فيما يلي سنحاول استعراض خمس ألعاب من بين أهمّ وأشهر ألعاب الفيديو التي شهدت رواجًا بين المستخدمين منذ مطلع عام 2022 وحتّى الآن.
لعبة ستراي – Stray
عندما تبدأ اللعبة ستجد نفسك متحكّمًا في مصير قطّ شريد صغير يجد نفسه ضائعًا في وسط مدينة تسكنها الآلات الضخمة و «الزوركس»، وهي كائنات لحميّة شبيهة باليرقات ولها عين واحدة، والتي يحتاج للهرب منها قبل أن تلتهمه وخوض مغامرة في سبيل الوصول إلى عائلته بمساعدة طائرة بدون طيّار تُدعى بي 12. يرى اللاعب ساحة اللعب من منظور الشخص الثالث أي أنك تستطيع أن ترى على الشاشة كلّ من القطّ المطلوب منك توجيه خطواته وسلوكه في شوارع ودروب تلك المدينة وداخل مبانيها، كما تستطيع رؤية الكائنات الآليّة التي سيقابلها خلال رحلته.
يجد اللاعب نفسه خلال هذه الرحلة يحاكي عقل ومهارات القطّ في استخدام حواسّه في التفاعل مع الخيارات المختلفة المطروحة. سوف تدرك على سبيل المثال أن صوت المواء يمكن أن يجلب خصومك إلى حيث تريد توجيههم، وستتعلّم أن خمش وخدش الستائر قد يقودك إلى اكتشاف نوافذ خفيّة تصلح للتسلّق والمرور عبرها، وستستخدم مخالب أقدامك الأماميّة في نبش العلب والأكياس البلاستيكيّة، وستقفز بخفّة متناهية من على أسطح المباني والمرتفعات، وتتسلّق فروع النباتات وتختبئ داخل البراميل الصفيح وصناديق القمامة هربًا من الأخطار، وستترك خلفك أثار أقدام قطّ على الأرض المبتلّة بعد أن تخطو عليها.
ستجد الكثير من التفاصيل المتناثرة حولك بشكل عشوائيّ لتكتشف بعد ذلك أنّها مفتاحك لحلّ الألغاز والتقدّم في اللعب. سيفاجئك القطّ في الفصول المتقدّمة من اللعبة باكتسابه لمهارات خياليّة أكثر تعقيدًا مثل اختراق برمجيّات تشغيل الآلات والتحكّم فيها، لذا تُعتبر تجربة هذه اللعبة بمثابة مغامرة ممتعة.
لعبة سيتيزن سليبر – Citizen Sleeper
تدور أحداث اللعبة في أجواء نهاية العالم داخل مستعمرة في الفضاء تهيمن عليها وتحكمها شركة رأسماليّة متسلّطة مستغلّة باستخدام خوارزميّات الذكاء الاصطناعيّ، ويسكنها كائنات تسمّى بالنائمين، وهم كائنات آليّة مستنسخة من بشر حقيقيّون تمتلكها الشركة وتسيطر عليها.
يمتلك النائمون قدرًا ضئيلًا من الذكريات ويعيشون في فقر مدقع ولا يتمتّعون بحقوق تذكر. تبدأ اللعبة لتجد نفسك واحدًا من أولئك النائمين تعمل في سبيل كسب ثمن وجبة معكرونة رخيصة لشحن بطّاريّتك بالطاقة، وتنام في حاوية شحن فارغة، وتصارع من أجل البقاء على قيد الحياة، ثم تبدأ في خوض معركتك الشرسة للتخلّص من قيود عبوديّتك للشركة وتحرير المواطنين النائمين من الاستغلال والفقر، حيث تحتاج لكي تعبر من كلّ مستوى للمستوى التالي له إلى أداء بعض المهام وحلّ عدد من الألغاز من أجل الحصول على دواء غير قانونيّ لإيقاف شيخوخة جسدك الآليّ ومنعه من التآكل. كلّ مهمّة تنجزها أو أحجية تحلّها ستحصل بعدها على مكافأة أو ترقية، وكلّ فشل سيؤدّي إلى خفض طاقتك.
واجهة اللعبة بسيطة وأنيقة للغاية تفتتح بعبارة تقول «استيقظ أيّها النائم»، وتطالعك بعد ذلك ساحة اللعب التي ترى فيها شوارع المدينة من المسقط الأفقيّ. تقابل أثناء اللعب الكثير من الشخصيّات المرسومة بعناية لمواطني المستعمرة مثل الطهاة وعلماء النبات وطبيب المستعمرة والآليين والبشر الحقيقيين والمشرّدين وحتّى القطط الضالّة. ستتحاور مع هذه الشخصيّات وتحدّد بعضها مصيرك في اللعب في أجواء مثيرة تجعل من اللعبة تجربة ذهنيّة فريدة من نوعها.
