التخطي إلى المحتوى


08:32 م


الجمعة 06 مايو 2022


المزيد من المشاركات

كتبت – آمال سامي:

انتقدت بردة البوصيري من العديد من العلماء، بل اتهم بعض العلماء بعض الأبيات فيها بأنها شركية، مثل الإمام ابن باز ومحمد بن عبد الوهاب والألباني رحمهم الله، وعلق الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، على ذلك قائلًا أن أغلب هؤلاء العلماء محدثين، فلم ينتقد العلماء الذين جاءوا بعد البردة أياها، مثل ابن حجر العسقلاني والسخاوي والسيوطي، وأي إمام في الشرق أو الغرب أو الشمال أو الجنوب، قائلًا أن شراح البردة عددهم كبير للغاية.

وأوضح جمعة، في لقاءه ببرنامج مصر أرض المجددين، المذاع على القناة الأولى المصرية، أن توجه الشيخ عبد الوهاب وابن باز والألباني رحمهم الله هو توجه نصي، مع فقد التعمق في اللغة التي كانت عند العلماء السابقين لهم، فمن الأبيات التي اعترض عليها في البردة قوله: “فإن من جودك الدنيا وضرتها….ومن علومك علم اللوح والقلم”، فيقول جمعة أن من لا يعرف اللغة يفهم الأبيات خطأ، فهي تعني أن من كرمه الدنيا والآخرة فيقولون أن معناها أن سيدنا محمد هو من خلق الدنيا والآخرة، ولكنه لم يقل ذلك، إذ قال أن من فضله أن الله سبحانه وتعالى قد خلق هذا الكون من أجل مثاله، وهو أنه عبد الله، فالنبي صلى الله عليه وسلم مثالًا جعله على حد الكمال في مراد الله من خلقه، وهو العبادة، “وما خلقت الأنس والجن إلا ليعبدون”، فهو العابد الكامل الأتم والمثال، وقال تعالى: “قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله”، وقال: “لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة”.

فيقول جمعة أن الله سبحانه وتعالى من جعل النبي صلى الله عليه وسلم أمام لنا وللأنبياء والمرسلين، وهذا ما يعنيه البيت، أنه المثال الأتم والعابد المثالي، أما الشطر الثاني للبيت فلا يعني أنه أعلم من الله، ولكن “من” لها وضعية معينة، فهي تعني أن من جنس علومه علم اللوح والقلم، مؤكدًا أن علم اللوح والقلم ليسوا محيطين بعلم الله، بل هم من مخلوقاته، “أربع أبيات أعترضوا عليهم وكلهم محلولين بالشكل دا”.

رابط المصدر