مؤكداً الحرصَ على أن اجتماعَ دار الفتوى أبعد ما يكون عن الضيق الطائفي والمصلحي بل لجمع الشمل على أهداف وطنية سامية مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان أمام أربعةٍ وعشرين نائباً من المكوِّنِ السني من أصل سبعةٍ وعشرين وفي أوّلِ اجتماعٍ على هذا المستوى والنوع منذ الإنتخابات البرلمانية ومنذ انكفاء تيار المستقبل عن العمل السياسي نوّه المفتي الى الأهمية الفائقة لمنصب رئاسة الجمهورية في لبنان بالذات حيث الرئيسُ المسيحي رمزٌ وواقعٌ للعيش المشترك الذي يقوم عليه النظام وينظر إليه العرب باعتراف ٍ وتقدير ٍ للتجربة اللبنانية لأنه الرئيسُ المسيحيُ الوحيد في العالم العربي وهو رأسُ المؤسسات الدستورية القائمة.
المفتي شدّد للحاضرين على وجوب انتخابِ رئيسٍ جديدٍ للجمهورية يتصف بالنزاهة ولا يكون جزءاً من المشكلة رئيسٍ يُحافظ على ثوابتِ الوطن والدولة فتستعيدُ رئاسةُ الجمهورية دورَها. ومتمسكاً بإتفاق الطائف والفصلِ بين السلطات وبتعاونِها إنتقل المفتي دريان الى مسار تأليف الحكومة مطالباً بعدم المسّ بصلاحيات رئيس الحكومة وبالعمل على مساعدة الرئيس المكلَّف تأليف الحكومة الجديدة وهذه مسؤولية الجميع وقد تفاءل بتشكيلها قريباً.
ومن دار الفتوى انتقل الجميعُ الى دارة السفير السعودي وليد البخاري في اليرزة حيث يقيم مأدبةَ عشاء على شرفهم بعدما كان البخاري قد غرّد على تويتر بالآتي: “وحدة الأمة رباطٌ وثيق لا تنفصم عراه ولا تنفك عقدتُه”.
في أي حال في هذه الظروف الصعبة كما وصفها دريان وفي زمن الإستحقاقات رأت أوساطٌ سياسيةٌ معنية أنّ عدم وجود حكومةٍ بصلاحيات كاملة معناه فتح الباب اللبناني على مجهول يزيد من جحيم الأزمة وأنه في هذه الأوضاع الصعبة والمضنية لا بدّ من الوصول الى تأليف حكومة جديدة في خلال أسبوع أو عشرة أيام من الآن ولفتت الى تصاعد وتيرة المساعي بعد عودة الرئيس نجيب ميقاتي من نيويورك نهاية هذا الاسبوع وتثميرِ جهود ٍ سبقت مشاركةَ ميقاتي في الجمعية العمومية للأمم المتحدة والى مواقف إقليمية وبيانات من ضمنها بيان فرنسي-سعودي-أميركي خلال الجمعية تدعم إجراء الاستحقاقات اللبنانية في موعدها.
الأوساطُ أشارت الى ما سيحصل الأسبوعَ المقبل من لقاء أو لقاءات بين الرئيس المكلف نجيب ميقاتي ورئيسِ الجمهورية العماد عون والعملِ لحلحلة مسألة الإسمين لحقيبتي المهجَّرين والإقتصاد بما يبلور صيغةً يُقال إنها تعويمٌ للحكومة الحالية ثم إصدارُ مراسيم هذه الحكومة على أبعد تقدير في الأسبوع الأول من تشرين الأول أي قبل اسبوعين تقريباً من الأيام العشرة الأخيرة للمهلة الدستورية لإنتخاب رئيس للجمهورية وبالتالي نزعُ أي ذرائع لفوضى محتَمَلة على المستوى الدستوري ناهيك بقطع الطرق على توتراتٍ قد تحصل بفعل تفاقم تداعيات الأزمات المعيشية والنقدية والاقتصادية ولا سمح الله الأمنية…
وعلى رغم بعض النتؤات الي حُكي عنها في ما خص الحقيبتين إلا أن الإيجابيات لا تزال أكبر من السلبيات على مسارالتأليف بما يشبه: “خطوة لورا وخطوتين لقدام” وليس العكس.