لعبة نوركو – Norco
تأخذنا اللعبة إلى ولاية لويزيانا الأمريكيّة في المستقبل البعيد لتقودنا عبر مجموعة من الألغاز إلى عالم قاتم تسوده الصراعات وتدمّره الأزمات البيئيّة بسبب الصناعات النفطيّة وشركات مصافي البترول. يخوض اللاعب من خلال التحكّم في اختيارات شخصيّة كاي بأسلوب التأشير والنقر مغامرة عبر شوارع المدينة تمتدّ لنحو ستّ ساعات يحاول فيها حلّ مجموعة من الألغاز حيث يبدأ كاي في الإمساك بخيوط مؤامرة تدبّرها شركة نفط خياليّة يُشار إليها باسم شركة شيلد للكيماويّات، كما يواجه جماعة من المتعصّبين دينيًّا مختبئين في مركز برومينيد المهجور.
تبدأ قصّة اللعبة حين يعود كاي إلى منزله بعد وفاة والدته بمرض السرطان، ويتجوّل في المنزل مستعيدًا ذكريات طفولته ثم ينطلق للبحث عن أخيه المفقود مارًّا عبر مستنقعات وشوارع المدينة الموحلة. يطلب من اللاعب في أحد المستنقعات مساعدة تمساح في العثور على الشرّير الذي قتل ابنه مقابل أن يصبح التمساح رهن طاعتك، وحين تعثر على الشرير تجد نفسك أمام خيار آخر وهو قتل التمساح لمصلحة الشرّير، ومهما كان اختيارك ستفاجأ في كلّ مرّة بنتيجته غير المتوقّعة. تمتزج خواطر كاي وذكرياته المريرة بواقعه الكابوسيّ، ووسط هذا كلّه تقدّم اللعبة هذه الحبكة في صورة بصريّة متقنة للغاية تبقيك في أجواء الحكاية طوال وقت اللعب.
لعبة إلدن رينج – Elden Ring
يمثّل بطل اللعبة في هذه المرّة أحد فرسان الرونين الذي يسعى لاستعادة شظايا خاتم إلدرن من الأعداء وإصلاحه لكي يسود الاستقرار أرجاء الامبراطوريّة التي تحكمها الملكة «ماريكا» الأبديّة. يواجه اللاعب خلال رحلة هذا المقاتل مجموعة من التهديدات والكائنات الوحشيّة ممتطيًا صهوة حصانه في عالم مفتوح شاسع ومليء بالتفاصيل البصريّة والتقنيّة المصنوعة بعناية انطلاقًا من الكهوف والمناجم والقلاع الحصينة، ومتجوّلًا بين الخنادق والممرّات السرّيّة والأنفاق، ومجتازًا الفخاخ والعوائق.
تكون أولى مهام اللاعب هي محاولة تسليح نفسه بشتّى الوسائل الممكنة لمواجهة خصومه بدءًا من الروائح النفّاذة والأسلحة الخفيفة وحتّى المتفجّرات. تتوالى المهام بعد ذلك بناءًا على المسار الذي سيسلكه الفارس وهو يستكشف خريطة اللعبة الضخمة التي تعجّ بالطرق المتشعّبة والخيارات التي لا تنتهي، ليجد اللاعب نفسه مرّة محاولًا الفرار من زنزانة حجريّة، أو باحثًا عن كنز مخبّأ في نفق سرّيّ. تعتبر لعبة إللدن رينج أطول ألعاب ستوديو فروم سوفتير على الإطلاق وأنجحها حتّى الآن، وواحدة من أضخم ألعاب الفيديو على الإطلاق في مدى اتّساع رقعة خريطة اللعب.
لعبة سيفو – Sifu
تدور أحداث لعبة سيفو في الصين حيث يهاجم خمسة أشخاص مدرسة لتعليم فنون الدفاع عن النفس ليدمّروها ويقتلوا بعض أعضائها. يموت والد بطلنا بينما ينجو هو من القتل بأعجوبة بعد أن يكتشف امتلاكه لقلادة سحريّة يمكنها إعادة إحياء الموتى ولكن في عمر أكبر من عُمرهم وقت موتهم. تسعى الشخصيّة الرئيسيّة في اللعبة، والتي يوجّهها اللاعب، للانتقام من الأشخاص الخمسة الذين قتلوا والده ودمّروا مدرسة الكونغ فو التي ارتادها، فيخوض في سبيل ذلك رحلة مثيرة للبحث عن القتلة وملاحقتهم في ردهات المتاحف، وفي القلاع التي تعجّ بالحرّاس، وفي الأضرحة، وحتّى في قمم الجبال متسلّحًا بمهاراته القتاليّة حينًا وببعض الأدوات البسيطة في أحيان أخرى.
يصل زمن اللعبة لنحو عشر ساعات كاملة، قد تمتدّ خلالها فصول هذه الرحلة على مستوى الحبكة لسنوات إلى أن يشيخ بطل اللعبة، وقد تنتهي في يوم واحد على حسب مهارات اللاعب في الحفاظ على حياته والاحتفاظ بصندوق صحّته وتفادي الشيخوخة لأكبر عدد من المستويات. في كلّ مرّة يموت فيها اللاعب أثناء القتال تمنحه اللعبة خيار العودة للحياة مرّة أخرى باستخدام قلادة سحريّة غير أنّها تجعله يتقدّم في العمر عشر سنوات وبالتالي تقلّ صحّته.