التخطي إلى المحتوى
التقى رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، اليوم السبت، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية جوزيف بايدن في اجتماع ثنائي عقد في جدة بالسعودية، خلال القمة المشتركة لدول مجلس التعاون وأمريكا والأردن ومصر والعراق. وقدم الرئيس جوزيف بايدن تعازيه الشخصية إلى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وشعب الإمارات في وفاة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، وبدوره شكر رئيس الدولة الرئيس بايدن والشعب الأمريكي لزيارة نائبة الرئيس كامالا هاريس والوفد المرافق لها إلى أبوظبي خلال مايو (أيار) لتقديم التعازي.

كما تقدم الرئيس بايدن بالتهاني إلى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بمناسبة انتخابه رئيساً للإمارات، ودعاه إلى زيارة الولايات المتحدة في وقت لاحق من العام الجاري.

وناقش الجانبان عدداً من الفرص والتحديات الإقليمية والعالمية، التي تتطلب تنسيقاً وثيقاً بين الإمارات والولايات المتحدة كونهما شريكين استراتيجيين.

علاقات جديدة
وفي مجال الدبلوماسية الإقليمية، أعرب الرئيس بايدن عن تقديره للقيادة الشخصية للشيخ محمد بن زايد آل نهيان في إلغاء الحواجز وإقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل وتعميق التعاون مع الدول الأخرى في المنطقة.

وناقش الجانبان دور الولايات المتحدة في المساعدة على إقامة علاقات اقتصادية وتجارية وشعبية جديدة بين إسرائيل والإمارات والبحرين والمغرب وكذلك في تعميق الروابط بين هذه الدول ومصر والأردن من خلال أطر جديدة للتعاون.

التعاون الأمني
وفي مجال الدفاع أكد الجانبان التزامهما بتعميق التعاون الأمني المكثف والذي جعل كلا البلدين أكثر أماناً وإسهاماً في السلام والاستقرار الإقليميين، وأشار الرئيس بايدن إلى أن “الإمارات هي الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي نشرت قواتها العسكرية إلى جانب الجيش الأمريكي في كل تحالف أمني دولي شاركت فيه الولايات المتحدة منذ درع الصحراء / عاصفة الصحراء في 1990-1991″، كما نوه الجانبان إلى التعاون الوثيق المستمر منذ عقود في مهمة بلديهما المشتركة لمكافحة الإرهاب والتطرف العنيف.

وجدد الرئيس بايدن التزامه بدعم الدفاع عن الإمارات ضد الأعمال الإرهابية وغيرها من الأعمال العدائية، مثل الهجمات التي استهدفت مواقع مدنية في الإمارات في يناير (كانون الثاني) 2022، وأكد الرئيس بايدن الدور المحوري للإمارات كونها شريكاً إستراتيجياً وطرفاً أساسياً في الشراكة الأمنية بين دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والعراق والأردن.

من جانبه، أكد رئيس الدولة أن “الولايات المتحدة هي الشريك الأمني الأساسي للإمارات”، مشيراً إلى حرص الجانبين على تسريع وتكثيف المناقشات لتعزيز هذه العلاقات التاريخية.

وأكد الجانبان التزامهما بمواصلة التعاون الوثيق الذي أفضى إلى الهدنة في اليمن والتي تدخل اليوم أسبوعها الخامس عشر، معربين عن تقديرهما للعمل الفعال لمجلس التعاون والمبعوث الأمريكي الخاص والأمم المتحدة في تحقيق الهدنة، مؤكدين التزامهما ببذل كامل الجهود من أجل توجيه الأطراف إلى الأمام في عملية سياسية من شأنها تحقيق تسوية دائمة للصراع.

وشدد الرئيس بايدن على التهديدات التي لا تزال تنطلق من اليمن وغيرها وأهمية ضمان أن تمتلك دولة الإمارات أفضل وأنجع الوسائل للدفاع عن أرضها وشعبها.

