نتعرف خلال هذا المقال على حكم الصبر على الاذى في سبيل الدعوة الى التوحيد ، فالصبر على الأذى من صفات الأنبياء والرسل من أولي العزم، ويبين القرآن الكريم فضل الصبر في أكثر من موضع ويعد الله سبحانه وتعالى الصابرين بخير الجزاء في الآخرة جزاء لصبرهم، حيث أن الصبر لوجه الله وابتغاء مرضاته من أعظم الأعمال، خاصة عندما يكون الصبر على الأذى في سبيل الدعوة إلى الله، خلال السطور التالية نتعرف معاً على حكم الصبر على الأذى في سبيل الدعوة إلى التوحيد كما نتعرف على ثمرات الصبر على الأذى وعن صبر النبي صلى الله عليه وسلم على الأذى في سبيل الدعوة، نقدم لكم هذا المقال عبر مكساوي.
حكم الصبر على الاذى في سبيل الدعوة الى التوحيد
- الصبر على الأذى في سبيل الدعوة إلى التوحيد واجب بنص القرآن الكريم، إذ يقول تعالى:”وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ ۚ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ” (النحل:127) صدق الله العظيم.
- من الآية الكريمة يأمرنا الله سبحانه وتعالى بالصبر على الأذى والأمر في الآية للرسول صلى الله عليه وسلم بصيغة المفرد لظروف نزول الآية ولكنه موجه لعموم المسلمين.
- والصبر من صفات الأنبياء والرسل إذ يقول تعالى:”فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ” (الأحقاف:35).
- كما صبر أولو العزم من الرسل على الأذى في سبيل الدعوة إلى توحيد الله فإننا يجب كمسلمين أن نقتدي بهم ونصبر على الأذى وعند الله الأجر والثواب.
من ثمرات الصبر على الاذى في سبيل الدعوة الى التوحيد
من ثمرات الصبر على الأذى في سبيل الدعوة إلى التوحيد:
- الثواب الجزيل من الله تعالى، حيث يجازي الله الله الصابرين ثواباً كبيراً بغير حساب والدليل من قوله تعالى:” إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ” (الزمر:10).
- محبة الله للصابرين ورضاه عنهم إذ يقول تعالى:”وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ” (آل عمران:146).
- أن النصر مقترن ومرهون بالصبر إذ يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:”وأن النصر مع الصبر”.
صبر النبي على الأذى في سبيل الدعوة
خلال دعوته صبر الرسول صلى الله عليه وسلم على كثير من الأذى، حيث أن الصبر من صفات الأنبياء وأولي العزم من الرسل وهو ما يجب أن نقتدي به في حياتنا، وقد كان صبر الرسول صلى الله عليه وسلم على الأذى في سبيل الدعوة في مواضع عديدة مثل:
الصبر على الاستهزاء به
- صبر الرسول صلى الله عليه وسلم على الاستهزاء به وبشخصيته إذ يقول تعالى :”وَإِذَا رَأَوْكَ إِن يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا” (الفرقان:41).
- كان الكفار والمشركون يستهزئون بالرسول فيصبر على الأذى ويتفكر في قول الله تعالى:”وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُواْ مِنْهُم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِؤُونَ” (الأنعام:10).
- يطمئن الله سبحانه وتعالى النبي في الآية السابقة أن الرسل من قبلك تعرضوا كذلك للاستهزاء فكان مصير الذين سخروا أن أصبحوا هم من يتعرض للسخرية والاستهزاء.
الصبر على الاتهامات
- تعرض الرسول صلى الله عليه وسلم لاتهامات عديدة منها قول الكفار بأنه شاعر وأن القرآن شعر يقول تعالى:”بَلْ قَالُواْ أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ” (الأنبياء:5).
- كما أتهمه الكفار بالسحر يقول تعالى:”وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلاً مَسْحُوراً” (الفرقان:4).
- وأيضاً اتهمه الكفار بالجنون يقول تعالى:”وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ” (الحجر:6).
- تعرض النبي صلى عليه وسلم لهذه الاتهامات فصبر على ظلمهم وافتراءاتهم، وهو ما يجب أن نقتدي به في حياتنا، فالصبر على الأذى في سبيل الله له ثواب عظيم.
