يكتسب كتاب “خرافة التقدم والتخلف” قيمته وأهمِّيَّته بقدر ما يثير من القضايا التي لم تنل حقها من المعالجة من قبل، وبقدر تطرقه لمواضيع الفكر التي لم تطرق إلا نادرًا، بالإضافة -بطبيعة الحال- لحسن دراسة هذه القضايا والقدرة على تفكيكها واستيعاب جوانبها وتحليلها.
وتزداد هذه الأهمية إذا كان طرح الكتاب مصادمًا لاعتقادات وأفكار طالما عوملت معاملة البديهيات، مثيرًا الشكوك والتساؤلات حول صحة هذه الأفكار ومدى اتساقها وتوافقها مع الواقع والمنطق؛ إذ إنه بذلك يعيد تشكيل الوعي ويصحح مسار الفكر.
إذا استحضرنا هذه النقاط؛ فإننا سنجد بلا شك أن كتاب “خرافة التقدم والتخلف” للمفكر المصري جلال أمين قد نال حظًّا وافرًا من مقومات الأهمية. فهو أولًا قد تناول موضوع التقدم والتخلف والسطحية التي يُعامل بها هذان المفهومان رغم بنيتهما المركبة، وثانيًا يشكك في المفهوم نفسه وينتقد إضفاء الصفة الكونية عليه رغم ارتكازه على أساسات الأيديولوجيا التقدمية؛ وذلك باستعراض مجموعة من جوانب الحضارة المعاصرة التي كانت آثار التقدم السلبية فيها تفوق آثاره الإيجابية، أي أن التقدم في حقيقته كان “تقدمًا نحو الخلف” على حد تعبير جلال أمين.
سنحاول في هذا المقال تقديم نبذة تعريفية عن الكاتب والكتاب، ثم نستعرض أهم ما جاء في الكتاب من أفكار وكذا طريقة معالجته لبعض القضايا الشهيرة.
نبذة عن المؤلِّف
جلال أحمد أمين هو مفكر وعالم اقتصاد وكاتب مصري (1935 – 2018)؛ وهو ابن المفكر والأديب أحمد أمين، تخرج من كلية الحقوق بجامعة القاهرة، ثم حصل على الماجستير والدكتوراه من جامعة لندن. اشتغل في مناصب عديدة منها التدريس بعدة جامعات ومستشارًا اقتصاديًّا للصندوق الكويتي للتنمية.
له عدة مؤلفات تناول فيها مواضيع اجتماعيةً واقتصاديةً وسياسيةً. من أشهرها “ماذا حدث للثقافة في مصر؟” و”فلسفة علم الاقتصاد: بحث في تحيزات الاقتصاديين وفي الأسس غير العلمية لعلم الاقتصاد” و عصر التشهير بالعرب والمسلمين”، ثم الكتاب الذي بين أيدينا “خرافة التقدم والتخلف، العرب والحضارة الغربية في مستهل القرن الواحد والعشرين”. تميزت بقوة الطرح والتطرق لقضايا الشأن المحلي والعربي والعالمي.
نبذة عن المؤلَّف: خرافة التقدم والتخلف
كتاب “خرافة التقدم والتخلف، العرب والحضارة الغربية في مستهل القرن الواحد والعشرين”؛ “كتاب يثير شكوكًا كثيرةً في صحة الاعتقاد بفكرة التقدم والتخلف، وفيما إذا كان من الجائز وصف دول أو أمم بأنها متقدمة وأخرى بأنها متخلفة أو متأخرة”1.
هذا الكتاب يعيد تشكيل مفاهيم تم التعامل معها منذ أمد بعيد على أنها بديهيات، وتم تبجيلها إلى الحد الذي جعلها تكون مقدسات هذا العصر، عند جميع الناس، على اختلاف توجهاتهم ومذاهبهم. وذلك لأن الآلة التعليمية والإعلامية -على حد قول جلال أمين- قامت بعملية ضخ متكرر مستمر، على مدار عقود، لمفاهيم: كالتقدم والديموقراطية وحقوق الإنسان والحرية والتنمية الإنسانية والاقتصادية ومحاربة الإرهاب.
