غير مصنف

6 مشاكل صحية احذر أن تتعرض لها أثناء العمل على الحاسوب

العمل من المنزل بات مؤخرًا نهج العمل الأكثر شيوعًا، بفضل جائحة كورونا، بل ويعُد اليوم أحد الخيارات المفضلة للكثير من الشركات والموظفين، لاسيما مع ميزاته الكثيرة التي يتمتع بها من ساعات عمل مرنة وتوفير للوقت والمواصلات. فبحسب الدراسات الحديثة فإن الأشخاص الذين يعملون من المنزل يميلون للعمل لساعات طويلة أكثر من عملهم بالمكاتب. وهذا يتطلب تحضير بيئة عمل مريحة ومناسبة لتفادي المخاطر الصحية الناجمة عن العمل الممكساوي. وانطلاقًا من سطور هذا المقال سنتعرف على أبرز المشاكل الصحية التي قد تواجهك وتتعرض لها عند عملك على الكمبيوتر.

الجلوس على النمط الأوروبي !

الجلوس حسب النمط الأوروبي يُقصد به الجلوس مع تشابك الساقين عند منطقة الركبة. فسواء وضعت ساقك اليمنى فوق اليسرى او العكس فالضرر واحد. حيث يعيش البشر أسلوب حياة خامل فتتراوح مدة جلوس البالغين حوالي7 ساعات يومياً ولهذا ينصح الأطباء بمعرفة كيف يؤثر وضع الجلوس على جسمك بأكمله.

أغلب الأشخاص يجلسون على النمط الأوروبي وذلك لأسباب مختلفة، فجلوسك بهذا الوضع في الاجتماعات يدل على القوة أو ربما يشعرك بالراحة، كما يلجأ الناس طويلي القامة للجلوس بهذه الطريقة لتخفيف الضغط أسفل العمود الفقري. ولكن تخفيف الضغط على جزء من الجسم يسبب زيادة الضغط على أجزاء أخرى وكما يمكن ان يسبب أمراض القلب والأوعية الدموية وفي اغلب الأحيان يسبب الجنف. كما يمكن ان يؤدي الجلوس بالنمط الأوروبي الى اجهاد الوركين والعمود الفقري ومنطقة الحوض عند الإنسان.

والاعراض الأكثر شيوعاً هي الشعور بالخدر نتيجة وضع أحد الساقين فوق الأخرى لفترة طويلة. وهذا ينتج عند الضغط على أعصاب تتواجد خلف الركبة مما يؤدي لعدم الإحساس بمنطقة الساق والقدم لذلك ينصح الأطباء بعدم الجلوس بهذه الوضعية لمدة تتجاوز شرب فنجان من القهوة فلا تحاول ألا تجعلها عادة. وتعتبر أفضل طريقة للجلوس هي جعل كلا القدمين مسطحتان، وإذا لم يكن بمقدورك تثبيت قدميك بإحكام على الأرض، يمكنك وضع مسند للقدمين للمساعدة والذي بدوره يخفف الضغط عن الجزء السفلي من جسمك حتى تتمكن من الجلوس بشكل مريح على مقعدك.

الجلوس والتدخين الجديد

كلما قل جلوسك لفترات طويلة زادت فرصتك بالحصول على صحة جيدة. حيث يعمل القلب والاوعية الدموية والامعاء بشكل أفضل بكثير في حالة الوقوف أكثر من الجلوس. ولذلك فقد أطلق على الجلوس لفترة طويلة اسم التدخين الجديد نتيجة آثاره السلبية على صحة الجسم مثل التدخين العادي. فالجلوس لفترة طويلة يسبب انخفاض بمستويات الطاقة والمناعة بشكل عام بالإضافة لدوره في زيادة الوزن، بالتبعية تبدأ في الشعور بالضيق وربما تعاني من بعض الألم أو الوجع حول جسمك.

لذلك من الضروري أن تأخذ فترات راحة كل 30 دقيقة (يمكنك الاستعانة بأدوات مجانية لتذكيرك بذلك) أو نحو ذلك للنهوض وتحريك عضلات جسمك سواء عبر ممارسة رياضة المشي أو إجراء بعض التمارين الخفيفة أو الوقوف، الهدف في النهاية هو زيادة تدفق الدم وإرخاء عضلاتك مما يساعد أيضًا على هضم الدهون والسكريات التي يتناولها الانسان خلال اليوم.

كما يعزز الجلوس لفترة طويلة ضمور عضلات الساق وظهور الدوالي بالقدمين نتيجة تجمع الدم في الساقين مما يؤثر مستقبلاً على المشي والاستقرار. كما للجلوس أيضاً دور في زيادة الاكتئاب والقلق مقارنة بالناس التي تمارس الرياضة ولا تجلس لفترات طويلة. وتشير الأبحاث لزيادة نسبة الإصابة بمرض السكري عند الأشخاص الذين يجلسون لفترة طويلة بنسبة 100% بالمقارنة مع الأشخاص الذين يجلسون لفترات اقل.

