ستصبح أحداث الحرارة الشديدة متكررة محليًا وعالميًا دون توقف مع تصاعد أزمة تغير المناخ، وهو الأمر الذى يزيد من خطر الإضرار بالصحة والاقتصادات العالمية، وفقًا لدراسة جديدة تتضمن بحثًا من كلية UNC Gillings للصحة العامة العالمية، ويشير هذا البحث الجديد إلى أن عبء فقدان العمالة الناجم عن الحرارة سيتم توزيعه بشكل غير متساو بين صناعات التوظيف، مما يخلق مخاوف تتعلق بالظلم البيئي.
ووفقا لما ذكره موقع “Phys” يمكن تقليل هذه التأثيرات بشكل كبير من خلال التخطيط الدقيق واستراتيجيات التكيف الحضري التي تتضمن اعتماد أشياء مثل الأسطح الخضراء والجدران الباردة.
وتبحث الدراسة الجديدة، التي نُشرت اليوم في Nature Communications، في الأنماط المكانية لمخاطر تغير المناخ حتى عام 2050 بين المناطق الحضرية، وتناقش أيضًا استراتيجيات التكيف للتخفيف من عدم المساواة.
وجمع الباحثون بيانات الإجهاد الحراري عالية الدقة لكل ساعة مع وظائف الاستجابة للتعرض بين التعرض للحرارة وإنتاجية العمالة لفحص هذا التفاوت.
كما تم تقليص بيانات الإجهاد الحراري عالية الدقة هذه ديناميكيًا من سيناريوهين مختلفين للمناخ العالمي إلى مقياس أدق من خلال نموذج مناخ إقليمي متطور مقترن بنموذج مظلة حضري.
وقال باحث الدراسة المشارك يوتشيانج زانج ، دكتوراه، وعالم المناخ في قسم العلوم والهندسة البيئية في جيلنجز، “يمكن أن يؤدي الإجهاد الحراري في المناطق الحضرية إلى خسائر كبيرة في العمالة في 231 مدينة صينية كبرى في ظل ظروف الاحترار المناخي المستقبلية، مما قد يتسبب في خسائر إضافية تعادل 5.11-5.82 مليار دولار أمريكي سنويًا بحلول منتصف هذا القرن، ووهذا أكثر من ضعف القيمة الحالية 2.11 مليار دولار”.
وأضاف الباحث الصينى “لسوء الحظ فإن الخسائر الاقتصادية في هذه المناطق الحضرية يتحملها بشكل أساسي أولئك الذين يعملون في الهواء الطلق والأجور المنخفضة، مثل أولئك الذين يعملون في البناء والتصنيع، مما يتسبب في أضرار لتنمية المدينة من خلال تعميق عدم المساواة في الدخل”.
وأوضح تشانج: “تشمل استراتيجيات التكيف المعقولة اعتماد الأسطح الخضراء والجدران الباردة، والتي ثبت أنها فعالة للغاية لخفض درجة حرارة المدن”، مضيفا “من خلال دراسة استراتيجيات التكيف المختلفة هذه بشكل منفصل وجماعي ، وجدنا أنها يمكن أن توفر 190-260 مليون دولار سنويًا، والتي سيكون لها أكبر فائدة للصناعات الإنشائية والتصنيعية”.