التخطي إلى المحتوى

نبذة وتَعرِيف بكِتَاب:

(غرِّيد المحاريب.. الشيخ محمد أيوب، الأنموذج والقدوة)

 

المعلومات الفنية للكتاب:

عنوان الكتاب: غرِّيد المحاريب.. الشيخ محمد أيوب، الأنموذج والقدوة.

اسم المؤلف: عمار بن محمد بن أعظم.

رقم الطبعة وتاريخها: الطبعة الأولى في دار الأوراق، جدة عام 1442هـ.

حجم الكتاب: يقع في مجلدين وعدد صفحاته (480) صفحة.

تقديم فضيلة الشيخ الدكتور: صالح بن عبد الله بن حميد، إمام وخطيب المسجد الحرام والمستشار بالديوان الملكي.

الترجمات: تُرجم الكتاب للأردية وترجمه الشيخ: أويس محمد إدريس العاصم وطبع في مطبعة العاصم.

 

تقديم معالي الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد

إمام وخطيب المسجد الحرام والمستشار بالديوان الملكي

الحمد لله، وأصلى وأسلم على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، واهتدى بهداه إلى يوم أن نلقاه، أما بعد:

فإن من أهم ما ينبغي أن تنصرف إليه همةُ طلاب العلم العناية بتراجم علمائهم وسلفهم الصالح، والاطلاع على سِيَر حياتهم ونهجهم في تعلُّم العلم وتعليمه؛ للتأسي بهم والاقتداء بآثارهم.

 

ولا شك أن في العناية بذكر الأعلام إيقاظًا للهمم، وتنويرًا للأفهام والبصائر، واعترافًا بفضلهم، وليكون قدوة للأجيال وتذكيرًا للناشئة ليكونوا خير خلف لخير سلف.

 

وأمة الإسلام تميزت بحفظ تاريخ رجالاتها من الفقهاء والمحدثين والمفسرين والقراء والنحاة والمؤرخين وغيرهم، فهو محفوظ موثق، فأيامهم وأحوالهم وسيرهم محفوظة.

 

والتراجم لأهل العلم من القراء اعتراف بفضلهم، فقد يسر الله لهم أن تكون نشأتهم منذ نعومة أظفارهم مع كتاب الله العزيز، فقد رفعهم الله به المنزلة في قوله سبحانه: ﴿ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾ [المجادلة: 11]، وقوله عز شأنه: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ ﴾ [فاطر: 29، 30].

 

وإن خير الناس من تعلم وعلم القرآن الكريم، قال صلى الله عليه وسلم: «خيرُكم من تعلم القرآن وعلمه»[1].

 

فكانت حياتهم القرآن، وبلغ منهم وبهم منزلة جليلة في قلوب المسلمين في أصقاع العالم الإسلامي.

 

وأخونا وزميلنا الشيخ محمد أيوب رحمه الله له صوت شجي، وهو يُعد من الأصوات المميزة في القراءة التي يشتاق لسماع تلاوته ملايين النفوس المؤمنة من جنبات مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخصوصًا في شهر رمضان المبارك في صلاة التراويح.

 

كما يأتي أخونا وصديقنا وحبيبنا فضيلة الشيخ محمد أيوب محمد يوسف منظومًا في سلف هؤلاء الأعلام الأئمة، وتميز الشيخ رحمه الله بأن حياته العلمية ارتبطت بالقرآن حفظًا وتدريسًا وتأليفًا؛ فالقرآن الكريم هو محور عمله، وفضيلة الشيخ بلغ مبلغًا في المرتبة العالية في حسن التلاوة للقرآن الكريم، وقد كانت صلتي بالشيخ محمد أيوب منذ أيام الانتظام في حلقات تحفيظ القرآن الكريم في المسجد الحرام في مكة المكرمة، فقد حضرنا على شيخنا الشيخ محمد أكبر شاه رحمه الله[2]، وكنت ألتقي بالشيخ محمد أيوب وعليه سمت ووقار حملة كتاب الله وأدب حفظته، ثم لما أخذتنا الحياة في مساراتها ودروبها، صرنا نلتقي بين الفينة والفينة في المناسبات، وبخاصة المناسبة العلمية والمؤتمرات في مكة المكرمة والمدينة النبوية المنورة؛ فنجدد الذكريات، ونتبادل أحاديث الصداقة، وقد وضع الله القبول للشيخ محمد أيوب والمحبة، فالتفَّ الناس حوله وبخاصة الفقراء وصغار طلبة العلم، والأخص من الجالية الأركانية، فهو يوليهم عنايته ويحوطهم برعايته، جزاه الله خيرًا، وجعل ذلك في ميزان حسناته، فكان صاحب معروف وإحسان وتفقُّد لذوي الحاجات.