كما أكد رئيس الدولة والرئيس الأمريكي التزامهما بمواصلة استخدام مكانتهما الدبلوماسية الجماعية لتهدئة وإنهاء النزاعات في أماكن أخرى من المنطقة. وناقش الجانبان أهمية حماية آفاق “حل الدولتين” وضمان أن يعود “الاتفاق الإبراهيمي” بالفائدة على الفلسطينيين أيضاً، وجددا تأكيدهما على دعم العراق مرحبين بالاتفاقيات التاريخية لربط شبكة كهرباء العراق بشبكات دول مجلس التعاون الخليجي، إضافة إلى مشاريع أخرى تزيد من اندماج العراق في كامل المنطقة.

شراكات اقتصادية
وفيما يتعلق بالاقتصاد والتجارة والعلاقات التجارية، أشار الرئيس بايدن إلى أن “الإمارات هي واحدة من أسرع الشراكات الاقتصادية الأمريكية نمواً على مستوى العالم، إضافة إلى كونها أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة في الشرق الأوسط ومستثمر مهم في الاقتصاد الأمريكي”.

ورحب الرئيس بايدن بالمبادرات الاقتصادية للإمارات في جميع أنحاء الشرق الأوسط وخارجه، بما في ذلك اتفاقيات التجارة الحرة الأخيرة الموقعة مع إسرائيل والهند وإندونيسيا إضافة إلى الاستثمارات الجديدة في الأردن ومصر، وكلف الجانبان الفرق المعنية لديهما بتحديد مجالات تعميق وتوسيع الشراكات التجارية، إضافة إلى التفاوض على اتفاقية إطار عمل استراتيجي أوسع بين الإمارات والولايات المتحدة.

ونوه الرئيس بايدن إلى جهود الإمارات لتعزيز سياساتها وآليات تنفيذها في مكافحة الجرائم المالية والتدفقات المالية غير المشروعة، وسلط الجانبان الضوء على الشراكات التعليمية والثقافية والصحية الشاملة والدائمة بين البلدين.

ورحب الرئيس بايدن بالتزام الإمارات الطويل الأمد بأمن الطاقة العالمي كمورد موثوق ومسؤول، منوهاً إلى دورها الرائد في دفع العمل المناخي وتحول الطاقة وتطوير تقنيات الطاقة النظيفة.

COP28
ووجه رئيس الدولة الدعوة إلى الرئيس بايدن لحضور مؤتمر الدول الأطراف COP28 المقرر عقده في الإمارات في سنة 2023.

وأشار رئيس الدولة والرئيس الأمريكي إلى أهمية إطلاق تسوية المياه والطاقة الشمسية بين إسرائيل والأردن بدعم واستثمار إماراتي وأمريكي كنموذج للشراكات المستقبلية في المنطقة.

وطلب الجانبان من مبعوثيهما المعنيين بشؤون المناخ، جون كيري والدكتور سلطان الجابر، استكشاف فرص جديدة في مجال المناخ والطاقة النظيفة لدفع النمو الاقتصادي والتنمية المستدامة.

كما أشار الجانبان إلى نجاح معرض إكسبو 2020 في الإمارات، والذي عزز دورها بوصفها جهة مستضيفة للفعاليات العالمية التي تعزز الاستدامة والابتكار والحوار.

التعايش الديني
كما نوه الرئيس جوزيف بايدن إلى أهمية الإمارات كقوة للتغيير والمواطنة العالمية والازدهار، وأثنى على قيادة الإمارات في تعزيز التعايش الديني وتحدي الكراهية الدينية من خلال مبادرات مثل “بيت العائلة الإبراهيمية” ومركز “هداية”، وأعرب عن تقديره للدور الذي لعبته الإمارات في إيصال آلاف الأطنان من الإمدادات الطبية إلى دول العالم خلال جائحة كورونا واستجابتها لنداءات المساعدة الإنسانية أثناء الكوارث الطبيعية والنزاعات في جميع أنحاء المنطقة.

كما أشار الجانبان إلى المكانة الاستثنائية للإمارات كونها بلداً للتسامح يضم أكثر من 200 جنسية من مختلف الخلفيات الدينية والعرقية تتعايش بسلام فيما بينها، وباعتبارها الوجهة الأكثر رواجاً للشباب العربي الساعين إلى مستقبل أكثر إشراقاً وازدهاراً.