كان إيان توملينسون، بائع جرائد يبلغ من العمر 47 عامًا في لندن، في طريقه إلى المنزل من الشوارع الضبابية في يوم طويل من العمل، لكن سوء حظه جعله وسط حشود المتظاهرين والشرطة الذين جاءوا للسيطرة على الأمن ومنع أعمال الشغب؛ تسببت في وفاته، وأثارت ضجة طويلة، لا تزال تتردد حتى بعد وفاته قبل نحو 12 عامًا.
ماذا حدث؟
لم تكن لندن هادئة أبدًا في الأول من أبريل. وبينما كان بعض الناس يحتفلون بطريقتهم الخاصة، يوم كذبة أبريل، احتدم المتظاهرون قبل نحو أسبوع من انطلاق قمة مجموعة العشرين، احتجاجًا على انعقادها ؛ اعتبر المتظاهرون قمة مجموعة العشرين امتدادًا لاتفاقية الجات ومنظمة التجارة العالمية، ورأوا أنها تخدم فقط الشركات متعددة الجنسيات وحيتان المال والأعمال، بالإضافة إلى احتجاجات أخرى على المناخ وبعض القضايا السياسية الشعبية في ذلك الوقت.
أخذت المظاهرات تدريجيًا طابعًا أكثر عنفًا بعد أن بدأت الشرطة في الاشتباك مع المتظاهرين، بينما كان توملينسون سيئ الحظ يمر بمنزله في الحي المالي، موقع الأحداث الفوضوية، واعتقد أحد رجال الشرطة أنه مثيري شغب ؛ ضربه بقوة بهراوة على ساقه، قبل أن يدفعه بقوة على الأرض. ساعد أحد المتظاهرين بائع الجريدة على النهوض، ثم توجه إلى منزله، لكنه انهار وهو في طريقه إليها بعد دقائق، وسقط حتى وفاته.
ما حدث أشعل شرارة بريطانيا كلها، وأجريت تحقيقات، وخلصت أول تشريح إلى أن “توملينسون” أصيب بنوبة قلبية، لكن بعد أسبوع نشرت صحيفة الجارديان مقطع فيديو للشرطي القاتل سايمون هاروود وهو يضرب “توملينسون”. في ساقه بهراوة، ودفعوه بقوة إلى الأرض. وتكررت التحقيقات مرة أخرى، وتبين أن “توملينسون” مات من نزيف داخلي ناتج عن إصابة شديدة في البطن، بالإضافة إلى تليف الكبد. على الرغم من أن النيابة العامة البريطانية قررت عدم توجيه الاتهام إلى هاروود ؛ نظرًا لأن الخلاف بين علماء الأمراض الأول والأخير أدى إلى عدم قدرتهم على إظهار علاقة سببية بين الوفاة والاعتداء، فقد تغير هذا الموقف في عام 2011.
سوء سلوك جسيم
بعد الحكم بالقتل غير القانوني، اتهم المدعون هاروود بالقتل غير العمد، لكن تمت تبرئته بعد أن ثبتت براءته في عام 2012، ليتم فصله بعد بضعة أشهر لسوء السلوك الجسيم. دفعت شرطة العاصمة لعائلة توملينسون مبلغ تعويض لم يكشف عنه، واعترفت بأن تصرفات الشرطي تسببت في وفاة بائع الصحيفة. أثارت وفاة توملينسون جدلاً حول طبيعة عمل الشرطة في بريطانيا، والعلاقة بين الشرطة والجمهور والإعلام، وألقت بظلالها الكثيفة، وتركت بصماتها على اجتماع قمة القادة الذي عقد في وقت لاحق من الشهر. وفاة بائع الجرائد البريطانية.