 

أما الجانب العلمي، فهو عضو هيئة التدريس في الجامعة الإسلامية، وله حضور وعناية بالعلم وأهله.

 

وقد أثنى عليه جملة من المشايخ القراء المعتبرين، بل وصفوه بأنه قد بلغ المرتبة العليا في حسن القراءة وضبط التجويد ومخارج الحروف، فهو من الأعلام الكبار في هذا الشأن، بل قال الشيخ عبد العزيز بن عبدالفتاح قارئ: (إنه في نظره أحسن إمام وقف في محراب التراويح منذ خمسين سنة)[3].

 

وبين يدي ترجمة أعدها الأستاذ: عمار محمد أعظم سماها: (غريد المحاريب) في سيرة فضيلة الشيخ محمد أيوب محمد يوسف رحمه الله.

 

فقد أجاد فيها المؤلف؛ حرص فيها على جمع المادة العلمية، وقد أحسن تبويبها وتقسيمها حتى جاءت وافية بالمقصود مستوعبة لجوانب حياة الشيخ وشخصيته العلمية والعملية رغم شح المصادر.

 

أسأل المولى تعالى أن يبارك في الجهود، وأن ينفع بها كل من اطلع عليها من المسلمين.

 

وحرره

صالح بن عبد الله بن حميد

إمام وخطيب المسجد الحرام والمستشار بالديوان الملكي

وعضو هيئة كبار العلماء بالسعودية

30 / 5 / 1441هـ – مكة المكرمة

♦    ♦     ♦

 

الحمد لله الذي ﴿ خَلَقَ الْإِنْسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ ﴾ [الرحمن: 3، 4]، سبحانه رفع أهل العلم والفرقان، وأوصانا بالاعتبار بقصص أولى الفضل والإيمان: ﴿ لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ ﴾ [يوسف: 111]، والصلاة والسلام على خير ولد عدنان؛ من جعل الخيرية في أهل التبيان، فقال: «خيركم من تعلم القرآن وعلمه»[4]، وعلى آله وصحبه ومن اتبعه من ذوي الخير والإحسان، اللهم اجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهلك وخاصتك، أما بعد:

 

فإن كتاب الله ينبوع الهداية ومشكاة الحكمة، ومجمع الشريعة ومعتمد الأمة، ليس لنا طريق إلى الله سواه، ولا هادي لنا إلى المولى غيره، ولا منجى ولا ملجأ لنا بعده؛ فهو حبل الله المتين وهو الصراط المستقيم، وحَرِيٌّ به أن يتخذ نديمًا وسميرًا، ويستلهم منه هدى نورًا، ويزداد المرء به وبأهله فرحًا وسرورًا.

 

ومن هنا فليس المغزى الوحيد من هذا السفر عرض حياة الشيخ محمد أيوب فرحًا وإعجابًا به فحسب – وهو أهل لذلك – بل اقتباس الدروس والعبر من تاريخه القرآني، سواء لحملة القرآن معلمين ومتعلمين أو لغيرهم من المسلمين، فالشيخ محمد أيوب من النماذج العالية والقدوات الحسنة لكل أولئك، وليست الحنجرة الذهبية هي ما يميز الشيخ فحسب، بل تكاملُ حياته وشخصيته في جوانب متعددة يجعلُه أنموذجًا ذهبيًّا وقدوةً حيةً للأمة في كثير من مناحي الحياة[5].

 

أضف إلى ذلك أن من أهم خصائص الأمة المحمدية حفظها لتاريخ علمائها؛ اعترافًا بفضلهم، واعتبارًا بقصصهم وأيامهم، لتستضيء الأجيال بنبراس منهاجهم، وتستهدي بهداهم، وإن كانت الأمم تفخر برجالاتها وأمجادها، وتنقش على جدار التاريخ مفاخرها ومآثرها؛ فإن أحق من نفخر بهم من رفعهم الله بالقرآن، ومن أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عنهم بالرفعة بالفرقان: «إن الله يرفع بهذا الكتاب أقوامًا ويضع به آخرين»[6].