أبرز القضايا المطروحة
خرافة التقدم والتخلف
استهل جلال أمين كتابه بمناقشة أحد أقدس مقدسات هذا العصر، ألا وهي فكرة سير العالم في خط تصاعدي على سلم التقدم، بشكل مستمر، في شتى مناحي الحياة. أيْ أن عالم اليوم، برغم كل ما فيه من مشاكل، هو أفضل مما كان عليه من أي فترة تاريخية مضت، وأن العالم في الغد سيكون حتمًا أفضل من عالم اليوم.
يرى جلال أمين أن هذه الفكرة هي في حقيقتها خرافة، تم ضخها على مدار العقود الماضية، في أنظمة التعليم ووسائل الإعلام، وكذا في غالبية المنتجات الفكرية. وبالتالي تشبع الناس بها خضوعًا للسائد، أيْ كنوع من الإيمان الأعمى غير المستند إلى التفكير الموضوعي.
ويؤكد أيضًا أن أحد أهم أسباب الاقتناع بهذه الفكرة هو أن الانبهار بالتقدم العلمي والمنجزات المادية للدول المهيمنة تَصرِف تفكير الإنسان عن التأمل في الانحطاط الحاصل في مجالات أخرى. ومن هنا فإن وصف دول معينة بأنها متقدمة، وأخرى بأنها متخلفة، هو اختزال فادح لمفهوم التقدم المركب؛ إذ يقول منتقدًا هذا التسطيح والاختزال: “أين العلاقة بين كون أمتك أقوى من أمتي عسكريًّا أو أكثر رخاءً أو أكثر تقدمًا في العلم والتكنولوجيا، وبين ما إذا كان دينك أقرب إلى الحقيقة من ديني؟ لغتك أرقى أم لغتي؟ أدبك في عصر ازدهاره أجمل أو أقل جمالًا من أدبي في عصر ازدهاره؟ موسيقاك أقدر على تحريك المشاعر أم موسيقاي؟ شعبك أخف دمًا أم أثقل ظلًا من شعبي؟ أسرع بديهةً أو أكثر فصاحةً؟ معاملتك للمرأة أكثر إنسانيةً أو معاملتي لها؟ حبك للأطفال أقوى أم أضعف من حبي لهم؟ ما العلاقة بين القوة العسكرية أو الرخاء المادي أو التقدم العلمي أو التكنولوجي بما إذا كنت أسرع إلى الصفح مني أم أقل استعدادًا للعفو عند المقدرة؟ أو أقدر أم أقل قدرة على ضبط النفس عند الغضب؟”2.
وقد سبق للدكتور عبد الوهاب المسيري أن ناقش هذه الفكرة بقوله:
من المعروف أن التقدم هو حركة من مكان إلى آخر، فلو قلت لك هيا نتقدم إلى الهاوية، أو هيا بنا نتقدم إلى الجحيم، لن توافقني! ورغم ذلك تم استئناسنا بطريقة نقول لك هيا نتقدم، بدون ما حد يتوقف ويقول إلى أين؟ ما الهدف من التقدم؟. 3
التنمية الاقتصادية والإنسانية
ينتقل بنا جلال أمين في كتابه إلى شكل آخر من أشكال تسطيح المفاهيم المركبة؛ وذلك باستعراض معايير كل من التنمية الاقتصادية والتنمية الإنسانية اللتين وضعتهما المنظمات العالمية المختصة بهذا الشأن؛ إذ يرى أن هذه المعايير تغفل الكثير من جوانب الحياة، فهي تدور بشكل أساسي حول الدخل والعمر عند الوفاة والتعليم النظامي. وهذه الأمور لا يفي النظر فيها للجزم في كون هذا البلد أو ذاك محققًا للرفاهية.
