أطلق العديد من المعاجم والمؤسسات اللغوية مصطلح “الأخبار الكاذبة” عام 2017، حسبما نقلت RT، ومع تطور وسائل التواصل الاجتماعي، استوضح الكثير منا أنه إذا كان هناك شيء يبدو جيدا أو سيئا لدرجة يصعب تصديقها، فغالبا ما يكون كذبا أو تحريفا، ولكن ماذا عن اللغة نفسها؟ هل يمكن أن تعطي فكرة عن مدى صحة النص الذي نقرأه؟
وقالت مديرة المشروع، سيلجي سوزان ألفيستاد، إن “هدفنا هو تحسين أدوات التحقق من الحقائق الموجودة”.
ففي عام 2003، أدين الصحافي في “نيويورك تايمز” جيسون بلير بتهمة اختلاق عدد من المقالات الإخبارية، جمع العلماء تلك النصوص المزيّفة وقارنوها بمجموعة مختارة من القصص الإخبارية الحقيقية التي كتبها بلير، فتبيّن أن النصوص كانت مختلفة من حيث أسلوب صياغتها.
وعثر الباحثون عن العديد من الاختلافات اللغوية الكبيرة، وبينها:
– كان للنصوص الزائفة أسلوب غير رسمي أكثر، بينما احتوت النصوص الصادقة على كثافة أكبر من المعلومات.
– في النصوص الصادقة لوحظ الاستخدام المتكرر للأسماء والكلمات التي تحل محل الأسماء. وكانت الكلمات أطول في المتوسط.
– لوحظت في النصوص المزيّفة كثرة استخدام الأفعال، خاصة في زمن المضارع، بالإضافة إلى ذلك، كانت الضمائر والصفات والكلمات والتدخلات الملوّنة عاطفيا أكثر شيوعا.
وقالت، سيلجي سوزان ألفيستاد، “إنه (أي الصحفي) استخدم أيضا استعارات أقل في مقالاته الإخبارية المزيّفة مما كان عليه عندما كتب الحقيقة”.
بالإضافة إلى ذلك، من المثير للاهتمام أن بلير غالبا ما يستخدم عناصر لغوية تصف أو تحاول إثارة المشاعر الإيجابية، وهو أمر غير معتاد بالنسبة للأخبار المزيّفة، التي عادة ما تكون عرضة للتخويف.
وقالت الباحثة إن ذلك يمكن أن يكون مرتبطا بالموضوع. والعديد من نصوص بلير قصص مزيّفة عن الجنود الأمريكيين الأبطال أثناء حرب العراق حيث حاول الصحافي تقديم حرب العراق الأميركية في صورة إيجابية”.
ومع ذلك، فإن طول نصوص جيسون بلير 80 صفحة فقط، ويفضل خبراء الذكاء الاصطناعي العمل مع مجموعات بيانات أكبر بكثير، لذلك، تمت إضافة مجموعة من النصوص من قبل مؤلفين مختلفين من خدمات التحقق.
ويعمل الباحثون الآن على تحديد معايير الأخبار المزيّفة بلغات أخرى، وإنهم متأكدون من أن ذلك سيكون دفعة قوية لمكافحة الأخبار المزيّفة على الإنترنت.