التخطي إلى المحتوى

السؤال:

الملخص:

سائل اكتشف علاقة أخته بشابٍّ، فأقام الدنيا ولم يُقعدها في البيت، لكن أهله صدَّقوا أخته وكذبوه، والأمر مستمر على هذه الحال، كلما رأى منها أمرًا تتجدد المشكلة، وأهله يصدقونها ويكذبونها، ويسأل: ما الحل؟

 

التفاصيل:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أود أن أخبرَكم عن مشكلتي، وأستشيركم في حلٍّ مناسب وقطعيٍّ لِفِعْلِ أختي هداها الله.

أختي قبل نحوٍ من ثلاث سنوات وجدتها في علاقة مع شابٍّ عن طريق الهاتف، فأخبرت أهلي، ولا أخفيكم سرًّا؛ فقد خلقتُ مشكلة معها ومع أهلي، فأنكرتْ وحلفتْ بأغلظ الأيْمَانِ أنها لم تكن تتحدث، وصدَّق أهلي كلامها المعسول وحلِفَها، واتهموني بأنني أتوهَّم أو أكذب على أختي – عياذًا بالله – وبعد مدة وجدتها تتحدث مع نفس الشاب، وحدث نفس الشيء؛ أخبرتُ أهلي وحدثت مشكلة، وأنكرَتْ، وصدَّقها أهلي، وتكرر الأمر كثيرًا، ثم إنني هداني الله ولله الحمد، وأصبحت أترفَّق بهم، ولم أعُد أغضب، بيد أن أختي عنيدة جدًّا، لا تريد الاعتراف، وقبل يومين ذَهَبَتْ إلى صديقتها، ووقعت مصيبة؛ فقد أوصلها إلى البيت صديقها، ولقد – والله – رأيتها بأمِّ عيني، وأخبرت أمي فغضبت أمي كثيرًا، وأخبرتْ أمي خالتي، فنصحتها خالتي بألَّا تتركها وحيدة في غرفتها، وأن تقطع عنها الإنترنت، فعادت أختي لتحلف بأغلظ الأيمان أنني أفتري عليها، وصدَّقتها أمي كعادتها، أرجوكم أرشدوني، ماذا أفعل؟ فأبي – أيضًا – لا يحرك ساكنًا، وإني – والله – لفي حيرة شديدةٍ من أمري.

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:

فالذي يظهر لي من كلامكَ: أن أختك مُدلَّلة عند أهلك كثيرًا، ويثقون بها، أو أن لديها أسلوبَ إقناعٍ، بينما أنت ينقصك ذلك، وكذلك ليس عندك إثباتات ملموسة لِما تدِّعيه عليها، أو أنهم لمسوا منك سابقًا غيرةً شديدة عليها جعلتْهم لا يثقون بصحة كلامك عنها، ويبقى السؤال المهم: ما الحل لمشكلتك مع أختك، ومع أهلك؟ فأقول مستعينًا بالله سبحانه:

أولًا: قد تكون أختك متورطة في فتنة مع الشابِّ؛ فادعُ لها كثيرًا بإنقاذها من هذه الفتنة.

 

ثانيًا: لا تستعجل في نقل كل ما تراه من أختك لأهلك، وابذل ما تستطيعه من نصحٍ هادئ، سرًّا لأختك، وبيِّن لها أنك تغارُ عليها، وتخاف عليها من العار.

 

ثالثًا: قد تكون أختك تعاني من حرمان عاطفي، وحاجة ماسَّةٍ للحنان وكلمات الحب، فلْتَجِدْها لديكم في البيت من الوالدين ومن إخوانها؛ لكيلا تبحث عنها خارج المنزل مع الذئاب البشرية. سادسًا: ابذلوا جهدكم أنت وأهلك في البحث لها عن زوج مناسب تستعِفُّ به عن العلاقات المحرمة.

 

رابعًا: اجتهد قدر الاستطاعة في الستر عليها، وعدم إفشاء أسرار أخطائها؛ لأن انتشار كلام السوء عنها يدمِّر مستقبلها، ويشجعها أكثر على التمادي بسبب نظرات النَّشازِ لها من الناس، التي تكون عونًا للشيطان عليها للتجرُّؤ على القبائح.

 

خامسًا: إن أمكن مناصحة الشاب بالحكمة والوعظ، والحزم والتخويف؛ ليبتعد عنها – فلعل في ذلك خيرًا كثيرًا لهما، فإن استمرَّ، فتُرفع فيه شكوى للجهات المختصة ببلدكم.

 

سادسًا: إن بذلت جهدك في نصحها عدة مرات، ثم بعد ذلك عاندت وعادت للقبائح، فلا تخبر أهلك إلا بعد أن تتثبَّتَ من صحة الواقعة، وحبذا لو تيسرت لك الأدلة المحسوسة على صدق كلامك؛ حتى لا يُكذبوك، وتُصدَّق هي؛ بسبب عدم وجود إثباتات لديك، وبسبب معسول كلامها.

 

سابعًا: إن تيسرت أخت عاقلة تنصحها أو معلمتها في المدرسة أو قريبة عاقلة وحكيمة؛ فلعل في ذلك خيرًا.

 

حفظكم الله، وأعاذ أختك من الفتن، وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.