التخطي إلى المحتوى

نقدم لكم خلال هذا المقال بحث عن الحرب العالمية الثانية ، حيث أن الحرب العالمية الثانية هي أهم وأكثر حرب مؤثرة في التاريخ، ذ أن خرائط النفوذ في العالم اليوم تشكلت ملامحها بفعل الحرب العالمية الثانية التي تسببت في صعود قوى عظمى جديدة وهبوط أخرى، كما أنها أثرت بصورة كبيرة على الحضارة البشرية من حيث التأثير السياسي والاجتماعي والاقتصادي والتكنولوجي وغيرها، وكانت الحرب العالمية الثانية هي أكثر الحروب عنفاً على مدار التاريخ البشري بأكمله، حيث شهدت الاستخدام الأول والأخير للقنبلة النووية على المدنيين في استعراض أمريكي للتطور الهائل في التسليح والقوة التدميرية مما أجبر اليابان على الاستسلام أمام ما رأته من أهوال، خلال المقال التالي نقدم بحثاً عن الحرب العالمية الثانية، نقدم لكم هذا المقال عبر مكساوي.

بحث عن الحرب العالمية الثانية

بدأت الحرب العالمية الثانية في الأول من سبتمبر عام 1939 عندما بدأت ألمانيا بقيادة أدولف هتلر باجتياح بولندا وهو ما دفع فرنسا وبريطانيا لإعلان الحرب على ألمانيا، أما في آسيا فكانت المواجهات قد بدأت مبكراً بالحرب اليابانية الصينية الثانية في يوليو من عام 1937، وسرعان ما انضمت اليابان إلى صف دول المحور وانضمت الصين إلى صف دول الحلفاء بمجرد بداية الحرب بعد الغزو الألماني لبولندا.

وتعتبر الحرب العالمية نتيجة أو أحد توابع الحرب العالمية الأولى، حيث كانت دول المحور بقيادة ألمانيا وإيطاليا يحكمهما أدولف هتلر وبينيتو موسوليني، إذ كان هتلر جندياً في الجيش الألماني في الحرب العالمية الأولى وعاش ما حدث فيها من أهوال وكان يشعر بمرارة الهزيمة، وكان موسوليني هو مؤسس الفاشية وهي الأيديولوجية السياسية التي نشأت كأحد نتائج الحرب العالمية الأولى وارتفاع أصوات التيارات القومية المتطرفة في مختلف دول أوروبا بسبب ما عانته الشعوب من أهوال.

سيطرت ألمانيا خلال الحرب العالمية الثانية على مساحات كبيرة من أوروبا حيث احتلت جزءاً كبيراً من فرنسا التي كانت في ذلك الوقت أحد القوى العظمى في العالم، كما كانت قد اتفقت مع روسيا على تقاسم الدول المجاورة لها مثل بولندا وفنلندا ودول البلطيق، وسرعان ما نقضت ألمانيا هذا الاتفاق وهاجمت روسيا في عملية “بارباروسا” في عام 1941 وهو ما دفع روسيا للانضمام إلى الحلفاء.

وخلال عامي 1943 و 1944 كانت القوات السوفييتية تهاجم ألمانيا بكل قوة وتنتصر في معركة تلو الأخرى، فكبدت ألمانيا خسائر فادحة في معركة ستالينغراد ومعركة كورسك عام 1943، وبدأت موازين القوى تميل لكفة الحلفاء في الحرب وتم حسم الأمر بعملية نورماندي في يونيو من عام 1944 والتي كانت أكبر عملية إبرار في التاريخ العسكري، حيث قامت قوات الحلفاء بإنزال أعداد كبيرة من الجنود في فرنسا لدحر الغزو الألماني، ويقدر حجم القوات التي تم إنزالها من خلال هذه العملية بثلاثة ملايين جندي.

وهو ما انتهى بهزائم متعددة للجيش الألماني على أكثر من جبهة، حتى وصل الأمر لحصار برلين في أبريل من عام 1945، حيث ظل هتلر ومن معه من القوات الألمانية يقاومون هجوم الحلفاء لفترة حتى فقد هتلر الأمل في النصر تماماً فقرر الانتحار في 30 أبريل من عام 1945 ليكتب انتحار أدولف هتلر مشهد البداية في نهاية النازية في ألمانيا ونهاية واحد من أكثر القادة دموية في التاريخ، للدرجة التي تجعل ألمانيا اليوم تتبرأ منه بمجرد ذكر اسمه لما ارتكبه من جرائم في حق البشرية، ولتسببه في أكثر الحروب دموية في التاريخ الإنساني.

وعلى الجانب الآخر كانت المعارك في المحيط الهادئ تدور بين اليابان وقوات الحلفاء بقيادة وتوجيه الولايات المتحدة الأمريكية في منطقة المحيط الهادئ، والتي بدأت بقصف اليابان لميناء بيرل هاربور الأمريكي وانتهت بقصف الولايات المتحدة لهيروشيما وناجازاكي بالقنابل النووية مما أجبر اليابان على الاستسلام في سبتمبر 1945.