 

وليس الفخر هو كل المقصد كما ذكرنا من نقش أيامها وأحوالها، ولا الغرض من ذكر أيام الصالحين مضحكاتها وملهياتها، وليست أحاديث يتفكه عليها قصاصها ووعاظها، ولكنها تصديقٌ للمحجة ورفعةٌ لأهلها، وهدى ورحمةٌ لأهل الملة وأتباعها، قال الله تعالى: ﴿ لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾ [يوسف: 111] يقول الإمام الطبري (310) رحمه الله: (لقد كان في قصص يوسف وإخوته عبرة لأهل الحجا والعقول يعتبرون بها، وموعظة يتّعظون بها)[7].

 

ففي ذكر الأعلام تشنيف للأسماع، وإيقاد للهمم وإذكاء للعقول والأبدان، وتنوير للبصائر والأفهام، وفي ذكر العظماء اعتراف لهم بفضلهم، وردٌّ لبعض الجميل الذي قدموه لنا في حياتهم، ووفاء تجاه الفضائل التي أحيوها ببذلهم، وتنبيه للأجيال إلى سلفهم وقدوتهم، وتذكير للناشئين بعظمائهم وساداتهم؛ فيكونوا خير خلف لخير سلف.

 

وكما أن دستور الأمة الإسلامية محفوظ: ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ [الحجر: 9]، وحديث النبي المبعوث به الشارح له محفوظ، فكذلك تاريخ الرجال الذين اتَّبعوه وحفظوه ونقلوه، محفوظٌ، وما عرفت الأمم تأريخًا للرجال والأعلام ما عرفته أمة القرآن، فأيامهم وأحوالهم ملء السمع والبصر، أنى شئت من الأوطان والأزمان، عشت معها وكأنها مرأى العين.

 

ومن المعلوم أن خير من نفخر بهم أهل الفرقان، وخير من يقتدى بهم أهل القرآن، وخير من تحيا ذكراهم أهل التبيان، ويأتي في طليعة أولئك في عصرنا من خصصنا له كتابنا هذا، فضيلة الشيخ الدكتور المقرئ محمد أيوب بن محمد يوسف، إمام الحرم النبوي الشريف رحمه الله.

 

فنميط اللثام عن أيامه وأعماله، ونبيِّن للأمة فضائله وشمائله، ونشيد بجهوده وآثاره، ونخلد للتاريخ اسمه ورسمه، فيحيا في الأفئدة من كان يحييها بالقرآن، ويستنير الأحفاد بمن أنار الطريق من الأجداد، ويلهم الأب والمربي والطالب سبيلا من سبل الرشاد، وهذا أقل الوفاء في حق العلم الإمام محمد أيوب رحمه الله.

 

يقول الشيخ القارئ د. عبد الله بصفر – أمين عام الهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم، والأستاذ المشارك بجامعة الملك عبد العزيز -: (نشر سيرة الشيخ محمد أيوب رحمه الله وبيان بذله في صغره من أجل تعلُّم القرآن، وما بلغ إليه من الرِّفعة والمنزلة بذلك، وما تسامى به من الأخلاق الحميدة والقلب الرؤوف، هو من الأعمال الجليلة المهمة في زماننا حقيقة؛ لتعرف الأجيال القادمة منزلة هذا الشيخ ومنزلة أهل القرآن، وكيف حفظ الله عز وجل  كتابه على يد أولئك الرجال) [8].

 

فهو نقلة نوعية في قراءته وأدائه، وهو الغريد الذي طالَما تشنَّفت الأسماع بتلاواته، وهو البلبل الذي طالما تشوقت النفوس لدوحه.

 

كما أنه رجل اختار أن يكون القرآن محور حياته؛ فكان صباه وذكرياته الأولى في الحلقة الأولى بجمعية تحفيظ القرآن، وكانت مدرسته التي درس فيها مدرسة تحفيظ القرآن الأولى بمكة، وحين اشتد عوده جلس لتدريس القرآن في حلقات تحفيظ القرآن، وكان حريصًا على أن ينتقل إلى كلية القرآن الكريم بالجامعة الإسلامية بمجرد افتتاحها رغم أنه كان في السنة الثانية في كلية الشريعة آنذاك، وجعل بحثه في الماجستير والدكتوراه يدور في فلك تفسير القرآن، وكذلك عاش بعد ذلك مدرسًا للقرآن ولتفسيره في الجامعة، ولما اشتد عوده كان القرآن محور يومه، فهو منشغل بالقرآن الكريم في صباحه ومسائه، وهو مع القرآن سواء في الإمامة أو في التفسير أو الإقراء، أو في المراجعة أو في عضوية مجمع المصحف، وفي حياته العملية كذلك عاش متخلقًا بأخلاق القرآن مع أهله وأقاربه وتلاميذه والفقراء والأرامل والمحتاجين، وكذلك كتبه ومؤلفاته كانت في تفسير القرآن الكريم، وزملاؤه وأقرانه أيضًا غالبهم من أهل القرآن، فشأنه وحياته دائرة حول القرآن الكريم.

