كشف المستشار التقني في مكتب وزيرة تنمية المجتمع سعيد عبدالله، لـ«الإمارات اليوم»، عن إطلاق الوزارة اختبارات تقيس الوعي بالأمن الإلكتروني لدى الأطفال، لتدريبهم على حماية أنفسهم من أي اختراقات قد تستدرجهم لأفعال ضارة وعوالم غير مأمونة، مضيفاً أن الوزارة ستعمل في المرحلة المقبلة على تعميم تلك الاختبارات على طلاب المدارس، من خلال الأقسام المختصة بالحماية الاجتماعية والأسرية في الوزارة.
وقال عبدالله إنه تم تصميم نموذجين من الاختبارات الإلكترونية ضمن منصة الأمن الإلكتروني لوزارة تنمية المجتمع، المتوافرة على موقع الوزارة، أحدهما مخصص للأطفال، والآخر للبالغين، مثل أولياء الأمور والمعلمين، مضيفاً أن كل اختبار مكوّن من 12 سؤالاً، إلا أنهما يختلفان من حيث مستوى اللغة وأسلوب عرض الفكرة، وذلك لتتناسب مع قدرة الأطفال على استيعاب الأسئلة، وضمان تفاعلهم مع الموضوعات التي تتناولها محاوره المختلفة، فيما يركز الاختبار المخصص للبالغين على تنبيههم لمخاطر إلكترونية معينة يجب تعلم مواجهتها خلال متابعتهم أطفالهم.
وأكد عبدالله أن الأمن السيبراني بات من أكثر الأمور أهمية، بعد أن صارت مختلف أوجه الحياة وأنشطتها تتم عبر العالم الافتراضي، لاسيما بالنسبة للأطفال والمراهقين الذين صاروا يقضون جل وقتهم على شبكات الإنترنت، في وقت تكمن في هذا العالم مخاطر لا تعد ولا تحصى يجب الانتباه إليها، وبناء ثقافة لدى الجيل تضمن تمكينه من حماية نفسه، وعدم الانزلاق في دروب غير آمنة.
وشرح عبدالله أن الأسئلة في الاختبار تحاكي الواقع اليومي للطفل، وتتعلق بالنشاطات التي يقوم بها بشكل متكرر، مثل الاشتراك في لعبة معينة، والتي تحتاج منه إلى أن يصمم كلمة مرور سرية، مؤكداً أن عدم الخبرة في كيفية إنشاء كلمة سرية آمنة يعد من أكثر من المشكلات التي تقود إلى تعرض حسابات العملاء للاختراق. وتابع أن اشتراك الطفل في الإجابة عن الأسئلة سينبهه إلى كثير من المعلومات الضرورية، ويدربه على استخدام الأساليب الصحيحة خلال وجوده في العالم الافتراضي.
وأشار إلى توفير الوزارة كتيباً على موقعها، موجهاً للأطفال، يحمل عنوان «جيل واع»، ويتضمن مجموعة من المحاور تتعلق بالتصيد الإلكتروني والأمن الشخصي، وغيرها من الموضوعات التي تساعده على فهم المخاطر بلغه مبسّطة، وتدربه على توخي الحذر من أي محاولات لاستدراجه نحو أفعال غير أخلاقية أو جرمية.
وأكد أن الطفل يمكن أن يدخل على صفحة الاختبار المتوافرة على منصة الأمن الإلكتروني الموجودة على الموقع الإلكتروني للوزارة، وذلك من دون أي حواجز، لأن وسيلة الاشتراك سهلة وأسئلة الاختبار مباشرة وبلغة مبسطة وواضحة.
وحول الاختبار الموجه لأولياء الأمور، قال عبدالله إنه يهدف إلى التأكد من أنهم على قدر كاف من الوعي بمخاطر الحياة الإلكترونية، وأن لديهم الخبرة في طريقة حماية أطفالهم عبر توعيتهم المسبقة بالمشكلات التي قد يتعرضون لها، وكذلك بقدرتهم على التصرف السليم في حال تعرض أحدهم لعملية اختراق أو ضرر.
شهادة مصدقة
يحصل الأطفال المجتازون اختبار الأمن الإلكتروني، الذي أعدته وزارة تنمية المجتمع، على شهادة مصدقة بختم إلكتروني، وموثقة بتقنية البلوك تشين. واعتبرت الوزارة حصول الأطفال على تلك الشهادات بمثابة مكافأة معنوية مهمة سيكون لها أثر في بث الثقة بالنفس لدى الطفل، فضلاً عن أنها تمثل تقديراً وشكراً سيشجعه على التفاعل والتجاوب مع الأنشطة التوعوية.
تحليل البيانات
أفاد المستشار التقني في وزارة تنمية المجتمع سعيد عبدالله، أن إجابات أسئلة الاختبارات ستساعد الوزارة على تحليل البيانات وربط المعلومات بغرض إجراء دراسات متخصصة حول محاور معينة، وذلك لأن الاشتراك في الاختبار يتطلب ثلاث معلومات أساسية، تتضمن رقم الهوية ورقم الهاتف، وعنوان البريد الإلكتروني الصحيح، وبذلك يمكن لفرق العمل في الوزارة، التعرف إلى المشاركين والاستفادة من إجاباتهم، سواء في تطوير بعض الخدمات أو في استنتاج بعض الحقائق المهمة في تصميم خدمات جديدة، أو حل مشكلة معينة. ولفت عبدالله إلى أن رقم الهوية يوفر معلومات أساسية ومرتبط بالبيانات الضخمة، ما يتيح إمكانية عمل دراسات لقياس الوعي المجتمعي بكثير من القضايا المهمة، وتحليل أسباب المشكلات والتحديات القائمة والعمل على حلها، وذلك في مختلف القطاعات التي تقع ضمن اختصاص الوزارة، والتي من بينها حقوق الطفل والحماية الأسرية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news