المرحلة الثانية من الانتخابات النيابية موعدها غدا، وهي المرحلة المكملة للمرحلة الأولى أمس، ومعها يكتمل مشهد اقتراع المغتربين الذي يشكل رافعة يحسب لها حساب للمرحلة الأخيرة يوم 15 أيار.
انتخابات الغد نوعية بامتياز لأنها ستحدد المزاج العام للمغتربين بمختلف أطيافهم وطوائفهم والدول التي تغربوا إليها.
راجت نظرية “الاقتراع العقابي”، أي أن يعاقب الخارج الداخل، لكن بدا من خلال الاستعدادات وعمليات التجييش أن المعارك الانتخابية في دول الاغتراب هي امتداد لمعارك الداخل، أي لبنان المقيم، من دون أي فوارق اساسية تذكر.
وإذا كانت ملفات الداخل تطغى عليها القضايا المعيشية والحياتية والخدماتية، من استشفاء ودواء ومستلزمات طبية ومدارس وجامعات وفرص عمل، فإن الملفات بالنسبة إلى المغتربين تتبدل فيها الأولويات من خلال الاسئلة التالية: هل مجلس 2022 بإمكانه أن يقوم بما عجزت عنه المجالس السابقة؟ هل بإمكانه أن يراقب عمل الحكومات ويحجاسبها ويطرح الثقة بها إذا أخفقت؟ هل ستستمر السلطة التشريعية “شريكة” للسلطة التنفيذية و”قابرينو سوا” بدل أن تكون السلطة الرقابية عليها؟ هل سيكون ما بعد 15 أيار غير ما قبله؟ والسؤال الكبير لدى المغترب: هل سيعود لبنان يوما لنعود إليه؟ هل نعد أبناءنا بأن لديهم وطنا أول وأن وطنهم الثاني موقت؟ أم يكون الوطن الثاني هو الوطن النهائي؟
أسئلة موجعة يطرحها المغترب، فهل يأتي الجواب من صناديق الاقتراع؟ أم أن التناحر الداخلي، على كل المستويات، سيطيح هذه الفرصة كما أطاح أكثر من فرصة من 17 تشرين الأول؟
ربما من السابق لأوانه الإجابة عن هذه التساؤلات قبل إنجاز المرحلة الثانية من العملية الانتخابية غدا، وقبل الوصول إلى خط النهاية في 15 من هذا الشهر.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “المنار”
ساعات قليلة وتنطلق المرحلة الثانية من انتخابات اللبنانيين المقيمين في الخارج، فيما تقييمات القيمين في الداخل للمرحلة الاولى انها أقل من المتوقع. ومع تسجيل اختراقات وتجاوزات لقانون الانتخاب، من قبل جهات معروفة الوجه والوجهة عند بعض اقلام الاقتراع، فقد سجل لوزارة الخارجية اداء مهني بادارة اليوم الانتخابي الاول.
ومع ساعات الفجر الاولى من غد الاحد وفق توقيت بيروت ستبدأ المرحلة الثانية من سيدني الاسترالية وتمتد الى صباح الاثنين مع اقصى الغرب الاميركي، وما بينهما دول آسيوية واوروبية وافريقية حشد فيها المغتربون اللبنانيون ما يزيد عن مئة واربعة وتسعين ألف مسجل على سجلات الاقتراع.
ومع استمرار الصمت الانتخابي استراح اللبنانيون من قرقعة بعض التصريحات، فيما تشتد العزائم للاحد الكبير في الخامس عشر من ايار، مع حضور السفراء على طاولات اعادة ترتيب اللوائح وتوزيع الادوار، ونتاجها انسحابات للوائح من هنا واخرى من هناك لمصلحة تكثيف الاصوات بما يريده القيمون على غرفة العمليات المشتركة للعديد من اللوائح والشخصيات.
