صورة المشهد الداخلي في زمن التأجيل فالجلسة النيابية لاقرار موازنة العام 2022 ستسبق بدءا من الاربعاء المقبل جلسة انتخاب رئيس للجمهورية، حيث ان الاستحقاق الرئاسي ينتظر، كما يبدو ظروفا معينة داخلية او خارجية. بدوره استحقاق الملف الحكومي وُضع جانبا ايضا الى حين التوافق على صيغة حكومية مرضية للرئيسين عون وميقاتي اما الاستحقاق الحدودي البحري فلحق باستحقاقي الرئاسة والحكومة.
وبعد زيارة الوسيط الرئاسي الاميركي اموس هوكشتاين، الذي حلّ ضيفًا سريعًا على لبنان لثلاث ساعات فقد شكّلت الزيارة إشارة اميركية غير مباشرة، تنطوي على طمأنة الجانب اللبناني بأنّ مسار ملف الترسيم سالك نحو الخواتيم الإيجابية
فيما افادت اوساط لبنانية مطّلعة ان لا تداخل في ترسيم الحدود الجنوبية بين البحر والبرّ.
وفي بريطانيا التي تتواصل فيها الاستعدادات لجنازة الملكة الراحلة اليزابيت الثانية تم تنصيب تشارلز الثالث ملكا للمملكة المتحدة وذلك في مراسم في قصرSaint James في لندن نقلت مباشرة على الهواء.
في أقل من ثلاث ساعات تنقل فيها الوسيط الأميركي في عملية ترسيم الحدود البحرية الجنوبية آموس هوكشتاين بين المقرات الرئاسية الثلاثة حاملاً حصيلة إتصالاته ولقاءاته التي تجمعت على مدى أكثر من شهر وإسبوع تاريخ زيارته الأخيرة إلى لبنان.
وبالمقابل سمع هوكشتاين من المسؤولين اللبنانيين ما سمعه قبلاً ثبات في الموقف وعدم التنازل أو التفريط عن أي نقطة من الموارد أو المساحة.
الجولة ولو كانت قصيرة زمنيًا إلا أنها كانت غنية بالنقاط التي طرحها من الأراضي المحتلة إلى فرنسا أفرغ الموفد الأميركي ما في جعبته من مسائل تقنية وسيادية ليبنى لبنان على الشيء مقتضاه.
أمنيًا عاد الهدوء إلى عاصمة الشمال بعد ليل صاخب ودامٍ وذلك بعد معالجة على مستويات عالية من أجل ضبط الأمن والإستقرار.
ووسط إجراءات أمنية مشددة شُيعت الضحايا في ظل مطالبة بالعمل السريع على كشف المتورطين الجناة علماً بأن الجيش اعلن توقيف أحد المشاركين في الاعتداء.
وإذا كانت التدابير والإجراءات الأمنية تردع ولو جزئيًا المتفلتين من الضوابط القانونية فمن يردع ويحد من حالات إنتحار باتت تسجل أرقامًا صادمة قياسًأ لعدد سكانه.
نعم في لبنان ثلاث وثمانون حالة إنتحار خلال الأشهر السبعة الأولى من هذا العام والرسم البياني يشير إلى أن كل يومين وساعة ينهي شخص حياته أو يحاول الإنتحار.
لبنان يحيي في العاشر من أيلول اليوم المخصص للوقاية من الإنتحار ولنردد معًا في هذا اليوم: تذكروا أحبتكم.. وأحبوا حياتكم.
أبعد من لبنان الأمير تشارلز الثالث ملكًا متوجًا على عرش المملكة المتحدة في مراسم تقليدية اجريت بموازاة إعداد مراسم الدفن للملكة الراحلة اليزابيث الثانية.
الحدث شغل العالم في تتويج لم تشهده المملكة التي لا تغيب عنها الشمس منذ العام 1952.
