ولكن كل ما سبق يعتبر عادي مقابل الميزات الجديدة التي طرحتها واتساب مؤخراً وستطرحها تباعاً في الأيام القادمة تمهيداً للميزة الأهم “المجتمعات” Communities والتي ستغير شكل واتساب في المستقبل القريب. لذا في حال كنت مهتمًا بمعرفة الميزات القادمة فدعونا نطلع عليها بالتفصيل في الفقرات القادمة.
ميزة التفاعل مع الرسائل (متاحة الآن)
على عكس أغلب التطبيقات بشكلٍ عام يفاجئنا تطبيق واتساب بميزاتٍ جديدة بين فترةٍ وأخرى، منها ما يكون عادي ولا يشكل فارقاً والآخر قد طال انتظاره مثل التفاعل برمزٍ تعبيري مع الرسائل. إذ صار الآن بإمكان مستخدم واتساب التفاعل مع أي رسالة بمجرد الضغط المطول عليها والرد برمزٍ تعبيري. صحيحٌ أنها آتت متأخر بالنسبة لتطبيق واتساب، إلا أنها تعتبر وسيلة مختصرة وفعالة للرد خصوصاً بالمجموعات. ومع أن خياراتك بالتفاعل مع الرسائل ستكون محصورة حالياً بـ 6 رموز تعبيرية فقط، إلا أنها ستشمل كل الرموز التعبيرية في الفترات القادمة.
إمكانية مغادرة المجموعات في صمت!
في الوقت الحالي، إذا خرج شخص ما من جروب على واتساب يتم عرض إشعار علني ضمن المحادثة والذي يخبر كل عضو في المجموعة عن قرارك! لكن تفيد بعض التقارير بأن تطبيق واتساب سوف يتيح القدرة على مغادرة المجموعات في صمت، بمعنى انه بدلًا من إخطار جميع الأعضاء الآخرين سيتم فقط إخطار مسؤولي المجموعة. تُظهر لقطة الشاشة المتداولة بخصوص هذا الامر أنه إذا اخترت مغادرة مجموعة، فستظهر نافذة لإعلامك بأنك وحدك ومسؤول المجموعة على علم بالقرار. الميزة لا تزال قيد التطوير وستستغرق بعض الوقت للوصول إلى الإصدار التجريبي، وفقًا للتقرير، على أجهزة أندرويد وآيفون.
إخفاء “آخر ظهور” لجهات اتصال محددة (متاح الآن تجريبيًا)
مشاركة الملفات حتى 2 جيجا
أهم الرسائل المزعجة التي قد تصادفها على واتساب هي “تعذر ارسال ملف الوسائط الذي حددته لأن حجمه أكبر من 100 ميجابايت” والتي لن تراها مجدداً مع تحديثات واتساب القادمة، صحيحٌ كما أخبرني صديقي “عبدالرحمن محمد” ممازحاً أن مشاركة ملف بحجم 2 جيجابايت على واتساب في منطقتنا العربية قد يؤدي لموت الانترنت البطيء، إلا أنها ميزة رائعة بالمجمل وقد تكون ضرورية في بعض الحالات ونراها موجودة فعلاً ضمن تيليجرام وغيرها من تطبيقات الدردشة المنافسة.
إجراء مكالمات صوتية حتى مع 32 شخص
ميزة أخرى قد تبصر الضوء قريباً وهي اجراء مكالمات صوتية مع 32 شخص، لم تحدد واتساب الآلية بعد إلا أنها كانت قد صرحت أن الميزة الجديدة ستكون سهلة وفعالة بما يليق مع تطبيق واتساب، لعلك ترى أن اجراء مكالمة مع 32 شخص أمر مبالغ فيه للمستخدم العادي، إلا أنها ستكون مفيدة في الأيام القادمة خصوصاً مجتمعات واتساب والتي سنتحدث عنها لاحقًا.
صلاحيات جديدة لمشرفي المجموعات والمزيد
ميزة مجتمعات واتساب “WhatsApp Communities”
ببساطة الميزة عبارة عن جمع الجروبات الصغيرة ضمن مجتمع وإدارة واحدة، على سبيل المثال كانت المدارس تنشأ مجموعة خاصة بالطلاب وأخرى بالمدرسين وغيرها للأهالي على تطبيق واتساب، الأمر الذي كان يؤدي لفوضى في التنظيم وصعوبة التواصل ناهيك عن إدارة المجموعات المختلفة من المدرسة/شركة/ مشفى.
دفع هذا الأمر بالمسؤولين بشركة ميتا إلى البحث عن حلٍ نهائي “المجتمعات” حيث صار بإمكان المدرسة أو الشركة انشاء مجتمعٍ خاصٍ بها يحوي مجموعات عدة تندرج تحت إدارة واحدة من المشرفين مع إدخال ميزات وأدوات جديدة من شأنها نقل عمل مجموعات واتساب إلى مستوى آخر من الإنتاجية والتنظيم.
يمكن، على سبيل المثال، لمدير المدرسة ارسال رسالة مباشرة للأهالي والطلاب والمدرسين بضغطة زرٍ واحدة دون الحاجة لإرسال الرسالة لكل مجموعة على حدى أو إعادة توجهيها، كما يمكنه مراقبة كل المجموعات الفرعية من مكان واحدٍ وأمور أخرى سنسلط الضوء عليها بمجرد ظهور مجتمعات واتساب للعلن.
ستقول أن خاصية المجتمعات موجودة فعلاً لدى تيليجرام ولو باسمٍ مخالف وكل الميزات الجديدة القادمة للواتساب موجودة سابقا في تيليجرام، مما قد يدفعك لطرح السؤال الأهم: هل مجتمعات واتساب عبارة عن تقليد أعمى لتيليجرام ؟
صحيحٌ أن فكرة وآلية عمل المجتمعات موجودة سابقاً لدى ديسكورد، تيليجرام وبعض المنصات الأخرى، إلا أن هناك بعض الاختلافات الجذرية بالنسبة لمجتمعات واتساب. مثلاً لا يمكن ضم الأفراد بشكلٍ عشوائي، بل يحتاج الأمر لرقم الهاتف، ولن تعثر على المجتمعات باستخدام البحث. علاوة على ذلك لا يستطيع أي مستخدم ارسال رسالة للمجتمع بشكلٍ عام كما هو الحال في تيليجرام، هناك أيضاً بعض القيود التي يتم الحديث عنها مثلاً عدد المشرفين المسموح بهم للمجتمع الواحد وأنه من الممكن جداً في المستقبل أن يكون هناك اشتراك مقابل بعض الميزات الحصرية.
إذًا الإجابة هي نعم، هناك بعض الاختلافات بين مجتمعات واتساب وتيليجرام وحتى جروبات من حيث المضمون والذي تسعى واتساب فيه لجعل مجتمعات واتساب مفيدة للاستخدامات التجارية، التعليمية وغيرها من الفعاليات التي قد توظف مجتمعات واتساب بشكلٍ جاد.
ختاماً: تحمل التحديثات الخاصة بتطبيق واتساب تغييرات بالجملة بخلاف أغلب التطبيقات والتي تكون أغلب تحديثاتها عبارة عن إصلاح أخطاء، مما يعني عزم واتساب الجاد على الهيمنة فيما يخص عالم تطبيقات المراسلة بشكلٍ خاص وإحكام قبضة شركة ميتا على العالم الافتراضي بشكلٍ عام من خلال تطوير تطبيقاتها وإضافة ميزاتٍ جديدة، سواءٌ من ابتكارها أو من ابتكار التطبيقات والشركات المنافسة.