التخطي إلى المحتوى

لقد توقفت بعض الشركات عن العمل بينما أفلس بعضها؛ لذا توجد حاجة ملحة لبناء منظمات مرنة وقادرة على التكيف على الصعيد العالمي، والحل هو تدريب فرق وقادة مرنين وقادرين على التكيف يمكنهم بناء منظمات مرنة يمكنها التغلب على المنافسين والاستمرارية.

القادة المرنون:

الفرق بين الأشخاص الناجحين والفاشلين هو المرونة؛ إذ يعرف الأشخاص الناجحون كيفية التعافي من المحن وخيبات الأمل والإخفاقات، بينما يفكر الأشخاص غير الناجحين باستمرار بإخفاقاتهم ويخافون من المخاطرة والتجربة؛ فالقادة المرنون يقومون بالعمل المطلوب بنجاح على خلاف القادة الآخرين؛ أي إنَّهم لا يلومون ظروفهم، وبدلاً من ذلك يتحملون المسؤولية ويستثمرون جهودهم لتحسين المواقف والنتائج؛ إذ إنَّهم لا يفكرون في أخطائهم الماضية، وبدلاً من ذلك يبحثون عن الحلول المناسبة للتحديات التي تواجههم؛ فإنَّهم يشكلون جزءاً من الحل وليس جزءاً من المشكلة.

عندما تكون الأمور سهلة سيكون الجميع قادة ناجحين، أمَّا إذا كانت الأمور صعبة، فسوف يبرز القادة المرنين والقادرين على التكيُّف والقادرين على مواجهة التحديات والتغييرات مواجهة مباشرة؛ إذ يستطيع القادة الحقيقيون إنقاذ الموقف مهما كان صعباً لتخطيه بسلاسة، ويعدُّ رجال الأعمال مثل آلان مولالي (Alan Mulally) ولو غيرستنر (Lou Gerstner)، وسيدة الأعمال كارلتون إس فيورينا (Carleton S. Fiorina) قادة مرنين، نجحوا في تغيير مؤسساتهم.

فقد غير آلان مولالي وضع شركة فورد (Ford) من شركة على وشك الإفلاس والانهيار إلى شركة رابحة ومستقرة ومحترمة؛ إنَّها قصة تحول مذهلة في عالم الشركات ومزيج من تخفيض التكاليف والتغيير الثقافي في صناعة السيارات كما أنَّها بمنزلة دراسة حالة مثالية لخريجي الإدارة على مستوى العالم.

يُعدُّ لو غيرستنر قائداً مرناً نجح في إدارة شركة آي بي أم (IBM) من خلال عمله بجهد كبير وانضباط، واستطاعت كارلي فيورينا تحطيم أسطورة سيطرة القادة الذكور على المناصب القيادية؛ إذ كانت أول امرأة تقود واحدة من أضخم الشركات، شركة هيوليت-باكارد (Hewlett-Packard).

شاهد بالفيديو: كيف تتبنى أساليب قيادة حديثة؟

 

قبول التغيير:

كانت شركة ايستمان كوداك (Eastman Kodak) واحدة من الشركات الرائدة لسنوات عديدة، ولكن في عام 2012 أعلنت إفلاسها، وتوقفت عن العمل في عام 2013، بالمثل، شركة بوردرز (Borders) والتي كانت من أكبر الشركات في الولايات المتحدة الأمريكية (United States of America) والتي توقفت عن العمل عام 2011، فما الذي حدث لهذه الشركات الكبرى؟

لم تستطع التكيف مع التغيير؛ إذ يجب ألا يتبنى القادة التغيير فحسب؛ بل يجب عليهم أيضاً أن يصنعوه؛ إذ يساعدهم الاستعداد الذهني للتغيير على تجنب الأوقات المضطربة داخل المنظمة؛ ومن ثَمَّ يجب أن يتمتع القادة بالمرونة التنظيمية لتحقيق القدرة على التكيف التنظيمي.

عندما ننظر إلى القادة الذين قادوا التغيير بنجاح بالتكيف التنظيمي، يتبادر إلى أذهاننا رجل الأعمال جاك ويلش (Jack Welch) الرئيس التنفيذي السابق لشركة جنرال إلكتريك (General Electric)؛ إذ كان جاك ويلش صانعاً للتغيير، وكان خبيراً استراتيجياً ماهراً؛ لذا يجب أن يتبنى القادة أدوات التكيف مع التغيير وتقنياته، وهذا مخطط لتبني التغيير بنجاح:

  • التركيز على رسالتك والتعبير عنها بقوة.
  • إنشاء ثقافة تنظيمية تساعد على إحداث التغيير.
  • التعبير بوضوح عن الحاجة إلى التغيير.
  • توعية الناس فيما يتعلق بالآثار المترتبة على الوضع الراهن، وإظهار فوائد التغيير لهم، وإدماج أصحاب المصلحة جميعها في هذا التغيير.
  • إزالة الخوف الناتج عن التغيير وتقديم مكافآت صغيرة لإثبات فوائده.

السيطرة على الشعور بعدم اليقين:

يوجد عدم يقين شامل في كل مكان في العالم؛ فسواء كان الأمر يتعلق بالقادة أم المرؤوسين أم أرباب العمل أم الموظفين، فإنَّ الجميع عرضة للشعور بعدم اليقين، ويجب أن يتعلم الناس تنمية القدرة لفهم عدم اليقين والتكيف معه، ويجب أن يعززوا هذه العقلية، فنحن عندما نواجه حالة من عدم اليقين يجب أن نحدد المشكلات التي تختلق تحديات لنا، ويجب أن نحدد تأثير هذه المشكلات في الاستراتيجيات والمهام التي نقوم بها؛ فنحن بحاجة إلى فهم جذور المشكلات والعمل على حلول مجدية للحفاظ على توافقنا مع أهدافنا، ويجب أن نتخذ إجراءات علاجية وأن نراقب عن كثب وحرص ما إذا كنا قد نجحنا في احتواء جذر الشعور بعدم اليقين.

تحويل التهديدات إلى فرص:

يدرك القادة المرنون تماماً الاضطرابات الخارجية ويستعدون عقلياً لمواجهتها، فلو استسلم رجل الأعمال كولونيل ساندرز (Colonel Sanders) لما كان لدينا سلسلة مطاعم كنتاكي فرايد تشيكن (KFC)، ولو استسلم المخترع توماس إديسون (Thomas Edison) لما كان لدينا مصباح كهربائي، ولو استسلم عالم الفيزياء ألبرت أينشتاين (Albert Einstein) لما عرفنا النظرية النسبية.

إذ صمدت جهودهم بإدارة الاضطرابات الخارجية، ولقد حوَّلوا التهديدات إلى فرص، وجعلوا كلَّ شيء ممكناً؛ فالقادة المرنون لا يلومون الآخرين؛ بل يتحملون المسؤولية عن أفعالهم ويرفعون آمال الآخرين؛ إذ تزودك المعرفة النظرية ببعض الأفكار والرؤى المتعلقة بالمرونة، بينما تزودك المعرفة العملية بالأدوات والتقنيات التي اختُيرت عبر الزمن لاكتساب المرونة؛ ومن ثَمَّ فإنَّ المعرفة النظرية والعملية ضروريتان لبناء قدرتك على الصمود.

في الختام:

يجب من أجل الاستمرار والنجاح في القرن الواحد والعشرين سواء كنت فرداً أم مؤسسة أن تكون مرناً وقادراً على التكيف لبناء منظمات مرنة لضمان التميز والفاعلية التنظيمية.