عبر السنوات الماضية، لا يمكن القول أن النظام التشغيلي لهواتف آيفون “iOS” كان الأكثر استقرارًا أمنيًا من حيث الثغرات في الواقع، فكل بضعة أشهر تظهر مشكلة ما نتيجة ثغرة أمنية غير مكتشفة في نظام iOS ويتم استغلالها عبر الرسائل الاحتيالية. بالطبع هذا لا يعني أن هواتف آيفون غير آمنة أو نظام iOS غير موثوق فيه بل يمكن القول أن هذه هي “ضريبة الشهرة” فكلما زادت شعبية الأجهزة العاملة بنظام iOS كلما أصبحت هدفًا مفضلًا للهاكرز. في الواقع هذا ما يجعل ويندوز حتى الآن أكثر أنظمة التشغيل عرضة للفيروسات على الإطلاق، نتيجة حصته الكبيرة في السوق.
ما هي ميزة الاستجابات الأمنية السريعة ؟
كما تعلمون، فإن أي تحديث جديد تطلقه شركة آبل لأجهزتها سواء آيفون أو آيباد يتطلب عادًة إعادة تشغيل الجهاز لإكمال عملية التثبيت، بما في ذلك التحديثات الأمنية التي يتم طرحها مرة أو مرتين شهريًا، فكلما تم اكتشاف ثغرة أمنية جديدة في نظام iOS مثلًا وتسمح لمستغليها بنشر برمجيات خبيثة في هواتف آيفون المستهدفة، تسارع شركة آبل لسدها في أقل فترة زمنية ممكنة ومن ثم تبدأ في إعداد تحديث فرعي لنظام iOS وإرساله للمستخدمين فورًا حتى لا تعطي للمهاجمين فرصة لإضافة ضحايا جدد.
ولكن المشكلة الكبرى هنا ان أغلب مستخدمي الآيفون لا يقوموا بتحديث هواتفهم فور وصول التحديث الأمني الجديد للبقاء في مأمن من مخاطر استغلال الثغرة الجديدة المكتشفة، خصوصًا تلك الثغرات شديدة الحساسية التي تمس بيانات المستخدم. وحتى لو قامت آبل بعرض إشعار إجباري على جميع هواتف آيفون لإخبار المستخدمين بوجود تحديث جديد مهم ويجب تنزيله الآن، فالبعض قد يتجاهل الإشعار لتجنب إعادة تشغيل الهاتف، أو يؤجل التحديث لوقت لاحق. حتى شركة آبل نفسها احيانًا تتأخر ولا ترسل تحديث أمني جديد لسد ثغرة معينة، إذا كانت غير مؤثرة، وبدلًا من ذلك تكتفي بإرسال تحديث أمني واحد يضم تصحيح لمجموعة من الثغرات دفعة واحدة.
للتغلب على كل هذه المشاكل، قدمت آبل “الاستجابات الأمنية السريعة” Rapid Security Responses كإحدى ميزات إصدارات iOS 16 و iPadOS 16 و macOS Ventura الجديدة، والهدف منها ببساطة هو فصل التحديثات الأمنية عن تحديث النظام الفرعية بحيث تجعل سد الثغرات المكتشفة حديثًا أسرع ودون أي تدخل من المستخدم. أي عند اكتشاف ثغرة جديدة في الـ iOS مثلًا، فبدلًا من إرسال تحديث أمني مخصص لمعالجة هذه الثغرة وانتظار المستخدم حتى يقوم بتثبيت التحديث، ستسمح الميزة الجديدة بتثبيت التحديثات الأمنية، أو التحديثات التي تعالج ثغرات شديدة الحساسية، تلقائيًا فور قيام آبل بطرحها.
بهذه الطريقة ضمنت آبل أن اجهزتها تحمل دائمًا أحدث التصحيحات الأمنية لمواجهة استغلال الهاكرز للثغرات الجديدة. لكن جدير بالذكر انه وبالرغم من كون التحديثات الأمنية سيتم تثبيتها بمجرد إتاحتها ودون انتظار المستخدم، إلا ان بعض هذه التحديثات يتم تثبيتها في الخلفية بشكل صامت، مع الاكتفاء بإشعار المستخدم انه تم تثبيت تحديث أمني جديد، والبعض الآخر يتطلب إعادة تشغيل الهاتف حتى تدخل التغييرات الجديدة حيز التنفيذ، وبالتالي يكون المستخدم على بعُد ضغطة على زر “Restart” من ألا يكون ضحية وعرضة للاستغلال.
كيفية تفعيل ميزة «الاستجابات الأمنية» في الآيفون
من المفترض ان تبدأ آبل باستخدام ميزة “الاستجابات الأمنية السريعة” وإصدار التحديثات الأمنية من خلالها في أكتوبر القادم، وإلى ان يحين ذلك يمكن التحقق من تنشيط الميزة عبر فتح “الإعدادات” Settings” والتوجه إلى قسم “عام” General ثم الضغط على “تحديث البرامج” Software Update ثم “تحديثات تلقائية” Automatic Updates واخيرًا قم بتنشيط خيار “الاستجابات الأمنية وملفات النظام” Security Responses & System Files. على هذا النحو، لن تحتاج إلى التفكير بشأن تحديثات الأمان، سيتولى الهاتف العملية برمتها في صمت، او يطلب إعادة تشغيل إذا دعت الحاجة لذلك.