نائب الامين عام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم توقع تأليفَ الحكومة الجديدة في غضون أسبوع.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أم تي في”
اربعة وعشرون نائبا سنيا من اصل سبعة وعشرين شاركوا في اجتماع دار الفتوى، الذي شكل حدثا استثنائيا. مصدر استثنائيته ثلاثة امور. الاول: انه الاجتماع السني الموسع الاول بعد غياب الرئيس سعد الحريري عن الساحة السياسية. بالتالي فانه يشكل فرصة لاستعادة المكون السياسي السني زمام المبادرة على الصعيد الوطني. الامر الثاني انه يأتي في خضم الفترة الدستورية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، ما يعني ان الاستحقاق في صلب اهتمامات الاجتماع. الامر الثالث والاهم انه يشكل بداية العودة السعودية الى الساحة السياسية في لبنان.
فمثل هذا الاجتماع لم يكن لينعقد لولا المباركة السعودية، والدليل ان السفير السعودي دعا المجتمعين الى استكمال مشاوراتهم حول طاولة عشاء في دارته بعد انتهاء اجتماع دار الفتوى. فالسعودية التي انسحبت من الساحة السياسية بعد انتخاب الرئيس ميشال عون، تهيء نفسها للعودة تزامنا مع خروج عون من قصر بعبدا، ما يعيد نوعا من التوازن السياسي المفقود على الصعيد الوطني. وهذه العودة تتزامن ايضا مع حراك دولي عبّر عنه البيان الاميركي – الفرنسي – السعودي المشترك. الا تعني كل هذه الصورة، محليا واقليميا ودوليا، ان الاول من تشرين الثاني سيكون يوما آخر في لبنان؟
في هذه الاجواء لا يزال الشمال ولبنان كله في حال حزن وحداد على ضحايا قارب الموت 2، الذين يرتفع عددهم ساعة بعد ساعة، مع تواصل عملية انتشال الجثث. اقتصاديا، الاوضاع المعيشية تزداد صعودبة مع استمرار اقفال المصارف، و ارتفاع سعر الدولار، وانقطاع التيار الكهربائي بشكل شبه تام. ضوء وحيد يبرز وسط السواد يتعلق بتشكيل الحكومة الجديدة. والواضح ان عملية التشكيل تنتظر عودة الرئيس نجيب ميقاتي من نيويورك، ولقائه المرتقب برئيس الجمهورية.
ووفق المعلومات فان الاهتمام الرسمي الاحد والاثنين سيتركز على انجاز اقرار الموازنة العامة في مجلس النواب، وهو امر يستلزم اجراء مشاورات واتصالات مكثفة، وخصوصا ان نواب المعارضة بالمرصاد للموازنة ولارقامها غير الواقعية ولخلوها من اي رؤية اصلاحية. وبالتالي فان التركيز على تشكيل الحكومة سيبدأ الثلثاء، واذا سارت الامور وفق ما هو مقدر لها فانه يُنتظر ان تتشكل الحكومة قبل عطلة نهاية الاسبوع المقبل . فهل تحقق الحكومة الجديدة، اذا صدقت التوقعات وتشكلت، هل تحقق صدمة ايجابية تعيد بعض الهدوء الى السوق المالي؟ ام ان الوضع لن يعود الى التقدم قبل انجاز الاستحقاق الرئاسي، وانتقال لبنان من عهد الى عهد آخر؟
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أن بي أن”
مازال لبنان يلملم مأساة البحر ويسعى الى كشف الشبكات التي تقف خلفها
في أجندة الاسبوع الطالع تتصدر جلسة مناقشة الموازنة العامة حيث تعطى الاولوية لإقرارها.
صحيح أن هذه الموازنة ليست مثالية ولكنها افضل الممكن في ظل الظروف الراهنة ومن يعترض على بعض ما جاء فيها فليقترح البدائل وليكن النقاش فيها ضمن المؤسسات وتحت قبة البرلمان لا سيما ان الموازنة تحمل في طياتها الكثير من الامور المعيشية الملحة من تحسين رواتب القطاع العام الى توفير ادوية السرطان واقرار مطالب الجامعه اللبنانية وغيرها الكثير.
في ملف ترسيم الحدود البحرية قد يكون الجو جيداً وتفاؤلياً بحسب ما تعكس بعض التصريحات ولكن الاهم ان تتم ترجمة هذا الجو على الورق اي تسييل الإيجابيات لتصبح واقعاً ملموساً. وهذا ما أكده رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عندما تحدث عن تقدم حصل على صعيد الترسيم ولكنه لفت بالتوازي الى انه لا تزال هناك تفاصيل ينبغي توضيحها وبالتالي فان الحل النهائي لم ينجز بعد.
