التخطي إلى المحتوى

كرّم سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس اللجنة العليا لإدارة الأزمات والكوارث مدير إدارة الرقابة في الإدارة العامة للدفاع المدني، النقيب عيسى أحمد المطوع، لجهوده في تطوير أفضل الحلول المبتكرة في مجال التنبؤ بالحرائق، والتوعية بأسبابها، من خلال نظام ذكي رائد «جاهزية الدفاع المدني».
وهذه ليست المرة الأولى التي يكرّم فيها سموه النقيب عيسى المطوع، إذ كرّمه سابقاً حين احتل المرتبة الأولى في دورة مرشحي الدفاع المدني، التي استمرت ثلاث سنوات.
ويتمتع الضابط الشاب بشغف استثنائي للعلم، وقد ترجم ما تعلمه إلى واقع عملي عبر ابتكار فريد من نوعه على مستوى العالم، تمثل في نظام ذكي على غرار تقنية قياس الذكاء العاطفي، ولكن بطريقة مبتكرة تعتمد على تحليل سلوكات المقيمين في إمارة دبي، وتحديد أبرز الأخطاء التي تؤدي إلى وقوع حرائق، ومن ثم استهداف كل جنسية على حدة برسالة توعية تناسب ثقافة أفرادها، وبلغتهم الخاصة.
يمثل عيسى المطوع نموذجاً للشاب المواطن، وهو لم يكتفِ بدراسته الأكاديمية في تخصص العلاقات العامة، لكنه واصل طريقه العلمي بدأب، فحصل على الماجستير في إدارة الأزمات والكوارث، وبصدد الانتهاء من رسالة الدكتوراه، كما حصل على الماجستير في التحول والابتكار الرقمي.
ويضاف إلى سجله العلمي، حسبما ذكر المطوع لـ«الإمارات اليوم»، دورات متخصصة في أرقى جامعات أميركا، مثل هارفارد وييل وبنسلفانيا، كما حصل على دبلومين في الأمن السيبراني، والقيادة والتحول الرقمي من كلية محمد بن راشد.
وذكر المطوع أنه التحق بالإدارة العامة للدفاع المدني في دبي قبل سبع سنوات، وحصل خلال هذه الفترة، على خبرة ميدانية وإدارية واسعة، فبدأ كقائد فئة، ثم موظف في غرفة العمليات، ثم رئيس قسم الرقابة الميدانية. وترقى بعد ذلك ليصبح نائب مدير إدارة، إلى أن عين مديراً لإدارة الرقابة والتفتيش.وأكد أن عمله في الدفاع المدني كان عاملاً مساعداً له في توسيع مداركه، ومحفّزاً لتحصيل العلم، لافتاً إلى أن دراسة العلاقات العامة في البداية ساعدته على تعلم كيفية التعامل مع أفراد المجتمع، على اختلاف ثقافاتهم وجنسياتهم وسلوكاتهم، كما أن الدراسات الأخرى، التي التحق بها، عززت جانباً من مهاراته.
وأشار إلى أنه حرص على الدمج بين العمل الإداري والميداني، في ظل ما توفره الإدارة وإمارة دبي بشكل خاص، والدولة عموماً، لأبنائها من دعم وتشجيع ورعاية، فتأسس ميدانياً من خلال دورة المرشحين التي فاز فيها بالمركز الأول، وحظي بتكريم من سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، وعمل في غرفة عمليات مركز الحمرية، ثم ضابطاً مشرفاً على المناوبين، ومن ثم طور نفسه في الجانب الإداري.
وحول نظام «جاهزية الدفاع المدني»، قال المطوع إن سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، طلب إعداد خرائط حرارية بأماكن الحوادث، وتوفير بيانات دقيقة، فعكف على دراسة الفكرة بشكل متأن، ثم استلهمها من دراسته الذكاء العاطفي في جامعة ييل العريقة، وهي التقنية التي تستخدمها شركة غوغل في قياس الميول العاطفية للجمهور، لاستخدامها في برامجها التسويقية.
وأضاف أنه طبق النموذج ذاته، لكن على رصد السلوكات الخطأ للأفراد، التي تؤدي إلى وقوع حرائق، وربطها بالجنسيات والثقافات والمناسبات المختلفة، وجاءت النتائج جيدة جداً.
وبناء على المعطيات الدقيقة التي وفرها نظام «جاهزية الدفاع المدني»، تم الانتقال إلى المرحلة التالية، وهي توعية كل جنسية على حدة، بالسلوكات الخطأ التي تقع من أفرادها. وكان التحدي متمثلاً في كيفية مخاطبة كل منها بلغته. وقال: «فكرنا في البداية بتأهيل مجموعة من الضباط لغوياً، لكن الأمر كان سيستغرق ست سنوات، لذا قررنا تسخير تقنية الذكاء الاصطناعي من خلال (آفاتار) بهيئة أحد ضباط أو أفراد الدفاع المدني لتصل رسائلنا إلى الملايين بضغطة زر واحدة، موفرين بذلك خرائط حرارية ذات بيانات دقيقة بالحوادث، والأسباب، وسبل مكافحتها استباقياً». 

إشادة دولية
حظي نظام «جاهزية الدفاع المدني» بإشادة ودعم دوليين، ممثلاً في الرابطة الوطنية للحماية من الحرائق (NFPA)، إذ يعتمد على استخدام تكنولوجيا البيانات الضخمة، من خلال ربطه مع الدوائر الحكومية بإمارة دبي، ومن ثم تحليل تلك البيانات باستخدام الذكاء الاصطناعي، والتنبؤ باحتمالية وقوع حوادث الحريق بناء على قاعدة بيانات الحوادث التي وقعت في الإمارة على مدار السنوات الخمس الأخيرة.
ويسهم البرنامج في الوقوف على مسببات الحريق لكل منطقة، ومن ثم يرسل مواد توعوية في صورة رسائل نصية قصيرة إلى القاطنين في تلك المناطق، للتعريف بأكثر أسباب الحريق المحتملة، وكيفية تجنبها، بما يحول دون وقوع الحوادث.

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

Share

طباعة
فيسبوك
تويتر
لينكدين
Pin Interest
Whats App