سبب الحرب العالمية الثانية

  • يعتبر غزو ألمانيا النازية بقيادة هتلر لبولندا هو السبب المباشر لقيام الحرب العالمية الثانية،ولكنه ليس السبب الوحيد أو الأساسي.
  • بدأت الحرب العالمية الثانية بالاشتعال منذ انتهاء الحرب العالمية الأولى وتوقيع معاهدة فرساي، حيث كانت الشروط التي فرضت على ألمانيا ودول المحور في هذه المعاهدة صعبة للغاية وسببت مشاكل اقتصادية كبيرة لألمانيا وحلفائها.
  • كما كان الشعور بمرارة الهزيمة أحد دوافع الانتقام عند هتلر الذي قرر الانتقام من دول الحلفاء ومن اليهود، إذ رأى هتلر أن اليهود قاموا بخيانة ألمانيا في الحرب العالمية لصالح دول الحلفاء في مقابل وعد بلفور الذي صدر من “آرثر جيمس بلفور” رئيس الوزراء البريطاني كمكافأة لليهود الصهاينة على دعمهم لدول الحلفاء في الحرب.
  • حيث وعد بلفور الحركة الصهيونية بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين وكانت تلك مكافأة بريطانيا للصهاينة على دعمهم لقوات الحلفاء في الحرب العالمية الأولى.
  • كانت ألمانيا بموجب معاهدة فرساي ملزمة بدفع تعويضات لدول الحلفاء عن الأضرار الناتجة عن الحرب التي تتحمل ألمانيا مسئوليتها، وكانت تلك التعويضات عبئاً كبيراً على الاقتصاد الألماني.
  • كانت الأيديولوجيات القومية مثل الفاشية والنازية تلقى رواجاً كبيراً بين الناس في فترة ما بعد الحرب العالمية الأولى، حيث رأت الشعوب أهوال الحرب وتجرعت مرارة الهزيمة فأصبح الانغلاق على الذات والرغبة في تعويض الخسائر والتوسع الاستعماري لديهم أكبر من رغبتهم في السلام.
  • كان المناخ العام في ألمانيا مهيئاً لأيديولوجية مثل النازية، حيث كان الشعب الألماني يعاني من الآثار الاقتصادية الصعبة للحرب والشروط المجحفة لمعاهدة فرساي وكان خطاب هتلر القومي المحفز لعواطف الوطنية مقبولاً ومؤثراً عند الكثيرين.
  • وصلت ألمانيا إلى مرحلة وجد فيها قطاع كبير من شعبها أنه لا فارق بين الموت في الحرب وبين الموت جوعاً بسبب سوء الأحوال الاقتصادية بعد الحرب العالمية الأولى، فكان استعداداهم للحرب قوياً بما فيه الكفاية لبدء حرب دموية هي الأعنف في التاريخ.
  • على الجانب الآخر كانت آسيا تشهد صراعات وحروب متعددة بين اليابان من جانب والاتحاد السوفييتي والصين وغيرها من الدول المنحازة للحلفاء من جهة أخرى، وكانت الجبهة الآسيوية مشتعلة لا تنتظر إلا قليلاً من الوقود لتنفجر.
  • كما كانت الأحداث الاقتصادية الصعبة مثل الكساد الكبير الذي بدأ في عام 1929 وأثر على مختلف دول العالم، من أسباب الحرب العالمية الثانية، حيث أن الحروب من وسائل تنمية الاقتصاد من خلال ضم أراضي جديدة والاستيلاء على الموارد ولذلك توفر الدول الكثير من الموارد للحرب، حيث أن في الحرب مكاسب اقتصادية هائلة خاصة في فترة عانى فيها العالم بأكمله من أزمة اقتصادية صعبة.
  • خلقت أزمة الكساد الكبير صراعاً محتدماً بين الأيديولوجيات الاقتصادية المختلفة، وكانت تلك الأزمة هي أحد نتائج الحرب العالمية الأولى وأحد أسباب الحرب العالمية الثانية، لما أشعلته من صراعات ومطامع بين الدول وبعضها.

