الجنسية للرجال، حيث يصبح الشخص قلقًا ولديه حالة من اليأس والإحباط.
هل يسبب القلق والتوتر ألما في الجسم؟
نعم؛ فالقلق والتوتر المزمن من مسببات الشعور بألم مضاعف في عضلات الجسم، حيث تظهر حالة عامة بين معظم مرضى التوتر العصبي تعرف باسم توتر العضلات، تظهر على شكل تشنجات وألم شديد في الرقبة والظهر وعضلات العمود الفقري، كما تزيد حدة آلام الأسنان والفك نتيجة القيام بصك أو طحن الأسنان كرد فعل لا إرادي لمواجهة التوتر والقلق.
ما هي أعراض التوتر السلوكية؟
قد يصبح التوتر عائقا أمام الشخص في التصرف السليم أو القيام بسلوكيات مرضية له ولمن حوله، فيصبح انفعاليا غير قادر على التحكم في سلوكياته وقرارته، ليصبح تأثير التوتر على الجسم ضررًا لا بد من علاجه على الفور، ومن أبرز أضرار التوتر السلوكية والعصبية:
- النسيان المتكرر وضعف التركيز.
- عدم القدرة على اتخاذ القرارات الصحيحة بسرعة وبدقة.
- اليأس والإحباط وفقدان الرغبة في القيام بالمسؤوليات والمهام الموكلة له.
- فقدان الشهية أو زيادة الشهية.
- تجنب التجمعات والعزوف عن التواجد في المناسبات العائلية والاجتماعية.
- ظهور بعض السلوكيات المرضية مثل قضم الأظافر أو طحن الأسنان أو تحريك العينين بسرعة وغيرها.
- اضطرابات الشخصية.
نصائح لتجنب تأثير التوتر على الجسم
يوجد بعض النصائح التي يمكن أن تساعد الشخص على تقليل أعراض التوتر والابتعاد عن مسبباته، وأيضًا تجنب تأثيراته الجسدية والنفسية منها:
- ممارسة بعض التمارين الرياضية المساعدة على الاسترخاء مثل اليوغا.
- الحصول على قسط كافٍ من النوم والراحة.
- اتباع نظام غذائي متوازن وصحي.
- توزيع المهام وتنظيم الوقت.
- مشاركة الآخرين مشاعره ومشكلاته.
- تجنب الأشخاص المحبطين والسلبيين.
- تحديد وقت لممارسة هواياته وأنشطته المفضلة.
- تحديد يوم أسبوعيًا أو ساعة يوميًا للتنزه أو الابتعاد عن الروتين اليومي.
وبالتالي يمكن للشخص تجنب تأثير التوتر على الجسم، لتجنب الكثير من الأضرار على الصحة الجسدية والنفسية والعقلية، بالابتعاد عن أسباب التوتر والقلق والخوف وترك الغد لله سبحانه وتعالى، وطلب المساعدة من الآخرين عند الحاجة.