 

وقَمِنٌ بمن هذا حاله أن يُعلى شأنه ويُرفَع ذكرُه، وهو ما نسعى إليه في كتابنا هذا.

 

ورغم بحثي لم أجد له ترجمة وافية تليق بمقامه، وهو ما دفعني للاستفاضة في هذه الترجمة بعد البحث وسؤال أبنائه وإخوته وأقاربه وأصدقائه وزملائه وتلاميذه وكل من أمكنني الإفادة منه ممن له صلة بالشيخ رحمه الله، وزادني حرصًا وشدَّ من أزري وفاءُ الشيخ مع شيوخه؛ حيث كان معتنيًا بالكتابة عنهم كما كتب عن شيخه خليل عبد الرحمن القارئ رحمه الله نبذة موجودة بخط يده، وقد شدَّ في اللوم والعتاب على من قصَّر في تدوين تراجم العلماء والقراء بعد وفاتهم، وذلك في مقال له بعنوان: (أليس للعلماء حق كغيرهم؟!)، ومما جاء فيها: (فإنه في كل يوم من أيام هذه الدنيا نسمع أن فلانًا من الناس – رجلًا كان أو امرأة – قد اختاره ربه إلى جواره…، لكن الناس – للأسف الشديد – يختلفون في الوفاء بحق ذلك المتوفى باختلاف شخصيته من خبر وفاته، حتى يتمكنوا من شهود جنازته والاشتراك في مراسم دفنه؛ فهناك فئة من الناس من العلماء والصالحين وعباد الله المؤمنين من يموت ولا يسمع بموته إلا أناس قليلون لا يذكرون، وقليل جدًّا من يحضر جنازته، ويشارك في دفنه.

 

أليس لعلمائنا وقرائنا – وبالخصوص من أمضى عمره وأفنى حياته في خدمة كتاب الله – حق في ذلك كغيرهم؟! بلى، والله لهم حق أعظم وأكبر من غيرهم! لكن النفوس جُبلت على الاهتمام بأهل الدنيا والتساهل والتهاون بأهل الآخرة، أهل العلم والإيمان، أهل القرآن، الذين هم أهل الله وخاصته، فالله المستعان، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم…)، ويواصل الشيخ بأن من المهم الكتابة عن المتوفى من قامات العلم بعد وفاته؛ حيث يقول: (ولكنني كنت أتمنى أن يكتب عن هذا كغيره من المتوفين بعد وفاته مباشرة)[9].

 

وإلى جانب حضه وحثِّه على الكتابة في سِيَر العلماء، كان الشيخ يدعو إلى التثبت من المعلومات والرجوع إلى المصادر الاصلية؛ فقد كتب أحد الصحفيين شيئًا مغلوطًا عنه رحمه الله، فاستاء جدًّا من ذلك، فاستدعاه وقال له: من أين أخذت هذه المعلومات؟ فقال: من فلان وفلان.

 

فقال الشيخ: هلَّا أخذتها مني شخصيًّا! كيف تأخذ من فلان وفلان وأنا حي؟![10].

 

وهذا الكتاب هو أول كتاب مفرد في ترجمة الشيخ حسب علمي، كما أنه إضافة إلى كتب تراجم الأعلام عامة وأعلام مكة والمدينة على وجه الخصوص؛ فقد ولد الشيخ ونشأ في مكة، ثم انتقل إلى المدينة المنورة.

 

وقد نظمت خيوط هذا الكتاب في مقدمة وبابين وملحق وخاتمة، وهي على النحو التالي تفصيلًا:

المقدمة: وفيها: بيان أهداف البحث وأسبابه وخطته.

الباب الأول: حياة الشيخ محمد أيوب الشخصية ونشأته العلمية، وفيه ثلاثة فصول:

الفصل الأول: محمد أيوب ولادةً ونشأةً، وفيه مبحثان:

المبحث الأول: محمد أيوب ولادةً.

المبحث الثاني: محمد أيوب تلميذًا، وفيه ثلاثة مطالب:

المطلب الأول: محمد أيوب تلميذًا في الحلقة الأولى لتحفيظ القرآن الكريم.

