التخطي إلى المحتوى

قصة جاسم المطوع، في دنيا المال والأعمال لا شيء ثابت، من يكون يومًا في رأس الهرم قد يهبط إلى قاعدته والعكس صحيح، وهناك من يصعد الدرجات خطوةً بخطوة عن تأنٍ وعلم ودراية بأحوال السوق ولكنه لا يسلم من المتغيرات الطبيعية التي قد تُنهي قائمًا ولو كان في عز مجده وقوته كزلزال يخسف بالمنشأة التي كانت مثالًا للاقتصاد والتنمية أو حرب تُدمر حال صناعتها بعد تعذر دخول المواد الخام أو غيرها من الأمور، والكويتي البارز رجل الأعمال الفذ جاسم المطوع واحدًا ممن واجهوا التغيرات القاسية في السوق فسار به الحال إلى إعلان إفلاسه ما أثار فضول الكثيرين حول العالم للتعرف على قصة جاسم المطوع..

من هو جاسم المطوع سيرة ذاتية

يُعتبر واحدًا من أبرز رواد سوق المناخ للأوراق المالية في الكويت فقد ارتاده منذ بدء نشأته في بداية السبعينيات من القرن الماضي وحتى إغلاقه في الثمانينات واستطاع من خلاله أن يُحقق ثروة هائلة نظرًا للأعمال الكثيفة التي كان يخوضها في مختلف المجالات المتنوعة.

والرجل من مواليد الأربعينيات من القرن الماضي وهو كويتي الأصل والمنبت والهوية تعود أصوله إلى مدينة جبلة في الجنوب الغربي من الكويت، أنهى دراسته بجد واجتهاد وممن ثم التحق بالعمل في وزارة الداخلية لكنه ما لبث أن اتجه للأعمال الاقتصادية الحرة في نهاية السبعينيات وبعد أن ظهر سوق المناخ للأوراق المالية في الكويت كان أبرز المساهمين فيه واستطاع أن يُطور أعماله ويُحقق ثروة طائلة فأصبح ضمن قائمة الأغنى في الكويت نتيجة استثماراته الاقتصادية المختلفة سواء في مجال النفط والطاقة أو غيرها من المجالات الاقتصادية الهامة كالعقارات والاستثمارات المختلفة.

يذكر أن جاسم المطوع من أكبر فرسان المناخ وكان قيمة الأسهم الخاصة به تجاوزت 55 مليار دولار أمريكي بالإضافة إلى ممتلكاته الخاصة من الاستثمارات

ما هو سوق المناخ بالكويت

بدأت أعمال سوق المناخ بالكويت بطريقة غير رسمية في بداية الثمانينيات من القرن الماضي وكانت عملية التداول على الأسهم دون أي رقابة أو التزام بقواعد النظام الحكومي القائم ولكن الأمر اختلف شيئًا فشيئًا وأصبح السوق رسميًا وبات يضم العديد من المكاتب العقارية والاستثمارية.

ويُشار إلى أن سبب تسمية سوق المناخ بهذا الاسم أنه قديمًا كان مكانًا للتجارة من نجد والشام والعراق والصحراء والإحساء وغيرها حيث كان يأتي التجار من تلك المناطق بالبضائع ويعمدون إلى تبادلها بالبيع والشراء والأبرز في التسمية أن البضائع التي كانت تُعرض في السوق للبيع والشراء هي بضائع تحملها الإبل على ظهورها وحين تهبط في المكان المخصص للتقاضي بالبيع والشراء تنوخ وتهبط ومن هنا جاء باسم سوق المناخ أي السوق التي تنوخ فيه الإبل ليعرض التجار بضاعتهم.

ولكن تطور السوق بعد ذلك وأصبح يضم المئات من الشركات الاستثمارية والمكاتب التجارية والعقارية ولكنه مع ذلك حافظ على اسمه سوق المناخ ومن ثم تغير سلوكه من بيع البضائع إلى التضارب بالأسهم خاصة وأنها باتت تُحقق أرباحًا أعلى واستمر على اسمه خاصة أن تغير نشاطه الاقتصادي كان مع بداية أزمة المناخ في الثمانينيات ما أدى إلى تغيير شكل المحال والمكاتب إلى شركات تجارية وعقارية ومازال قائمًا حتى الآن وله الكثير من المستثمرين في مختلف المجالات الاقتصادية أبرزهم جاسم المطوع الذي أعلن إفلاسه في الآونة الأخرة نتيجة هزة قوية في السوق لم يحتمل خسائرها.

قصة جاسم المطوع

تداول رواد المواقع الاجتماعية في الساعات الأخيرة قصة افلاس رجل الأعمال الكويتي جاسم المطوع الذي بدأ مشواره الاقتصادي في سوق المناخ قبل أكثر من 40 عامًا واستطاع أن يُحقق ثروة ضخمة لكنها ذهبت هباءً منثورًا، ويقول الرواد أن المطوع أشار إلى أنه خسر جميع استثماراته في سوق المناخ الكويتي في الاونة الأخيرة ولم يعد يملك إلا الديون التي يُلاحقه بها أصحابها.

والمطوع كان يملك الكثير من الشركات والمصانع في مختلف المجالات الاقتصادية في الكويت وكان ذا رأي سديد حتى أن أهم المستثمرين في السوق كانوا لا يدخلونه إلا إذا حصلوا على توجيهاته ونصائحه باعتباره من أقدم الملتحقين بالسوق ومن أكبر أصحاب رأس المال فيه، لكن حياة المال والأعمال لا تسير على هوادة واحدة خاصة المضاربة في اسواق الأوراق المالية فهزة واحدة في السوق كفيلة بأن تُنهي سجل نشاط حافل بالإنجازات.

سبب افلاس جاسم المطوع

الحديث عن رجل الأعمال الكويتي الملياردير جاسم المطوع لا يمر دون الحديث عن أزمة سوق المناخ في الثمانينيات حيث أغلق وقتها السوق في الأول من نوفمبر ولم يتم السماح بالتداول بالأوراق المالية في السوق غير الرسمي الأمر الذي جعل الخسارة فادحة لدى الكثير من رجال الأعمال الذين توقفت عمليات البيع الآجل لديهم ولم يكن بمقدورهم استرداد ما طرحوه في السوق ناهيك عن تشديد الرقابة على الشركات المساهمة والحد من تأسيس الشركات المساهمة القفلة ولم يكن بالإمكان مواجهة تلك القرارات المفاجئة فكانت الخسارة والتواري عن سوق المال والأعمال هي مصير رجال الأعمال وبعد أن كانوا ملوكًا في السوق ويتربعوا على رأس الهرم في الثروة المالية أصبحوا يواجهون العجز الاقتصادي وتراكم الدين العام عليهم.