مقدمة نشرة اخبار تلفزيون “أم تي في”
ماذا حقق أموس هوكستين في زيارته الخاطفة للبنان أمس؟ وهل ملفُ الترسيم يتقدّم بثبات كما ذكرت بعضُ المصادر الرسمية، أم أن عقباتٍ وعراقيلَ جديدة طفت على سطح المحادثات ، كما أوحت مصادرُ رسمية أخرى؟ حتى الآن الإلتباسُ سيدُ الموقف، لكنَّ الثابتَ أن الملف ما زال في إطار الأخذِ والرد، علماً أن الخطواتِ المنتظرة اضحت، مبدئياً، سريعةً وسريعةً جداً. واذا صدق هوكستين هذه المرة، فانه يُنتظر أن يرفع التقريرَ النهائي إلى المسؤولين اللبنانيّين في أواخر الاسبوعِ الطالع ، أو في العشرة ايام المقبلة على أبعد تقدير، وذلك ليبنى على الشيء مقتضاه. وهذه المرة ليس على لبنان ان ينتظر مجيءَ هوكستين شخصيا، فالتقريرُ سيُرفع سواءَ اتى هوكستين ام لم يأت الى بيروت. فهل يصدُقُ هوكستين بوعده، ويرفعُ التقريرَ في الموعد الذي حدّده هو، أم أن التأجيل سيستمر كما حصل في المرات السابقة؟ مصادر الرئيس نبيه بري لم تُبد تفاؤلا مفرِطاً بمحادثات الامس، وهو ما عكسه النائب قاسم هاشم الذي اعتبر أنه لا يجوز الاستمرارُ في سياسة المماطلة والمراوغةِ الى ما شاء الله. فهل يعني هذا أن لا امكان للانتهاء من ملف الترسيم قبل نهاية عهدِ الرئيس ميشال عون، وربما حتى قبل اجراءِ الانتخابات النيابية في اسرائيل في تشرين الثاني المقبل؟
على الصعيد الرئاسي المواقف على حالها، فلا جديد باستثناء ما اعلنه رئيس حزب القوات اللبنانية في حديثه الى موقع ال “ام تي في” عن ان اتصالات واجتماعات متواصلة حصلت بين القوات اللبنانية والنواب السنّة والتغييريين والمستقلين والحزب التقدمي الاشتراكي والكتائب، مشيرا الى انه من المفترض التوصل الى مرشح موحد في الاسابيع المقبلة، وذلك بعد عرض اكثر من اسم. موقف جعجع يؤكد مرة جديدة، انه ورغم مرور عشرة ايام على بدء المهلة الدستورية لانتخاب رئيس جديد، فان البحث في الشأن الرئاسي لا يزال يسير ببطء، وان لا جلسة ستحدد آنتخاب الرئيس العتيد قبل نهاية شهر ايلول. فالاتصالات المحلية لم تفض بعد الى بلورة اتجاه نهائي لا لدى اركان المنظومة ولا لدى المعارضة، كما ان الاتصالات الاقليمية والدولية ، ومن بينها الاجتماعات السعودية- الفرنسية، لم تفض بعد الى بلورة نتيجة نهائية لا لبروفايل الرئيس ولا لاسمه.
في بريطانيا المشهد مختلف . فاليوم اُعلن تشارلز الثالث ملكا على بريطانيا خلفا لوالدته اليزابيت الثانية. والانتقال من عهد الى عهد تم بهدوء لافت . فهل يتكرر الامر عندنا؟ ام مكتوب علينا مع وجود قوى المانعة ، ان لا يحصل انتقال هادىء للسلطة، وان لا يتم التسليم والتسلم من عهد الى عهد الا بعد فراغ طويل ومدمر ؟
مقدمة نشرة اخبار تلفزيون المنار
على التفاؤلِ الحذرْ انتهت الزيارةُ الخاطفةْ لآموس هوكشتاين الى بيروت.
مصادرُ مطّلعةْ قالت للمنار إنَّ المبعوثَ الاميركي حققَ تقدّماً لناحيةِ ما طلبَهُ لبنان فيما خصَّ النقطةْ 23 وحقلْ قانا بالكاملْ، مع ضمانةِ أنْ تعملَ الشّركاتُ الفرنسيةُ في المنطقةِ اللبنانيةِ مباشرةً بعدَ توقيعِ الاتفاقْ، فيما الجانبُ اللبنانيُ أصرَّ على التوثيقْ، طالباً من المبعوثْ الاميركي أن يرسلَ مسوّدةً خطّيةً بالذي أحضرَهُ معه.. وعلى اساسْ المسوَّدة، يُعطي لبنانْ موقفَه.
أما الموقفُ الصهيونيُ الرسميْ فما زال يَخضعُ للرقابةِ المشدَّدةْ، فقادةُ الاحتلالْ التزموا الصمتَ حول زيارةِ هوكشتاين الاخيرةْ، إلاَّ ما تسرَّبَ عبرَ الاعلامْ : فمراسلُ القناةْ الثالثةَ عشرةَ الصهيونيةْ يقول إنَّ اسرائيلَ ولبنانْ يدخلان المرحلةَ الاخيرةْ من المفاوضاتِ حولَ ترسيمِ الحدودْ البحرية، وتبقى الامورُ بخواتيمِها، ويبقى الحذرُ واجباً مع هذه المفاوضاتْ المفخخةْ لتحصيلِ حقوقِنا الغازيةِ والنفطيةْ.. هذه الحقوقُ التي تشكِّلُ نقطةَ الضوءِ الوحيدةْ في نهايةِ النفقِ المظلمْ.. عبارةٌ يمكنُ استحضارُها ايضاً في الكهرباءْ لوصفِ هِبةْ الفيولْ الايرانيةْ.. فوزارةُ الطاقةِ اللبنانيةْ تعتبرُ أنَّ هذه الهبةْ ستوفِّر نقطةَ انطلاقٍ لتنفيذِ خطةِ الكهرباء..