أما الموضوع الحكومي فهو في وضعية انتظار عودة الرئيس ميقاتي ولقائه المرتقب مع رئيس الجمهورية ميشال عون ليبنى على الشيء مقتضاه .
وعلى نية الاستحقاقات الداهمة تستضيف دار الفتوى اجتماعاً يضم مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان واكثرية نواب الطائفة السنية.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “الجديد”
من مراكب الموت انطلقت مواكبُ التشييع ليستقر عدادُ الضحايا حتى اللحظة على تسعةٍ وثمانين بين لبنانيٍ وسوريٍ وفلسطيني الباقون منهم مكتومو المصير والأحياءُ منهم أموات في دولةٍ تعيش سلطتُها السياسية في حالةِ إنكارٍ مع الواقع. اختلفتِ الأرقامُ والنتيجة واحدة البحرُ امامَهم وجهنم وراءَهم فالى اين المصير؟ تُركوا الى تهريبٍ غير شرعي في بلدٍ فَقدت شرعيةُ سلطتِه أهليتَها السياسية والأخلاقية والإنسانية ولو كان الضحايا من سلالة الملوك والأمراء لنُكِست الأعلام وأُقيم الحداد وقُطعت البحورُ السبع لتقديم واجب العزاء ولكن لا حياء لمن تنادي.
دفنُ الرؤوسِ في رمالِ الموت المتحركة لم ينسحب على أرض الاستحقاقاتِ المهزوزة بين الرئاسةِ والحكومة إذ أصبح اللعبُ من فوق الطاولة وعلى المكشوف وبالاسلحةِ الطائفية الرشاشة . ومع اقتراب زمن الفراغ الرئاسي سطّرت دارُ الفتوى أمرَ مهمة الى النواب السنة للحضور بهدفِ تلاوةِ السيرة في خير العمل الرئاسي والحكومي وتَرك لهم المفتي عبد اللطيف دريان تحكيم َضمائرِهم في استحقاق استعادةِ رئاسة الجمهورية لاحترامِها ودورهِا في الداخل والخارج تلا المفتي دريان وصاياه الأربع على النواب الحاضرين لاختيار رئيسٍ مواصفاته منه وفيه وترتكز على ثوابت الطائفِ والدستور وإنهاءِ الاشتباكِ المصطنعِ والطائفي والانقسامي بشأن الصلاحيات والعودةِ إلى المبدأ الدستوري في فصل السلطات وتعاونِها وأن يتّصف الرئيسُ العتيد بصفاتِ رجل العمل العام الشخصية منها والسياسية تحكمه أخلاق المَهمة والمسؤولية والحكمة والنزاهةُ أهمُ صفاته ونحن نريد رئيساً لا يكون جزءاً من المشكلة أو سبباً فيها. وإذ دعا دريان إلى عدم المس بصلاحيات رئاسة الحكومة استبشر خيراً بتشكيل حكومةٍ كاملةِ الصلاحيات قبل أن يشير إلى أهمية موقع رئاسة الجمهورية ورمزيةِ رئيسِها المسيحي الوحيد في المحيط العربي والإسلامي.
كلُ نوابِ الطائفة حضروا خَلوةَ دارِ الفتوى ومنهم نوابٌ تغييريون تَرك لهم تكتلُهم حريةَ الخيار في الحضور من عدمه النائب وضاح الصادق برر مشاركتَه من باب الاحترام لمقام دار الفتوى والمفتي وبحسب الصادق فقد تمنى على دريان أن يفتح أبوابَ دار الفتوى لكل اللبنانيين للاستماع إليهم ومن المتغيبين النواب أسامة سعد ابراهيم منيمنة وحليمة قعقور لقناعة الأخيرين المرتكزة على ثوابت السابع عشر من تشرين وعدمِ الانجرار إلى الاصطفافات الطائفية في الاستحقاقات الداهمة واختار كلٌ من منيمنة وقعقور التواجدَ في مكان الحدث الاليم في باب الرمل طرابلس لمواساة عائلة مستو التي فقدت اربعة من ابنائها في غرق الزورق واعطى النائبان عن بيروت وجبل لبنان المثالَ في التمثيل الوطني إذ ان كارثةَ عكار وطرابلس احرقت قلبَ كلِ ابناء الوطن والجوار وهذا التمثيل ينسحب ايضا على رئيس البلاد وموقعِه الاول والذي يعني جميعَ ابنائِه وليس طائفةً بعينِها اسلامية كانت ام مسيحية. وكان لافتا ان هذه الدعوة الى مقر السفارة السعودية لم تشمل النواب ينال الصلح جهاد الصمد وملحم الحجيري حيث ذكرت مصادر المجتمعين ان النواب الثلاثة غير مدعويين.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “المنار”
عندَ تَعدادِ ضحايا مركبِ الموتِ توقفت الآمالُ على ساحلِ طرطوس السورية، وباتَ البحثُ عن امكانِ انتشالِ جثثِ المفقودينَ بعدَ فقدانِ الاملِ بوجودِ ناجين..