المطلب الثاني: محمد أيوب تلميذًا في المدرسة الأولى لتحفيظ القرآن الكريم.

المطلب الثالث: محمد أيوب تلميذًا في الدراسة النظامية.

 

الفصل الثاني: أبرز شيوخه، وفيه ثلاثة مباحث:

المبحث الأول: أبرز شيوخه إجمالًا.

المبحث الثاني: أبرز شيوخه تفصيلًا.

المبحث الثالث: محمد أيوب وفيًّا مع شيوخه.

 

الفصل الثالث: محمد أيوب عابدًا وخلوقًا، وفيه ثلاثة مباحث:

المبحث الأول: محمد أيوب عابدًا لله.

المبحث الثاني: محمد أيوب خلوقًا.

المبحث الثالث: مع محمد أيوب يومًا.

 

الباب الثاني: جهود الشيخ محمد أيوب وآثاره، وفيه خمسة فصول:

الفصل الأول: محمد أيوب إمامًا وخطيبًا، وفيه ستة مباحث:

المبحث الأول: محمد أيوب في محراب رسول الله صلى الله عليه وسلم.

المبحث الثاني: محمد أيوب والمحاريب.

المبحث الثالث: محمد أيوب والتسجيلات القرآنية.

المبحث الرابع: محمد أيوب خطيبًا.

المبحث الخامس: محمد أيوب قارئًا، وفيه مطلبان:

المطلب الأول: محمد أيوب في عيون علماء القراءات وقراء العالم الإسلامي.

المطلب الثاني: دراسات وتحليلات لقراءته وأدائه.

المبحث السادس: محمد أيوب حافظةً.

 

الفصل الثاني: محمد أيوب أستاذًا ومؤلفًا، وفيه أربعة مباحث:

المبحث الأول: محمد أيوب مقرئًا للقرآن الكريم، وفيه ستة مطالب:

المطلب الأول: محمد أيوب وبداية تعليم القرآن في مسجد العنابية.

المطلب الثاني: محمد أيوب محبوبًا بين طلبة العلم وحفظة القرآن.

المطلب الثالث: محمد أيوب يستثمر فرص الإقراء حتى في السيارة.

المطلب الرابع: محمد أيوب شيخًا في حلقات المسجد النبوي.

المطلب الخامس: محمد أيوب وإقراء القرآن أساليب ومهارات.

المطلب السادس: أبرز التلاميذ الذين قرؤوا عليه.

المبحث الثاني: محمد أيوب عضوًا لهيئة التدريس بالجامعة الإسلامية.

المبحث الثالث: محمد أيوب حاذقًا لعدة لغات.

المبحث الرابع: محمد أيوب مؤلفًا.

المبحث الخامس: محمد أيوب والمناصب التي تقلدها.

 

الفصل الثالث: محمد أيوب معتنيًا بأمور المسلمين، وفيه ثلاثة مباحث:

المبحث الأول: محمد أيوب مهتمًّا بأمور المستضعفين.

المبحث الثاني: محمد أيوب أبو الأيتام والمحتاجين.

المبحث الثالث: محمد أيوب مصلحًا.

 

الفصل الرابع: محمد أيوب ولدًا ووالدًا وواشجةً وصديقًا، وفيه خمسة مباحث:

المبحث الأول: محمد أيوب ولدًا.

المبحث الثاني: محمد أيوب والدًا.

المبحث الثالث: محمد أيوب واشِجَةً.

المبحث الرابع: محمد أيوب صديقًا.

المبحث الخامس: محمد أيوب الرجل القرآني.

 

الفصل الخامس: محمد أيوب فقيدًا، وفيه أربعة مباحث:

المبحث الأول: محمد أيوب فقيدًا.

المبحث الثاني: محمد أيوب مرثيًّا.

المبحث الثالث: محمد أيوب مثنيًّا عليه.

ملحق الصور والوثائق.

الخاتمة.

 

وقد حاولت أن أُلِمَّ بكل ما يفيد في سيرته وحياته، بيد أني موقن أن الإنسان ناقص، وأن الكمال لله وحده؛ إذ «كل مبتدئ لشيء لم يسبق إليه، ومبتدع لأمر لم يتقدم فيه عليه؛ فإنه يكون قليلًا ثم يكثر، وصغيرًا ثم يكبر»[11].

 

وقد سميته: (غريد المحاريب؛ الشيخ محمد أيوب الأنموذج والقدوة)؛ فأوله اقتباس من رثاء كتبه الشاعر د. محمود كابر الشنقيطي عن الشيخ محمد أيوب رحمه الله[12]، وآخره دلالة على ما في الكتاب من إبراز كونه أنموذجًا في القراءة والأداء وقدوة حية في مسيرته العلمية والعملية.

