تُعدُّ مناسبة اليوم الوطني للمملكة في هذا الشهر (سبتمبر)، ضمن الدوافع التي تجعلنا نهتم كثيرًا بهذا اليوم الذي شهد انطلاقة كيان أضحى، في أعوام ليست بالكثيرة في تاريخ الأمم، من الكيانات الكبرى في العالم، وأن يؤثر في القرارات والأحداث لمَن عرف أو قرأ أو عايش تاريخ هذا الوطن، وما قام به الملك المؤسس “يرحمه الله” من جهد وجهاد؛ لتوحيد وبناء هذه الدولة العظيمة، يقف تقديرًا وامتنانًا لهذا الجهد الذي لا يمكن أن نجد له وصفًا أو تعبيرًا بحجم ما كان وما أصبح بما أضافه الملوك من أبنائه؛ ليضحي من الأمم التي يعرف الجميع قدرها وتأثيرها ودورها الفاعل عربيًّا وعالميًّا.
إن هذه المناسبة العظيمة لوطننا المجيد لا يمكن أن تُنسى أو تمر دون تمجيد وتقدير، ودون أن نعمل جاهدين على أن يظل هذا الوطن منبرًا مضيئًا لكل المسلمين في العالم، بل ولكل دول العالم.
من هنا وفي هذا اليوم المجيد، أتوقف طويلًا لأستعيد كيف كنا، وماذا أصبحنا، بدءًا من جهد التوحيد إلى جهد التواجد الفاعل بين كل دول العالم الذي نعيشه الآن.
المملكة بقادتها العظام، وبملكها وولي عهده “يحفظهما الله”، أضحت منارًا مضيئًا وفاعلًا، لا يمكن لأحد أن يتجاهله، ولن (أحيلكم) إلى ما كُتب عن الملك المؤسِّس، ولا عما كُتب عن نهضة وتقدم هذا الوطن، ولكنني من هنا أوجِّه إلى شبابنا، أحيلكم إلى كتاب عمل مؤلفه مع الملك المؤسِّس عن قرب لسنواتٍ عديدة، وتأثر بشخصيته الفذة ونُبل أخلاقه وشجاعته وكرمه وفكره السياسي الذي فاق أفكار ساسة عِظام في العالم، رغم ظروف النشأة والصراعات القبلية، وآثر أن يكتب عن هذا الرجل الفذ، وأن يروي للعالم كيف استطاع الملك عبدالعزيز “طيَّب الله ثراه” أن يوحِّد كيانات صغيرة، وقبائل عديدة تتصارع من أجل العيش، وأن يقيم دولة ذات سيادة مستقلة، لها ثقلها، ولها وجودها الفاعل على خارطة العالم.
لقد ركَّز «محمد المانع» الذي عمل بديوان الملك عبدالعزيز كمترجم على رواية الأحداث التي اشترك فيها شخصيًّا خلال سنوات خدمته للملك المؤسِّس، والتي بدأت في مايو 1926م، واستمرت تسع سنوات.
ويذكر المانع أن الدافع الأكبر لكتابة هذا الكتاب هو التعبير عن تقديره الخاص لذكرى الرجل العظيم الذي أُعجب به أكثر من غيره من الرجال: صاحب الجلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود.
ويروي المؤلف التاريخ والسيرة الملكية بأسلوب حكائي يتضمن المعلومة والخبر، وتناول بعض الأحداث التي وقعت إبان وجوده،
ويركز المانع في كتابه على شخصيات وقفت إلى جانب الملك المؤسِّس، تساعده وتسهم في بناء الأحداث وملحمة التوحيد.
تاريخ مليء بالكفاح والقتال والحكمة والشجاعة، استطاع خلاله الملك عبدالعزيز بالقوة والحِكمة والشجاعة والفكر والوعي أن يوحِّد هجرًا وقبائل ومدنًا وقرى في إطار دولة وكيان، اعترف به العالم، وأضحى ملمحًا بارزًا في التاريخ الحديث، تعاقب على حكمها أبناؤه بشجاعة ووعي وفهم لكل أبعاد ما يدور في العالم.
ربما أكون أشرت بإيجاز إلى بعض جوانب التأسيس، وبناء الدولة من أجل أن يعرف شبابنا تاريخًا مليئًا بالجهد، وأن يدركوا عظمة وطنهم، ويحافظوا عليه، ويعملوا من أجله ما استطاعوا.
عاشت مملكتنا الحبيبة ومليكها، وولي عهده المفدى.
@khalid_ahmed_o
أخبار متعلقة
اليوم الوطني 92.. فخر التاريخ وإشراقات المستقبل
92 عاما.. وطن الشموخ والريادة