وعلى لوائح الارباك الصهيوني تطاير للتهديدات بكل حدب وصوب، فيما الكيان الذي يعيش اعلى درجات الاستنفار عاجز امام شابين اصاباه بقلب امنه قرب تل ابيب. وللهروب من الفشل الى الامام، رفع قادته سمفونية التهديد باغتيال قادة المقاومة، وهو ما ردت عليه فصائلها بأن هذه العنتريات لن تؤمن له امنا، وان المساس بقائد حماس في غزة يحيى السنوار او اي من قادة المقاومة سيحدث زلزالا في المنطقة يكلف الصهاينة دما ودمارا، كما حذر الناطق باسم كتائب القسام “ابو عبيدة”.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أم تي في”
غدا الجولة الثانية من المعركة الإنتخابية ذات الجولات الثلاث. صناديق الإقتراع في عشر دول عربية وصلت إلى لبنان، وستبقى مقفلة في مصرف لبنان لتفرز مع بقية أصوات اللبنانيين في الخامس عشر من الجاري. أما الصناديق في سبع وأربعين 47 دولة إفريقية وأميركية وأوروبية إضافة إلى صناديق الإمارات العربية المتحدة فستفتح تباعا بدءا من منتصف هذه الليلة، لترسم معادلة سياسية جديدة. حتى الآن الأجواء الإنتخابية جيدة في الخارج، والحماسة ظاهرة لدى اللبنانيين ليقولوا كلمتهم في مستقبل وطنهم. لكن المشكلة هي كالعادة في أداء السلطة وممارستها. ففي الولايات المتحدة وأوستراليا ترتفع الأصوات مستنكرة العراقيل التي وضعت بهدف تشتيت الناخبين من خلال توزيع عائلاتهم على أكثر من ولاية أميركية ومدينة أوروبية. وقد ذكر مراسل ال “ام تي في” في لوس أنجلوس أن هناك حوالى 20 في المئة من اللبنانيين لن يتمكنوا من الإقتراع، وقد بدأ الحديث عن توجه بعضهم إلى بيروت من أجل الإقتراع في الخامس عشر من أيار. فما هذه السلطة التي تفعل كل شيء وتعمد إلى استعمال كل الحيل في سبيل منع اللبنانيين المنتشرين من ممارسة حقهم الطبيعي في الإنتخاب؟
نسب الاقتراع والارقام الانتخابية تداخلت اليوم مع تاريخ الجولتين الانتخابيتين الاولى والثانية. فبين 6 و8 ايار يقع 7 ايار، وهو تاريخ مشؤوم عند معظم اللبنانيين. ففيه استباح حزب الله وحلفاؤه العاصمة بيروت في محاولة لاخضاعها وتركيعها، وقد وصل الاستقواء بفريق الممانعة الى محاولة ضرب الجبل. من هنا فان كثيرين يتوقعون ان يكون تصويت اللبنانيين في 6 و8 و15 ايار بمثابة رد على 7 ايار. ف7 ايار يعني الدويلة، يعني السلاح المتفلت، يعني الاستقواء، يعني التفرد بقرار الحرب والسلم، كما يعني قمع الناس العزل ومنعهم من ممارسة حقهم الانتخابي كما حصل في الصرفند وكما يحصل ويحصل في بعلبك الهرمل. وبالتالي فان على اللبنانيين الرافضين منطق الدويلة ان يقولوا لا مدوية في صناديق الاقتراع غدا وفي 15 ايار ، لتشكل الانتخابات بداية الخلاص. فيا ايها اللبنانيون، شاركوا بكثافة في الاستحقاق الاتي. ف”التغيير بدو صوتك وبدو صوتك، وب 15 ايار خللو صوتكن يغير”.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أو تي في”
ساعات قليلة وتفتح صناديق الاقتراع حول العالم ليدلي اللبنانيون بأصواتهم، في المرحلة الثانية من انتخابات الانتشار، بعد انجاز المرحلة الأولى في معظم الدول العربية وايران أمس. وفي هذا المجال، نشير إلى ان ال أو.تي.في. ستكون في مواكبة كاملة للعملية، من خلال تغطية متواصلة يصل فيها فريق الأخبار الليل بالنهار، اعتبارا من الحادية عشرة والنصف من ليل اليوم، وحتى صباح الإثنين المقبل بتوقيت بيروت، ويمكنكم متابعة التغطية ايضا مباشرة على صفحة ال أو.تي.في. على فايسبوك.
ساعات قليلة، ويفتح للمرة الثانية المجال أمام اللبنانيين للتعبير عن رأيهم، في انتظار المرحلة الثالثة والاخيرة الحاسمة على الاراضي اللبنانية الأحد المقبل في 15 أيار.
ساعات قليلة، ويكون على اللبنانيين أن يواصلوا الاجابة على السؤال التالي: هل نجحت الحملات السياسية والاعلامية والاعلانية الموجهة منذ عامين ونصف العام في اتجاه محدد في كسب عطف الرأي العام وتأييده؟ وهل استسلم الناس للكم الهائل من الدجل الذي مورس في حقهم، معطوفا على حجم غير مسبوق من قلة الأخلاق والشتائم والتنمر والقرف السياسي المنطلق من الحقد لا من مشروع أو خطة أو برنامج قابل للتطبيق؟ وبعد كل الذي حل بلبنان هل سيصوت اللبنانيون لمن طرحوا المشاريع والبرامج والحلول أو لمن عطلها ومارس النكد السياسي الذي دفع ثمنه شعب كامل؟ وهل سيقرأون جيدا المواقف الاقليمية والدولية المحيطة بالعملية الانتخابية، ام سيسمحون للمشوشين المعروفين بتعطيل الرؤية؟
ساعات قليلة، يواصل خلالها المنتشرون اللبنانيون ممارسة حقهم في الاقتراع الذي تكرس على هذا العهد، بعدما كان مطلبا هائما وضائعا في زواريب السياسية والطائفية اللبنانية منذ عهد الانتداب، بغض النظر عن كل حملات تشويه الصورة التي مورست لإيهام الناس بأن من ناضل ليصبح هذا الحق مكرسا في قانون الانتخاب، هو الذي يعمل على تعطيله، بينما المعطلون الحقيقيون واضحون، تشير اليهم فضيحة التلاعب بقانون الانتخاب قبل اشهر، مرورا بمحاولة تحديد موعد الانتخاب في عز الثلج.
