العلاقة السامة بين «الجيمرز» وبرامج الحماية
بالنسبة لمُحبي ألعاب الفيديو، برامج الحماية تشكل مصدر إزعاج كبير وهذا شيء مفهوم! فبالتأكيد لا أحد يحب أن يشتته شيء ما عن عمله أو أن يقاطعه إعلانًا أو إشعارًا يخرج له من العدم ليخبره أن جهازه على ما يرام ولا يحتوي فيروسات. ومع ذلك، قد يتحمل المستخدم العادي تلك الثواني المزعجة الذي يظهر فيها الإشعار ويتابع عمله في سلام، ولكن بالنسبة للاعبين، هذا الأمر حياة أو موت. فقط تخيل أن تكون منخرط في إحدى ألعاب الباتل رويال أو ألعاب النجاة التي تتطلب تركيزًا شديدًا وهدوء قاتم، وقد تعني لك الثانية فيها الفوز أو الخسارة، وفجأة خرج لك برنامج الحماية ليخبرك أنه فحص الجهاز ولم يجد به أي فيروسات، ماذا ستفعل ؟
حتى إذا رضيَّ برنامج الحماية عن اللعبة وتركك تجربها فربما تفاجئ ببطء ملحوظ في الأداء بالرغم أن إمكانيات جهازك تسمح بتشغيلها بسلاسة والسبب عادًة يكون الفحوصات التي يقوم بها البرنامج في الخلفية والتي تستهلك قدرًا هائلاً من موارد الجهاز. ضع كل هذه الأمور معًا وستدرك لماذا هناك علاقة سامة بين «الجيمرز» وبرامج الحماية من الألعاب، أقصد الفيروسات، وجعلتهم يفاضلون بين أحدهم، وبالتأكيد يختار اللاعبون مصدر سعادتهم، ويحذفون تلك البرامج أو يعتمدوا فقط على Windows Defender.
كيف تؤثر برامج مكافحة الفيروسات على الألعاب ؟
دعنا نقول مبدئيًا أن برامج الحماية، في كثير من الحالات، لن يكون لها تأثير بالغ على أداء الألعاب في الكمبيوتر. فإذا ثبتَّ برنامج حماية إضافي إلى جانب Windows Defender وأردت أن تمارس لعبتك المفضلة فعلى الأرجح لن تلاحظ تراجعًا ملحوظًا في الأداء بسبب برنامج الحماية، ولكن من حين لآخر قد يحدث وأن يبدأ البرنامج فحصًا شاملًا للهارد بينما تلعب، علَّ وعسى يقضي على ما فيه من فيروسات وبرمجيات خبيثة. في هذه الحالة يشكل البرنامج حمل زائد على المعالج (CPU)، وبالتالي يتأثر أداء اللعبة.
بمعنى آخر، برنامج الحماية في حد ذاته لا يؤثر على اللعبة بشكل مباشر، وإنما على أداء المعالج، وهو السبب الأساسي. ولاحظ أنه ليس المعالج هو ما يتأثر فحسب، بل الرامات أيضًا؛ فآلية عمل تلك البرامج، في أفضل الظروف، تقتضي استهلاك 200 – 400 ميجابايت من الرامات؛ فعندما يريد برنامج الحماية أن يعمل على فحص الجهاز يبدأ بالمرور على كل ملف بشكل فردي بحثًا عن اي تهديد أمني من التهديدات التي يعرفها – أي تلك المدرجة بقائمة الفيروسات المعروفة، والتي تختلف من برنامج لآخر وهي عملية تعتمد على قدرات الحاسوب بشكل أساسي.
يمكن تحسين أداء الألعاب دون تعطيل برنامج الحماية
نظرًا لتأثير هذه البرامج على أداء الألعاب، خاصًة على الأجهزة محدودة الإمكانيات، قامت الشركات التي تقف وراء صنع برامج الحماية باختراع حل يجنبها الوقوع في فخ السخط المستمر من فئة ليست بقليلة على الإطلاق. يكمن هذا الحل في إضافة ما يُسمى بـ “وضع اللعب” أو “مُسرع الألعاب” والذي تجده الآن في الكثير من برامج مكافحة الفيروسات؛ هذا الخيار ببساطة يمنع البرنامج من إجراء أي فحوصات في الخلفية أثناء تشغيل الألعاب.
كلًا من Norton و Kaspersky و McAfee و BitDefender وحتى Avira تحتوي هذه الخاصية في مكانًا ما ضمن الإعدادات. فقط ابحث عنها وقم بتفعيل قبل تشغيل لعبتك المفضلة لتستمتع بتجربة أفضل.
تجنَب الألعاب المقرصنة
برامج الحماية عمومًا مبرمجة على ألا تسمح بتسلل الفيروسات بمختلف اشكالها وانواعها إلى جهازك، بغض النظر عمّا تفعله. لذا في حال قمت بتثبيت الألعاب المقرصنة والتي تحتوي على برمجيات خبيثة فبالتأكيد سيعترض برنامج الحماية ويقوم بحذفها بغرض حماية بياناتك. وفي حين أن برامج الحماية في معظم الأحيان قد تحظر ملفات اللعبة حتى لو كنت تعتقد انها آمنة، في أحيان آخرى تكون على صواب.
إذا دخلت على موقع، ووجدته يبيع ألعابًا بأسعار بخسة، شك في الأمر فورًا، واخرج من الموقع. هذه المواقع أيضًا ليست آمنة، وبها شروط وأحكام مشوبة بالبنود غير الواضحة بالنسبة إلى المستخدمين، ولذلك حاول دائمًا أن تشتري اللعبة من متجرها الأصلي أو من مصدرٍ موثوق.
هل أحذف مكافح الفيروسات من أجل الألعاب ؟ الأمر يرجع إليك في النهاية، ولكن إذا أردت نصيحتنا، فلا تفعل ذلك. فقط حاول أن تتبع النصائح بالأعلى وتُفعّل الخيارات التي تمكنك من الاستمتاع وحماية جهازك في آن واحد.