 

وفي نهاية المطاف أود البوح بكلمات الشكر والامتنان وعبارات التقدير والاحترام وفاءً وامتثالًا لمنهج النبي صلى الله عليه وسلم «من لم يشكر الناس لم يشكر الله»[13].

 

وإن أول من يستحق الشكر في هذا المقام – بعد شكر المولى – والديَّ الكريمان اللذان لا زالا صابرين داعيين لي حتى أكون موفقًا في حياتي العلمية والعملية.

 

ثم الشكر لزوجتي التي صابرت وعاونت بكل ما تستطيع حتى أتممت هذا الجهد.

ولا أنسى أن أشكر أشقائي وشقيقتي الذين أعانوني في إتمام هذا البحث.

 

والشكر موصول لكل من تعاون على إتمام هذا البحث، وأدلى بما يعرفه من معلومات عن الشيخ؛ بدءًا بأولاده وإخوته وأصهاره وأقاربه وتلاميذه وأصدقائه وزملائه ومحبيه، فأسأل الله أن يجزيهم عني خير الجزاء.

 

وقد أكرمني أبناء الشيخ بمراجعة الكتاب كاملًا قبل طباعته إلى جانب وقوفهم الدائم وجوابهم عن كل ما أسأل، وفي مقدمتهم نجل الشيخ خالد، فجزاهم الله خيرًا.

 

ثم أتوجه بالشكر والامتنان لكل من علمني البحث والكتابة عامةً، ثم من قاسمني معاناة هذا البحث خاصةً، وأخص منهم: فضيلة الشيخ علي الغفالي صهر الشيخ[14]، وفضيلة الشيخ أبرار الحق مولوي[15]، وكل من كان له علي فضل وعون، فكم كانت لهم من فضائل بالغة وأياد سابغة، فأسأل الله أن يجزيهم عني خير الجزاء.

 

اللهم اجعل عملي كله صالحًا، واجعله لوجهك خالصًا، ولا تجعل فيه لأحد شيئًا، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

 


[1] أخرجه البخاري (5027).

[2] ينظر: ترجمة الشيخ صالح بن عبد الله بن حميد له في صحيفة الجزيرة يوم الأحد 4/ 4/ 1441هـ،

http:// www.al-jazirah.com/ 2019/ 20191201/ wa1.htm.

[3] لقاء مع الشيخ د. عبد العزيز بن عبد الفتاح القارئ.

https:// www.youtube.com/ watch?v=-Rf-hMJp_GY

[4] أخرجه البخاري (5027).

[5] وممن كتب بهذا النحو المؤلف مرشد الحيالي في بحثه المنشور على شبكة الألوكة، بعنوان: تجويد المنشاوي (دراسة وتحليل)، فقد أبدع في التنويه على الجوانب التربوية وهو يعرض تاريخ الشيخ المنشاوي.

[6] أخرجه مسلم (817).

[7] جامع البيان (16/ 312).

[8] أملاه علي الشيخ القارئ د. عبد الله بصفر في لقاء معه يوم الثلاثاء بجامع الشعيبي في جدة بتاريخ 8/ 3/ 1441هـ.

[9] مقال: أليس للعلماء حق كغيرهم؟! للشيخ محمد أيوب، ملحق التراث بجريدة المدينة، العدد العاشر، السنة التاسعة عشرة، الخميس 19/ 12/ 1415هـ، الموافق 18/ 5/ 1995م.

[10] قاله لي تلميذه د. أسامة إقبال في لقاء معه يوم الثلاثاء بتاريخ 16/ 2/ 1441هـ.

[11]النهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير (1/ 5).

[12] وقد أوردته في مبحث رثاء الشيخ رحمه الله.

[13] أخرجه الترمذي (1955)، وقال: هذا حديث حسن.

[14] وكان من أوائل المعينين لي والمبادرين في كل ما أحتاجه في هذا الكتاب وتواصَلت مبادراته واستمرت حتى نهاية البحث، وقد استضافني في بيته يوم الأربعاء بتاريخ 17/ 9/ 1440هـ وأتحفني بالوثائق والأوراق والمستندات الرسمية للشيخ، وأطلعني على كتبه وجميع ما تركه من آثار، فجزاه الله خيرًا.

[15] وقد كان خير عون لي في هذا البحث من مبتدئه حتى منتهاه.