ولانَ الكارثةَ اكبرُ من ارقامِ الضحايا، فانَ الفاجعةَ توزعت على غيرِ منطقةٍ لبنانيةٍ ومخيماتٍ فلسطينية، والعلاجُ بضربِ النوايا الخبيثةِ لتجارِ الموتِ المُسَيِّرينَ لرِحلاتِ الهجرة، العازمينَ على تَكرارِها دونَ مراعاةِ الحدِّ الادنى من شروطِ السلامة، وانما شرطُهم الوحيدُ لتجارةِ الارواحِ هو الكَسبُ المادي. وفي خطوةٍ لعَلَّها تكونُ رادعةً لهؤلاء، أوقفَ الجيشُ اللبنانيُ احدَ المتورطينَ بتسييرِ رحلةِ الموتِ قربَ ارواد..
اما رُوّادُ السياسةِ في لبنان، فغيابُ اهتمامِهم شبهُ تام، فيما الاهلُ المفجوعونَ بانتظارِ ما يبعثُ به السوريون من جثثٍ او اخبار، او ما تَنقلُه اليهم الجهاتُ المبادرةُ للتواصلِ معَ الجانبِ السوري لكشفِ مصيرِ المفقودين ..
في الكشوفاتِ السياسيةِ رصدٌ لآمالٍ حكومية، وهو ما رآهُ نائبِ الامينِ العامّ لحزبِ الل الشيخ نعيم قاسم ممكناً خلالَ الاسبوعِ المقبل، لانَ التقاربَ الحاصلَ بينَ الرئيسينِ يمكنُ أن يُسهّلَ اخراجَ الحكومةِ الى النورِ كما قال. اما في شأنِ الترسيمِ البحري فانَ قولَ حزبِ الله لا يخضعُ لا للتسريباتِ الاعلاميةِ ولا للتحليلاتِ اليومية، ولا لما يشاعُ عن تقدمٍ او تعثرٍ بالملف، بل يكونُ بعدَ اعطاءِ عاموس هوكشتاين النصَّ الخطيَّ للدولةِ اللبنانية ، وتقولُ الدولةُ اِنه ينسجمُ معَ تحصيلِ حقوقِها – بِحَسَبِ الشيخ قاسم ..
وبحثاً عن قواسمَ مشتركةٍ على ابوابِ الاستحقاقاتِ الوطنية، كانت خطوةُ دارِ الفتوى لجمعِ نوابِ الطائفةِ السنيةِ الكريمةِ برعايةِ مفتي الجمهوريةِ الشيخ عبد اللطيف دريان.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أل بي سي”
قبل ان يغادر الى نيويورك، قال رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي انه سيبحث في تأليف الحكومة عند عودته وفور الانتهاء من مناقشة الموازنة .
لم يحدد ميقاتي تاريخ اللقاء مجددا برئيس الجمهورية ميشال عون، على الرغم من كل ما نقل عن اجتماع بينهما الثلثاء او الاربعاء لكنه اصر على ان مساحة الخلاف حول التأليف” مش حرزانة “.
مع عودته في الساعات المقبلة، سيجد ميقاتي نفسه على الارجح امام جلسة نيابية الاثنين لن تخلص الى اقرار موازنة عام 2022 ، ما يجعل السؤال : هل يصر على ربط التأليف باقرار الموازنة ام ان الوقت الضاغط في المهلة الدستورية لانتخاب رئيس للجمهورية سيجعله يسير في التأليف ؟وهل يأتي التأليف من خلال تغيير وزير او وزيرين، او عبر تعويم حكومة تصريف الاعمال من دون ادخال اي تعديلات عليها.
