التخطي إلى المحتوى

تكلمنا في عدة مقالات سابقة عن أنواع وحدات SSD والفروقات بينها، وكنا قد أشرنا على أن سرعة الهارد تختلف بحسب نوعه، ولكن ثمة أمراً أخر قد يؤثر على سرعة الهارد ولا علاقة له باختلاف الأنواع هذه المرة وإنما طبقاً لحجم الهارد والحديث هنا عن هارد SSD، طبعاً اختلاف السرعة المقترن بالحجم – أي كل ما كان الهارد أكبر زادت سرعته – لم يأتي بالصدفة وإنما بسبب بنية الهارد، وطريقة عملهِ وهذا ما سنحاول شرحه في هذا المقال انطلاقاً من السطور التالية.

وحدات SSD الكبيرة تحوي عدد أكبر من قنوات المعلومات و ذواكر NAND | بمجرد إلقاء نظرة سريعة على محتويات هارد SSD الداخلية ستجد أنه يتكون من ذواكر NAND موضوعة ضمن مجموعات ومتصلة بوحدة تحكم (Controller) تكون هي المسؤولة عن تحديد أماكن تخزين البيانات على هذه الذواكر. وفي حال وحدت SSD ذات السعة التخزينية الكبيرة فإنها تحتوي على مجموعات متعددة من شرائح NAND وكل مجموعة تكون متصلة بوحدة التحكم وناقل مخصص لها، وبهذا تقوم وحدة التحكم بقراءة وكتابة البيانات بنفس الوقت من عدة مجموعات. وعلى هذا النحو، كلما زاد عدد شرائح NAND المستخدمة زادت المسارات المستقلة للإرسال والاستقبال، طبعاً هذا له تأثير كبير على الأداء، حيث أن كل مجموعة تقوم بإرسال واستقبال البيانات دون التأثير أو التأثر بغيرها.

متى تكون أقراص SSD الصغيرة أسرع ؟

نظراً لطبيعة عمل وحدات SSD التخزينية، فإن المرة الوحيدة التي يكون فيها القرص الأصغر أسرع هو عندما يكون جديداً أو فارغاً، هذا الأمر قمنا بتوضيحه أكثر من مرة على مدار عدة مواضيع سابقة بما في ذلك موضوع حول لماذا لا يجب أن تملئ هارد الـ SSD بالكامل حتي لا يصبح ابطئ؟ والذي تناول شرح نظرية البلوكات الغير ممتلئة والفارغة. على أي حال، فإن آلية عمل وحدات SSD ببساطة تعتمد على كتابة البيانات في المساحات الفارغة، ولكن حين تمتلئ الذاكرة جزئياً يتشكل العبء، حيث يقوم الهارد بداية بنسخ البيانات وتخزينها في ذاكرة تخزين مؤقتة ثم مسح الكتلة ومن ثم يقوم بدمج البيانات ليقلل نوعاً ما من كتل الذاكرة المملوءة، وببساطة فإن احتمال امتلاء القرص الكبير أقل من احتمال امتلاء القرص الصغير، وهذا سبب آخر يجعل قرص SSD الكبير أسرع من الصغير.
ولكن .. هناك أِشياء أخرى يجب أن تعرفها عن هارد SSD. صحيح أن وجود عدداً من وحدات الذاكرة NAND يحسن ويزيد من قوة أداء SSD، إلا أن هذا هو الشق الأول من جودة عمل القرص، فإن نوع هذه الذواكر مثل MLC و TLC و QLC والتي سبق لنا الحديث عن الاختلاف بينهما في مقال الفرق بين وحدات الـ SSD من سامسونج، يلعب دوراً كبيراً في أداء القرص من ناحية السرعة في محو كتل الذاكرة وإعادة كتابتها، فإذا قمت بالمقارنة بين وحدتين SSD متماثلين ولكن بذواكر مختلفة سيظهر الفرق بالأداء والسرعة.

والجزء المهم الآخر هو وحدة تحكم القرص SSD فإن تطور وذكاء وحدة التحكم وخصوصاً فيما يتعلق بالبيانات التي سيتم تخزينها مؤقتاً ومحو البيانات وكيفية تبديل البيانات له تأثير كبير على عمل القرص. ولا تنسى ذاكرة التخزين المؤقت Cache Memory، فإن الأقراص الكبيرة تحوي ذواكر تخزين مؤقت أكبر نسبياً وهذا يعزز من سرعتها وبشكل خاص عند القيام بعمليات نقل كبيرة أو غيرها من العمليات التي تطلب سرعة في التعامل مع البيانات وتعدد الأوامر في الوقت نفسه.

لماذا لا نطور أقراص SSD الصغيرة لتصبح أكثر سرعة ؟

أعلم أنه يدور في خلدك ما أفكر به الآن، أنا لا أحتاج مساحة قرص كبيرة فلماذا لا تقوم الشركات بتصنيع أقراص SSD صغيرة ولكن بسرعة أداء الكبيرة ؟ إن هذا ممكن من الناحية النظرية ولكن للشركات المصنعة نظرة أخرى، وهذه النظرة تتعلق تماماً بالناحية الاقتصادية وتكاليف الإنتاج، فهناك حد أدنى لتكلفة تصنيع القرص مهما كان صغيراً أو كبيراً وهو يتعلق بالمواد التي يتم تصنيعه منها وليس له علاقة بكبر أو صغر SSD، فمثلاً كلفة تصنيع قرص 500 جيجابايت يعادل كلفة تصنيع قرص من سعة1 تيرا ولهذا لن يقوم أحد بتصنيع القرص الأصغر طالما أنه يتقارب بالتكلفة مع القرص الكبير.