وكما في كل يوم منذ فتح باب الترشيحات، نكرر اليوم للبنانيات واللبنانيين: لما تفكروا بالانتخابات، حرروا عقلكن وقلبكن من كل المؤثرات والضغوطات، وخللو نظرتكن شاملة وموضوعية، وساعتها انتخبوا مين ما بدكن، بكل حرية ومسؤولية. واجهوا الكل، وأوعا تخافو من حدا، مين ما كان يكون.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “الجديد”
طلائع الصناديق العربية والفارسية وصلت الى بيروت، لتصبح من الودائع الانتخابية في مصرف لبنان حتى الخامس عشر من أيار. وأصوات المغتربين أصبحت مجالسها بالأمانات وترقد إلى جوار المغفور لهم أموال المودعين. لكن استعادة الأصوات الخارجية ستجري فور بدء عملية الفرز مع عملية الاقتراع المركزية، وبدءا من الغد ستنضم إليها أصوات المغتربين في كل من الدول الغربية والإمارات العربية المتحدة. وبدت السفارات اللبنانية في الخارج على جاهزية تامة لإتمام المرحلة الثانية من اقتراع الخارج، التي بينت قبل الفرز ومن خلال آراء الناخبين، أن المزاج العام للبنانيين المهاجرين كان يصب في مصلحة التغيير وإزالة أسباب الهجرة التي اضطروا إليها على خلاف إراداتهم.
وإذا ما نزلت اراء ناخبي الخارج في الصندوق طالبة التغيير ورافضة الطبقة الفاسدة، فإن ما يربو على مئتي ألف صوت اغترابي سيبدلون معادلة الداخل ويقلبون حواصل صناديقها في غير دائرة. هم اغتربوا هربا من جحيم الوطن والمسؤولين عن إدارته صوب الانهيار، غير أن أصواتهم اليوم ستصوب البوصلة. اختنقوا في لبنان لكنهم اليوم يمدون هذا البلد بثاني أوكسيد التغيير وبنفس يمنح لبنانيي الحصار بعض الأمل في إصلاح ما أفسده دهر السياسيين. وإذا كان لبنان قد أخفق لليوم في استعادة الأموال المهربة، فإن العزاء سيكون في استعادة الأصوات الهاربة، وفي إحداث خروق في الصناديق المحلية المعلبة.
ثمان وأربعون دولة من الانتشار سيبدأ بعضها التصويت من الفجر وسط ظاهرة من التنظيم عالي الدقة في السفارات اللبنانية في الخارج وتحضيرات لم تترك خلفها ثغرات في انتظار الاقتراع وشوائبه غدا، وفي أصوات المغتربين من السياسيين فإن الرئيس سعد الحريري تمسك بصمته المزمن وظل خارج العازل وسط محاولة لعزله سنيا ودعم البدائل من الطائفة الكريمة وقد نفت معلومات الجديد كل ما روج منذ الأمس عن عودة للحريري قريبة إلى بيروت لإنهاء المقاطعة. ويتمسك الحريري باعتزاله المرحلي إلى أجل غير مسمى فيما يقدم رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي هذا المساء على خطوة الابتعاد الطوعي لكن إلى أين؟ ليس إلى نيويورك أو الى هونغ كونغ كبديل من هانوي بل ربما الى صومعته في المختارة تمهيدا لاسدال العباءة مرة جديدة على كتف تيمور جنبلاط.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أن بي أن”
بانتظار اليوم الكبير في الخامس عشر من أيار الجاري تتوالى المحطات الانتخابية. اليوم صمت إنتخابي وغدا موعد للناخبين في ثمان وأربعين دولة ممتدة على مساحة الاغتراب اللبناني في قارات أميركا وأوروبا وآسيا وأفريقيا وأوقيانيا.
وبعد استراحة لثلاثة أيام يتحرك القطار الانتخابي مجددا الخميس المقبل الموعد المخصص لاقتراع الموظفين الذين سيديرون العملية الانتخابية الأم في نهاية الأسبوع المقبل.
أما المرحلة الإنتخابية الأولى فقد طويت صفحتها على نجاح اسقط رهانات ومحاولات وروايات وإيحاءات حول تأجيل أو تطيير الاستحقاق الديمقراطي. هذا النجاح عززته نسبة الاقتراع المرتفعة نسبيا والتي لامست الستين بالمئة ما يعكس حماسة اللبنانيين في مغترباتهم وتعطشهم لممارسة حقهم الديمقراطي.
كما يسجل للإدارة الرسمية نجاحها في الاختبار الميداني الأول بشقه الخارجي رغم حصول بعض الإخفاقات الصغيرة فهل ينسحب هذا النجاح على الشق الداخلي من الانتخابات؟!.
على أي حال بدأت صناديق الاقتراع في الدول العشر التي جرت فيها الانتخابات امس في الوصول إلى لبنان عبر حقائب دبلوماسية كانت طلائعها من سوريا وإيران قبل ان تكر السبحة علما بأن اللبنانيين في هذين البلدين سجلوا أكبر نسبة اقتراع بين الدول العشر.