اعتبر الجيش الجزائري، السبت، أن الرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون” لم يعد يفرق بين الواقع والوهم، بين الحقيقة والباطل.
جاء ذلك في تعليق لمجلة “الجيش الجزائري”، لغة المؤسسة العسكرية بالبلاد، في عددها الصادر في نوفمبر / تشرين الثاني اليوم، ردا على تصريحات سابقة للرئيس الفرنسي، وصفت بأنها هجومية وتحدت وجود جزائري. الأمة قبل احتلالها عام 1830.
وصرحت المجلة في تعليقها: “الرئيس ماكرون ارتبك بفشل سياسته ونكسات تاريخ بلاده، ولم يعد يفرق بين الواقع والوهم، بين الحقيقة والباطل، وبين المعرفة والجهل”.
وأضافت: “نقول لمن يعادي الجزائر، إذا لم تستطع التخلص من ماضيك الاستعماري الرهيب في بلادنا، فإن دواء هذا المرض هو الاعتذار أو الصمت على الأقل، لأن بعض الصمت أفضل من تشويه التاريخ، إن لم يكن أفضل من الكذب والجهل “.
وأشارت المجلة إلى أن فرنسا “لم تحتفظ بالدرس في بلادها، وأذل جنود جيش التحرير الوطني كبرياء وغطرسة الجنرالات والمرشالات، الذين طردوا شر بلاد الشهداء (الجزائر)”. . “
وعلقت قائلة: “ألم يكونوا كلهم ضباط ورق؟”
وتساءلت المجلة: “لماذا يقفز ماكرون على الحقائق ويذهب إلى حد التشكيك في وجود أمة جزائرية قبل استعمار بلاده للجزائر؟”
وأضافت: “هناك من ينسب تصريحات ماكرون إلى المعضلات الداخلية التي يواجهها وفشله في تحقيق ما وعد به الفرنسيون، ثم يرونه يسعى لمغازلة الناخبين بقضايا تثير المشاعر”.
وأضافت المجلة: “يعتقد كثير من المحللين أن ماكرون لم يقدر أبعاد تصريحاته وهو جاهل فوق جهل الجاهل”.
وشددت على أن “الأمة الجزائرية تدرك جيداً وتعي جيداً أنه لا فرق بين ماكرون وماري لوبان وإريك زمور (المرشحين المحتملين لرئاسة فرنسا العام المقبل)، ولا فرق بين اليمين واليسار، إذ كلهم يرون الجزائر بجيشها وشعبها وحكومتها عدوا لدودا “.
قبل أسابيع قليلة، اتهم ماكرون السلطات الجزائرية بـ “ضغينة على فرنسا”، وتحدى وجود أمة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي، متسائلاً: “هل كانت هناك أمة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي؟”
منذ فترة، كانت العلاقات السياسية والدبلوماسية بين الجزائر وباريس متوترة وباردة، يرافقها استنزاف اقتصادي للشركات الفرنسية التي غادرت البلاد ولم تجدد السلطات الجزائرية عقودها.
واستدعت الجزائر قبل أيام سفيرها في باريس احتجاجا على قرار فرنسا تقليص عدد التأشيرات الممنوحة لمواطنيها، وأغلقت مجالها الجوي أمام الطيران العسكري الفرنسي المشارك في عمليات شمال مالي.