نهاية الحرب العالمية الثانية

  • انتهت الحرب العالمية بإعلان استسلام اليابان في الثاني من سبتمبر عام 1945 حيث خضعت أمام السلاح الجبار الذي استخدمته أمريكا ضدها.
  • لا يستطيع أحد حتى الآن أن يحدد ما إذا كان استعمال الولايات المتحدة الأمريكية للقنبلة النووية على هيروشيما وناجازاكي مجرد استعراض للقوة وتجربة لسلاح جديد أم فعلاً رد فعل استباقي كما تدعي الولايات المتحدة.
  • تدعي الولايات المتحدة أن استخدامها للقنابل النووية كان ضربة استباقية لعملية يابانية كان مخططاً لها وأطلق عليها “عملية أزهار الكرز” وكانت خطة العملية هي قصف كاليفورنيا بقنابل بيولوجية تحمل الطاعون.
  • تدعي الولايات المتحدة أنها ضربت اليابان بالقنابل النووية لتستبق هذه العملية التي كانت ستقضي على أرواح الكثيرين بوباء قاتل، ولا يعرف حتى الآن هل كانت تلك العملية مخطط لها حقاً أم أنها كذبة أمريكية لتبرير وحشية الولايات المتحدة ضد المدنيين في اليابان.
  • انتهت الحرب العالمية الثانية باستسلام اليابان لتبدأ من بعدها حرب عُرفت بالحرب الباردة، والتي يعتبرها البعض الحرب العالمية الثالثة التي بدأت بمجرد انتهاء الحرب العالمية الثانية وينتظرون انتهاءها حيث يرون أنها مستمرة حتى يومنا هذا مع تغير أساليب الحرب.

الإرهاب النووي والحرب الباردة

  • بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية بدأ سباق التسلح النووي حيث سارعت الدول إلى تطوير سلاحها النووي لحفظ التوازن أمام القوة الأمريكية المطلقة.
  • كان الاتحاد السوفييتي هو أقوى المنافسين للولايات المتحدة الأمريكية في سباق التسليح ولا زالت روسيا حتى اليوم هي المنافس الأول للولايات المتحدة في تطوير وصناعة الأسلحة.
  • بامتلاك كل من أمريكا وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين للسلاح النووي بدأ ما يعرف عند البعض بـ”عصر الإرهاب النووي” حيث أصبحت تلك الدول تحفظ وجودها بامتلاكها لقوة تدميرية لا محدودة تمنع أي دولة من التفكير في غزوها.
  • لا تستطيع تلك الدول محاربة بعضها البعض بسبب ما سينتج عن الحرب النووية من دمار للعالم بأكمله.
  • لا تستطيع الدول التي لا تملك قوة نووية مكافئة أن تفكر في غزو أو مهاجمة إحدى هذه الدول ولا تملك إلا الدفاع عن نفسها ضد الغزو كحق شرعي لها.
  • في سبيل الردع والحماية قامت روسيا بتثبيت نظام دفاعي أطلقت عليه”نظام اليد الميتة” وهو نظام يقيس مستويات الإشعاع النووي في الأراضي الروسية ويقوم بإطلاق صواريخ نووية مجهزة على الولايات المتحدة وحلفائها في حالة عدم وجود أي من القادة الروس لإطلاق هذه الصواريخ بسبب وفاتهم نتيجة الهجوم النووي على روسيا.
  • امتلاك هذه الدول للسلاح النووي يحميها من بعضها البعض، كما يحميها من أي حرب أو غزو خارجي تستطيع تلك الدول إبادة مرتكبه بالكامل ومحو وجوده من الكرة الأرضية.
  • بسبب تلك التطورات تغيرت طريقة الحرب بين هذه الدول وبعضها البعض وأصبحت الحرب بالوكالة أو حروب الجيل الرابع هي وسيلة القوى العظمى الوحيدة لمواجهة بعضها البعض، حيث أن حدوث مواجهات مباشرة بينها قد يسبب فناء البشرية بالكامل نتيجة حرب نووية كارثية.

خاتمة بحث عن الحرب العالمية الثانية

بهذا نصل إلى ختام بحثنا حول الحرب العالمية الثانية التي ذكرنا أهم أسبابها وأحداثها ونتائجها، حيث تعد الحرب العالمية الثانية هي الحرب الأكثر دموية في التاريخ، إذ يقدر عدد ضحاياها بحوالي 60 مليون إنسان بين قتيل ومصاب من المدنيين والعسكريين.

وكانت تلك الحرب هي أحد اهم الأسباب في رسم خريطة النفوذ الجيوسياسي حول العالم حتى يومنا هذا، إذ ترتب عليها نتائج وتغيرات كبيرة في موازين القوة في العالم، وحققت تأثيرات متعددة على كافة مجالات الحياة، وأصبح العالم بعد هذه الحرب مختلفاً بصورة كبيرة عما قبلها لما حققته من تأثيرات وتغييرات.

إلى هنا ينتهي مقال بحث عن الحرب العالمية الثانية ، عرضنا خلال هذا المقال بحثاً عن الحرب العالمية الثانية والتي تعد أهم الحروب في التاريخ البشري وأكثرها تأثيراً على حياة الإنسان وعلى شكل وظروف العالم من بعدها، نتمنى أن نكون قد حققنا لحضراتكم أكبر قدر من الإفادة.