الجلوس على الكراسي غير الملائمة للعمل

ربما لا نستطيع تجنب الجلوس لفترات طويلة بسبب الانهماك في العمل، ولكن يحب ان نتجنب الجلوس كل تلك الفترة على كراسي غير مريحة أو غير مصممة أصلاً للجلوس عليها عدة ساعات، حيث يؤدي فعل ذلك إلى ضعف الدورة الدموية المسؤولة عن إبقاء الدماغ بحالة نشاط مما سيسبب تعب وتشتت ذهني، وقد يتطور الأمر سريعًا إلى حدوث ألمًا مزمنًا في ظهرك ورقبتك وكتفيك، ذلك لأن هذه الكراسي لا توفر وضعية جلوس مريحة أو دعم فعلي للظهر.

كما ان الجلوس على كراسي غير مريحة يؤدي لمشاكل في الجهاز الهضمي. بالإضافة لأثره الواضح والكبير على صحة كل من الاكتاف والرقبة والعمود الفقري. فعند الجلوس على مقعد غير مريح لن يكون العمود الفقري بوضع مناسب مما سيجبر العضلات لتعويض وتحمل هذا الضغط والا لن تبقى منتصباً بشكل صحيح. ولتفادي مشاكل الجلوس على كراسي غير مريحة ينصح الأطباء باستخدام كراسي المكتب المريحة (كتلك التي يوفرها معرض ايكيا الشهير) او المخصصة للألعاب. فهي مصممة لتناسب منطقة الرقبة وأسفل الظهر دون تشكيل ضغط على العضلات او العمود الفقري ودون إعاقة الدورة الدموية، علاوًة على انها تسمح بضبط كل جزء فيها لتوفير أفضل وضعية جلوس ممكنة مثل ضبط ارتفاع وإمالة الكرسي، ودعم أسفل الظهر والرقبة، ومساند الذراعين.

متلازمة الصليب العلوي (التحدب)

متلازمة الصليب العلوي هو اختلال التوازن العضلي في الرأس والكتفين. فاذا كنت تجلس خلف مكتب لساعات طويلة فمن السهل ان يصيبك تحدب وتنحني للأمام لمحاولة الحصول على وضعية مختلفة ومريحة. وبما ان أنظمة الجسم مترابطة فكل من الجهاز التنفسي والهضمي سيتأثر بهذه المتلازمة وان كان ذلك بدرجات متفاوتة. فقد أثبتت الدراسات ان ظاهرة التحدب ستسبب التعب، ذلك لان عضلات الجسم والاربطة يجب ان تعمل بوتيرة أكبر للمحافظة على توازن جسمك وخصوصاً ان الانحناء باتجاه الأرض يستهلك طاقة أكبر من الجلوس بوضعية صحيحة.

كما أن الانحناء يسبب تغير بشكل العمود الفقري مما يسبب ضغط أكبر لعضلات رقبتك مع مرور الوقت والذي بدوره سيسبب صداع شديد وضيق بالتنفس. لان الرئتين تحتاجان إلى مساحة ووضعية جلوس جيدة لتبادل الاكسجين بشكل سليم، فينقص الاكسجين المرسل للقلب والدماغ ويتولد شعور التعب والارهاق على جسم المريض بمتلازمة الصليب العلوي.

ولعلاج هذه المتلازمة ينصح باستشارة معالج طبيعي ومحاولة القيام ببعض التمارين الرياضية الخاصة بهذه الحالة والتخلص من جميع العوامل التي أدت الى ظهور المشكلة. ككتابة الرسائل النصية او استخدام الحاسوب بطريقة غير سليمة. كما ينصح بممارسة التمارين التي تعمل على تقوية العضلات. لا تنسِ أيضًا ضبط مقعدك بين 90 إلى 120 درجة بحيث يمكنك الجلوس بظهر مستقيم أو مائل قليلاً وتجنب ان يكون العمود الفقري في وضع محايد.

امالة الرأس الى الامام

تحدث هذه الوضعية عندما تميل الرقبة الى الامام فيصبح الراس مقابل الكتفين بدلا من ان يكون منتصباً أعلى الاكتاف، وهي وضعية شائعة تحدث عند محاولة التركيز على شيء ما أو أثناء التراخي عند ممارسة ألعاب الفيديو أو مشاهدة فيديو. من المهم معرفة ان هذه الوضعية تشكل جهداً زائداً على العضلات والهياكل الأخرى بدلا من توزيع وزن الراس على فقرات العمود الفقري.