الصبر على التكذيب
- صبر الرسول صلى الله عليه وسلم على تكذيب الكفار له يقول تعالى:”وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ” (ص:4) وأيضاً :”إِنْ هَذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ” (الفرقان:4).
- وجاء الرد الإلهي إنصافاً لسيدنا محمد بالحجة والتحدي فيقول تعالى:”أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ” (يونس:38).
- كذب الكفار سيدنا محمد وقالوا أن القرآن والرسالة كذب افتراه سيدنا محمد، فكان رد الله عز وجل في القرآن بالتحدي أن يأتوا بسورة من مثل القرآن إن كانوا يستطيعون ولم يستطع أحد منهم ذلك.
- كان صبر النبي صلى الله عليه على تكذيب الكفار له وتأييد الله له بالقرآن والنصر المبين سبباً في ما حققه الإسلام من انتشار في جزيرة العرب وفي مكة والمدينة، فقد كان معروفاً عنه صلى الله عليه وسلم قبل البعثة صدقه وأمانته.
- كان العامة من الناس يرون محمد بن عبد الله الذي ما عهدوه يكذب من قبل يُكَذَب من الكفار لكونه يدعو إلى عبادة الله الواحد الأحد.
- فكان تكذيب الكفار له سبباً لإيمان البعض خصوصاً أن الله أيده بالقرآن والحجة على الكفار، فرغم استهزاءهم بالقرآن لم يستطيعوا أن يأتوا بسورة من مثله.
الصبر على الأذية الجسدية
- صبر رسول الله على أذى المشركين له في جسده صبراً كبيراً فقد تعرض لإيذاء شديد منهم.
- يروى عن عروة بن الزبير عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله كان يصلي بفناء الكعبة فأقبل عقبة بن أبي معيط يلوي الثوب حول رقبة رسول الله وهو يصلي فخنقه بشدة فأقبل أبو بكر الصديق فدفعه عن النبي.
- في معركة أحد آذ الكفار والمشركون الرسول صلى الله عليه وسلم في بدنه وأصابوه في وجهه حتى سال منه الدم.
- تعرض رسول الله للأذى في جسده وصبر على ذلك حتى فتح الله مكة على المسلمين فقال الرسول للكفار ممن آذوه اذهبوا فأنتم الطلقاء.
صبر النبي على أذى اليهود
- تعرض الرسول صلى الله عليه وسلم للأذى من اليهود اكثر من مرة، حيث حاولوا قتله ونقضوا عهودهم معه وكان منهم من يعلمون أن رسالته حق وأنها من عند الله وأنها حق ولم يتبعوه.
- رغم أذى اليهود المستمر للرسول فإن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يعاملهم بالحسنى ويدفع بالتي هي أحسن، فمنهم من أهتدى وأسلم بعد أن رأى أخلاق النبي ومنهم من ظل على ضلاله.
- يروى عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله لم ينتقم لنفسه من أحد قط وإنما كان ينتقم عندما تنتهك حرمة الله فقط.
- كان رسول الله حليماً مع اليهود ولم يستعمل معهم الشدة إلا في تجاوزهم في حق الله ولم ينتقم منهم يوماً على تجاوزهم في حقه، وهو ما جعل كثير منهم يسلمون.
صبر النبي على أذى المنافقين
- صبر النبي صلى الله عليه وسلم على إيذاء المنافقين له في المدينة كثيراً.
- كان المنافقون يظهرون الإيمان ويخفون الكفر ويثيرون النزاعات بين المسلمين ويمكرون للرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه.
- كان رسول الله يعلم المنافقين ورغم ذلك صبر عليهم وأخذ بما يظهرونه وليس بما يبطنونه وهو يعلمه.
- كان لصبر الرسول على المنافقين درس وعبرة للملمين بأن يأخذوا بالظاهر ولا يحكموا على النوايا التي لا يعلمها إلا الله.
إلى هنا ينتهي مقال حكم الصبر على الاذى في سبيل الدعوة الى التوحيد ، عرضنا خلال هذا المقال حكم الصبر على الأذى في سبيل الدعوة، كما تحدثنا عن ثمرات الصبر على الأذى وعن صبر الرسول صلى الله عليه وسلم على الأذى في سبيل الدعوة وصبره على اليهود والمنافقين، نتمنى أن نكون قد حققنا لحضراتكم اكبر قدر من الإفادة.