رغم ان وباء كورونا أجبرنا على تغيير الكثير من عادتنا إلا أن هناك ثوابت لا تتغير، منها كمية الجراثيم التي يحتويها هاتفنا الذكي! من الطبيعي جداً أن تغسل يديك بعد كل شيء و لكن كل شيء لا تشتمل على هاتفك الذكي. بحسب إحدى الدراسات التي قامت بها جامعة اريزونا فإن جهاز الجوال أقذر بعشر مرات من مقاعد المراحيض العامة، وهنا ربما تظن أن الدراسة قديمة وأن كورونا قد غير وجه العالم، ولكن للأسف لا، فحتى الكرة الأرضية لم تعد ترتدي كمامة وقفازات، مما يعني أن الجراثيم سعيدة جداً باستضافة جوالك لها، بلّ وقد تصنف الجراثيم الأسعد على الاطلاق. كيف لا وهي التي تسكن أحدث الأجهزة التقنية في العالم: الهاتف الذكي.
كيف أحمي هاتفي المحمول من الجراثيم ؟
لا يعني ما سبق وجوب تعريض جهاز جوالك لعملية غسل وتجفيف أو تطهيره كل ثانية، إلا أنه فعلاً يحوي كمية كبيرة من الجراثيم، خصوصاً أنك تلمسه في كل وقت حتى وأنت تقرأ هذا المقال، عداك عن الأوقات التي تجبر فيها بالرد على مكالمة ويداك متسختان. صحيحٌ أنك تغسل يديك بعد فعل أي شيء إلا أنك لا تغسل جوالك ولا أتوقع أنك غسلت يديك مرة واحدة على الأقل بعد استخدامك للجوال والسؤال الذي يطرح نفسه هنا…
هل أستطيع غسل هاتفي ؟
ربما تستطيع ذلك في حين كان هاتفك مقاوماً للماء ولكن انتبه لا تعني مقاومته للماء غمره بالكامل لأن الماء قادر على تحطيم أي شيء، حقيقةً هناك معايير لتعامل أجهزة الجوال مع الماء، والحديث هنا عن الأجهزة التي تأتي بهذهِ الميزة ولم تتعرض للفك أبداً. عادةً ما تحمل أجهزة الهواتف الذكية تصنيف IP الذي يشير لمقاومته للماء مثل IP68 أو IP67 حيث أن الرقم 67 يعني تحمله للغطس حتى مترٍ واحد تحت المياة و 68 يعني أنك تستطيع الغطس به أكثر من متر . لذا من الممكن جداً تمرير بعض الماء والصابون على الهاتف الذكي إذا كان يحمل تصنيف IP و تجفيفه مباشرة بقطعة قماش ناعمة وتذكر أن تفعل ذلك على مسؤوليتك.
هل أستطيع مسح هاتفي بمنديل تعقيم ؟
نعلم جداً كم المواد المطهرة التي تعاملنا معها في أوج وباء كورونا بما فيها المناديل التي تحتوي على الكحول، ومن الطبيعي أنها قادرة على تنظيف سطح الهاتف الذكي ولكن السؤال هل هناك خطر من استخدام الكحول لتنظيف أجهزة هواتفنا ؟ بالنسبة لشركة آبل فهي توصي باستخدام كحول “إيزوبروبانول” Isopropanol بنسبة 70% لمسح جهاز الجوال ولكنها تحذر من استخدام البخاخات والمطهرات دائماً. بشكلٍ عام لأنها ومن الممكن جداً أن تتلف طلاء “Oleophobic Coating” الذي تم وضعه على شاشة هاتفك الذكي في حال قمت باستخدام الكحول المطهر بشكلٍ مستمرٍ على جهازك. بدلاً من ذلك، تستطيع استخدام قطعة قماش ناعمة ومبللة مع القليل من الصابون لتنظيف جهازك، ومسحهُ بقطعة قماش جافة وناعمة بعد ذلك، خصوصاً أن الصابون مهما كان نوعه يعتبر من أفضل المطهرات. وبالحديث عن المطهرات، فهناك أيضاً نوعٌ آخر فعال لا علاقة له بالكحول والسوائل وهو “الضوء”.
تنظيف الهاتف بالضوء (الأشعة فوق البنفسجية)
نعلم بان الاشعة فوق البنفسجية تستطيع قتل العديد من الميكروبات والجراثيم ونعلم أيضاً أن مصدر الاشعة فوق البنفسجية هي الشمس، فهل يكفي تعريض هواتفنا لأشعة الشمس من أجل قتل الجراثيم ؟ للأسف لا، لأن قتل الجراثيم والحد من قدرتها يحتاج للأشعةِ فوق البنفسجية المركزة والتي تستطيع العثور عليها فقط تحت مسمى “مطهرات الضوء” أو “مطهرات الأشعة فوق البنفسجية” PhoneSoap والتي تجدها بكثرة على موقع أمازون وغيره من مواقع التسوق بحيث تضع جهاز هاتفك الذكي داخلها لما يعادل 3 دقائق وهي المدة الكفيلة للقضاء على الجراثيم. طبعاً من سلبيات جهاز التعقيم الضوئي عدم استخدامك للهاتف في فترة تعقيمه عداك عن سعره المرتفع نسبياً، حوالي 80$ أما بالنسبة للايجابيات فتكمن بفعاليته العالية بالتطهير ولا ننسى أيضاً عدم وجود أي آثار جانبية تضر بالهاتف حتى مع التنظيف الطويل والمستمر.
ختامًا: تختلف هواتف آيفون وأندرويد بالعديد من الأمور إلا أنها تحمل نفس الكم من الجراثيم وتزداد بازدياد مساحة شاشة الهاتف الذكي، ربما تقول لي أن وباء كورونا محض هراء وهدفه بث الرعب أو بيع اللقاحات والدواء، وأن دراسة جامعة أريزونا مجردٍ افتراء صحفي كانت وراءه احدى شركات التعقيم والتنظيف. اياً كانت قناعتك فيجب ألا تنسى بأن درهم وقاية خيرٌ من قنطارِ علاج، والدرهم ذاك لا يتطلب منك أي جهد سواءً غسل هاتفك الذكي “تعقيمه” بالضوء أو بمسحهِ بقطعةِ قماشٍ مضافٌ إليها بعض الصابون والماء، أو لا هذا ولاذاك تعقيم شاشة حماية هاتفك ببعض الكحول مع الانتباه ألا ينفذ الكحول إلى داخل الجهاز.