موقف ميقاتي لا يمكن فصله عن موقف مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان الذي قال: نحن نستبشر خيرا بتشكيل حكومة في الايام المقبلة لان وطننا في حاجة الى حكومة كاملة الصلاحيات، لا الى الابقاء على حكومة تصريف الاعمال .
كلام المفتي جاء قبل اجتماع النواب السنة في دار الافتاء وقبل توجه عدد من المجتمعين الى دار السفير السعودي الذي عاد الى صلب الحياة السياسية اللبنانية، من اجتماع باريس، وصولا الى اللقاءات التي اجراها في بيروت على مدار الايام الماضية .
اما خلاصة الاجتماع فثلاث نقاط :
اولا: التأكيد على دور دار الافتاء التي وجهت الاجتماع نحو الاعتدال.
ثانيا: التمسك باتفاق الطائف والحفاظ على الثوابت والدستور.
وثالثا: التشديد على اهمية انتخاب رئيس للجمهورية يستعيد دور الرئاسة، من ابرز مهامه ايضا الحِفَاظُ على الطَّائفِ وَالدُّستُور.
بين الضغط لتأليف حكومة في الايام المقبلة، والضغط لانتخاب رئيس للجمهورية ضمن المهلة الدستورية، هل يصح ما يشاع عن نية الرئيس نبيه بري الدعوة الى اول جلسة نيابية لانتخاب رئيس في اول ايام تشرين الاول؟ وهل يُنتخب رئيس ضمن هذه المهلة، ام تذهب البلاد الى فراغ رئاسي يرافق ازمة مالية تجعل جزءا من اللبنانيين مشروع اموات يقعون فريسة مافيا الهجرة؟
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أو تي في”
في انتظار جديد خارجي ما يمكن ان ينعكس ايجابا على الوضع الداخلي، يبقى العنوان المِفصَل على الساحة المحلية، مفاوضات ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، التي تبدو عالقة في مربع الاجواء الايجابية، من دون ان يُستتبع ذلك حتى الآن بخطوات عملية، علنية على الاقل، تؤكد انجازه في وقت قريب.
اما سائر الملفات الملحة معيشيا، فتتواصل مقاربتها الترقيعية من قبل المعنيين المباشرين، في ضوء غياب الحلول الجذرية للأزمة، بسبب انهماك بعض المسؤولين بحسابات الزواريب، وطموحات ما بعد الشغور الرئاسي اذا حصل.
اما المرشحون للاستحقاق الرئاسي المقبل، فعلى حالهم، رغم استنزاف المهلة الدستورية بالكلام عن مواصفات او بطرح معادلات سياسية يدرك اصحابها قبل سواهم انها لا تنطبق على الواقع.
فبعض المرشحين شكليون: اسماء من حقها ان تطرح نفسها، لكنها تدرك مسبقا ان ترشيحها صوري، وان حظوظها ادنى من تحت الصفر.
وبعض المرشحين فعليون. لكنهم يدركون مسبقا ان الظروف قد لا تكون ملائمة لفوزهم، بغض النظر عن جدارتهم الشعبية او اهليتهم الشخصية للموقع الاول.
غير ان البعض الثالث من المرشحين تخريبيون. هؤلاء مستعدون لتخريب البلد والتسبب بفتنة لمجرد الوصول. شعاراتهم فارغة، واداؤهم لا يختلف عن شعاراتهم من حيث الفراغ.
تارة ينددون بتعطيل النصاب، وطورا يهددون باستخدامه سلاحا في الاستحقاق، الذي يدفعون به نحو التحدي لا الوفاق. حينا، يؤيدون مرشحا حليفا لقوى الثامن من آذار، واحيانا يعتبرون دعم المرشح المنبثق عن قوى الثامن من آذار خطيئة الخطايا. يوما ينادون بالمرشح التوفيقي الوسطي، واياما يعتبرون المرشح التوفيقي الوسطي تمديدا للأزمة.
في كل الاحوال، وفي انتظار اتضاح الصورة اكثر، لعل الاستحقاق الاكثر الحاحا اليوم هو تشكيل الحكومة الجديدة بلا مزيد من التسويف، الذي يرتكبه في حق الوطن افرقاء مكشوفون، فيما المطلوب، في هذه المرحلة، لا يختلف عما كان مطلوبا منذ اليوم الاول لبروز مؤشرات الازمة الاقتصادية والمالية، اي الاصلاح بكل معانيه التشريعية والاجرائية، بارادة وطنية كاملة، بغض النظر عن مطالب الخارج او شروطه.