تؤدي وضعيات الجلوس الخاطئة والطويلة امام الحاسوب بالإضافة الى استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والاعمال الممكساوية الى الاعتياد على هذه الوضعية والاصابة بالألم مستقبلاً.

عند امالة الراس الى الامام لفترة طويلة تصبح عضلات الرقبة والجزء العلوي من العمود الفقري والاكتاف غير متوازنة، فتصبح العضلات مشدودة للحفاظ على مستوى رؤية واضحة عند النظر للأمام مما يسبب تغير مركز التوازن بالجسم فيحاول الجزء السفلي من العمود الفقري تعويض الضغط الامامي ويبدأ بالانحناء الى الخلف لخلق حالة توازن بالجسم، ومنعه من السقوط والنتيجة هي انحرافات خطيرة ومؤلمة بالعمود الفقري. يوجد بعض الأعراض المرافقة لهذا المرض ومن أهمها:

  • الصداع والشعور بعدم التوازن.
  • الم وتشنج عضلات الرقبة والكتفين.
  • الم في وسط الظهر.
  • الشعور أحياناً بالخدر في اليدين والقدمين نتيجة الضغط على الاوعية الدموية.

وعادة ينصح بطلب الاستشارة الطبية ولكن يوجد بعض النصائح والتمارين التي تفيد أحياناً ومنها اخذ فترات راحة في حال ممارسة الأعمال الممكساوية لساعات طويلة، فينصح بأخذ استراحة لا تقل عن 3 دقائق كل نصف ساعة عمل. كما ينصح بالجلوس على كرسي ذو مسند مرتفع بحيث يدعم رأسك ورقبتك وبالتالي لا تضطر إلى الانحناء إلى الأمام.

ضبط الوضعية الصحيحة لشاشة العرض

عادةً عند تجهيز أي بيئة عمل يتم التركيز على ادق التفاصيل من استخدام كراسي مريحة وطاولات وأجهزة حاسوب قوية. ولكن في معظم الأحيان يتم نسيان الوضعية المناسبة لشاشة العرض. غالباً ما نلاحظ الأشخاص الذين يعملون لساعات طويلة امام شاشات الحاسوب، يحاولون امالة راسهم ورقبتهم للأسفل وانحناء الجزء العلوي من العمود الفقري، وذلك في حال كانت شاشة العرض أسفل مستوى نظر المشاهد او يحاولوا امالة راسهم للخلف وذلك للنظر للشاشات التي توضع أعلى مستوى رؤية العين.

هذا بدوره يؤدي لتهيج العين وعدم وضوح الرؤية بالإضافة الى آلام في منطقة الرقبة والكتفين. ولتفادي كل هذه المشاكل الناتجة من وضع الشاشة بأماكن غير مناسبة يجب الانتباه لعاملين اساسين هما زاوية الرؤية ومسافة الرؤية.

يشير مصطلح زاوية الرؤية إلى الدرجة الموجودة أعلى أو أسفل خط أفقي وهمي عند مستوى عين المشاهد. بينما يشير مصطلح مسافة الرؤية إلى المسافة بين عين المشاهد والشاشة. ففي حال كانت زاوية الرؤية ضعيفة سيشعر المشاهد بعدم الراحة في وضعية الرقبة والكتفين. بينما يمكن أن تسهم مسافة الرؤية الخاطئة في إجهاد العين.

جدير بالذكر ان النظر لمسافات بعيدة لا يسبب جهداً على العينين، بينما النظر لمسافات قريبة والتركيز على الأشياء يسبب جهداً على العين. لذلك ينصح بوضع الشاشة على بعد 30 سنتيمتر، أي بطول ذراع تقريبًا، ويجب وضع الشاشة بحيث يكون نظرك بشكل مستوي وخط افقي مع السطر الأعلى من الشاشة فلا يجب ان تحتاج لإمالة راسك للأمام او الخلف.

نصائح للحصول على صحة جيدة

في النهاية لا يوجد حل سحري او طريقة وحيدة لبقائك بصحتك ولياقتك اثناء جلوسك على المكتب. ولكن يمكن التخفيف من اثار الجلوس الطويل باتباع بعض التمارين الرياضية، وبالجلوس على كرسي مريح مثل كراسي الألعاب. بالإضافة الى وجود تطبيقات تنبهك عند الجلوس لفترات طويلة.

 كما وجدت أحد الدراسات ان الانسان يستطيع حرق 100 سعرة حرارية إضافية يومياً عند الوقوف بدلا من الجلوس. وبإمكانك ممارسة رياضة المشي بشكل أكبر كالنزول قبل مسافة من الوجهة المحددة او صعود الدرج بدلا من استخدام المصعد واستخدام الدراجة بدلا من السيارة. ولا تنس استشارة الطبيب عند الشعور باي اعراض مزعجة فهو الشخص الوحيد القادر على مساعدتك في اغلب الأحيان.