فالتجربةُ اثبتَت أنَّ الوعودَ بزيادةِ ساعاتِ التغذيةِ عبرَ الغازْ المصري أو الكهرباءْ الاردنيةْ، كذبةٌ أمريكية.
والى الحقيقةِ المرَّةِ الاسرائيليةْ.. تقديراتٌ صهيونيةٌ تتوقَّعُ الاسوأ فيما يتعلقُ بأمنِ الاحتلالِ والمستوطنين، وتستندُ الى تحوّلاتٍ جوهريةٍ في الضفةِ الغربيةِ في العامين الاخيرين ساعدَت على ايجادِ بيئةٍ ملائمةٍ لتكوين فصائلَ وكتائبَ مسلحة قادرةْ على إشغالِ الاحتلالِ داخلَ الضفةْ ومن ثمَّ الانطلاقْ لتنفيذِ عملياتٍ داخلَ الاراضي المحتلةْ عامَ ثمانيةٍ وأربعين، بحسب الاوساطِ الصهيونية.
ومعَ هذا العجزْ أمامَّ تحولاتِ الضفةْ، يلجأ الاحتلالُ الى التهويلْ. وسائلُ اعلامْ العدو تنقلُ عن مصادرَ عسكريةْ أنَّه في حالْ لم تتوقَّفْ موجةُ العملياتِ الحاليةْ، فإن الجيشَ سيشنُ عمليةً واسعةً في الضفةِ الغربيةْ.. الجيشُ الذي تلقَّى ضربةً من المقاومةِ الفلسطينيةِ في الخليل اليوم.. سبعةُ جرحى وقعوا في إحراقِ أحدِ ابراجِهِ العسكرية.
مقدمة نشرة اخبار تلفزيون “أو تي في”
ليس في الأفق ما يشير إلى حلحلة قريبة على مستوى الملفات الداخلية اللبنانية، او تلك المؤثرة مباشرة في وضع لبنان.
ففي الداخل، الانطباع السائد بأن الشغور حتمي في سدة الرئاسة الأولى. أما الحكومة المنتظرة، فلا تزال تنتظر عودة رئيس الحكومة المكلف وداعميه إلى صواب الميثاق والدستور والمعايير الموحدة، التي تشكل المدخلَ الوحيد لأي تأليف. وبالنسبة إلى الشؤون الاقتصادية والمالية والحياتية، فحدِّث ولا حرج، ذلك أن الترقيع ينتقل من قطاع إلى قطاع، من الكهرباء إلى الاتصالات والإنترنت، مروراً برواتب القطاع العام وغيرها، فيما الموازنة التي يناقشها المجلس النيابي في هيئته العامة خلال ايام لا تعدو كونَها خياراً بين السيء والأسوأ.
أما في الخارج، فيبدو أن التفاؤل الكبير الذي أحاط باحتمال إنجاز الاتفاق النووي الجديد قد تبدد، ولو إلى حين، حيث لفت اليوم تشكيك أوروبي ثلاثي حيال مدى صدق إيران في السعي للتوصل إلى إعادة إحياء الاتفاق، إذا أشارت كلٌّ من فرنسا وألمانيا وبريطانيا في بيان مشترك إلى ان مطالب طهران الأخيرة تثير شكوكاً جدية.
ويبقى أخيراً ملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية. فغداة زيارة الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين للبنان، أخذت الشائعات مداها، على وقع تحليلات لا تعبِّر عن الوقائع التي لا يدركُها إلا المعنيين مباشرة بالعملية التفاوضية، والذين يلتزمون التكتم حول التفاصيل حرصاً على نجاح العملية، بعيداً من أي مزايدات، ومنها اليوم تكرار نواب ما يسمى قوى التغيير أو مجموعة ال13، الاشارة الى ضرورة توقيع المرسوم الخاص بالخط 29، محاولين بذلك، عن جهل على الأرجح، سحب ورقة تفاوضية قوية في يد لبنان. أما الأبرز اليوم على الخط النفطي والغازي، فإشارة النائب جبران باسيل خلال إطلاق مشروع ترميم سوق دوما بحضور السفير القطري لدى لبنان، إلى أننا مقبلون على مرحلة سنرى فيها دورا ايجابيا لقطر بخبراتها وقدراتها العمرانية والنفطية والغازية لأن لبنان يجب ان يستفيد من ثرواته الكثيرة.