“إن صور الرقي كثيرة كما أن صور القهر كثيرة، وكثيرًا ما تنجح أمة في التخلص من صورة من صور القهر لتقع في صورة أخرى منه، ولا يجب أن يعمينا نجاح أمة في إحراز تقدم اقتصادي أو تكنولوجي عن فشلها في إحراز تقدم في جوانب أخرى من جوانب الحياة الإنسانية. لكننا للأسف معرضون دائمًا للوقوع في هذا الخطأ، فالشخص القوي ماديًّا له سحره وسطوته، وكذلك الأمة القوية اقتصاديًّا وتكنولوجيًّا، حتى لنظن أن تقدمها في هذه الأمور لابد أن ينطوي على تقدم في سائر الأمور”4.
ويشير جلال أمين كذلك إلى نقطة في غاية الأهمية تتعلق بهذا الصدد؛ ألا وهي أن واضعي هذه المعايير يتعمدون حصرها في جوانب تفوقهم على بقية العالم، وبالتالي يصبح على بقية الدول أن تحذو حذوهم في كل تلك الميادين، وإلا فإن الآلة الدعائية والإعلامية ستستمر في إذلال تلك الدول ووصفها بالتخلف وعدم المواكبة. وله تفصيلات في بعض الأمثلة على هذه التلاعبات يضيق المقام بذكرها، تُراجع في فصلي التنمية الاقتصادية والتنمية الإنسانية.
الحرية والديمقراطية والرأسمالية
إني واحد من هؤلاء الذين يعتقدون بأن الحصول على مزيد من الحرية في ميدان معين قد يكون على حساب ما يتمتع به المرء من حرية في مكان آخر.5
يرى جلال أمين أن الحرية يستحيل أن تعطى في جميع الميادين، أيْ -بعبارة أخرى- لا توجد حرية مطلقة. وقد أعطى على ذلك عدة أمثلة أهمها فتح الباب على مصراعيه أمام الثقافة الأجنبية وترك حرية الاختيار للناس. هذا الأمر يعطي مزيدًا من الحرية في الاختيار ظاهريًّا، لكنه يعطي الفرصة الأكبر للثقافة التي تمتلك الوسائل الدعائية الأقوى.
والأمر نفسه ينطبق على الديموقراطية؛ فإنها في الحقيقة تفتح الباب أمام المرشح الأكثر قدرةً على تحسين صورته والترويج لحزبه، والتأثير على عاطفة الجمهور، لا الأكثر كفاءةً وخبرةً. وهذه من الثغرات الكبيرة في النظام الديمقراطي فـ”ليس القيام بتزوير الانتخابات إذن إلا صورةً واحدةً، وهي صورة بدائية للغاية ومفضوحة تمامًا، من صور تدهور النظام الديمقراطي، بل هي بسبب كونها بدائيةً للغاية ومفضوحةً، أقل خطرًا مما ذكرته حالًا من طرق تشويه إرادة الناخبين”6.
أما عن الرأسمالية، فلا يختلف الوضع كثيرًا؛ إذ يظن غالب الناس أنها تشجع المنافسة الحرة ضد احتكار الدولة، لكن الحقيقة أنها مجرد بدل احتكار. “إلى أي حد يمكن للمرء أن يتصور أن ما حدث هو انتصار للرأسمالية على الاشتراكية؟ هل حلت المنافسة الحرة محل احتكار الدولة للملكية ووسائل الإنتاج والاستثمار أم أن الذي حدث هو حلول الاحتكارات الخاصة محل احتكار الدولة؟ هل عادت السيادة للمستهلك بدلًا من الدولة في تحديد نوع المنتجات وكميتها؟ أم حلت سلطة الشركات الخاصة محل سلطة الدولة في تطويع المستهلك وإخضاعه؟ هل اختفى حق نظام التخطيط أم حل تخطيط الشركات محل التخطيط الحكومي؟ وكلاهما بمعنى من المعاني تخطيط “مركزي” و”شامل”؟ هل انحصر دور الدولة حقًّا وامتنعت عن التدخل في الاقتصاد؟ أم استمر دورها مهمًا وحاسمًا ولكن في خدمة مصالح الشركات الكبرى، خصوصًا عندما تتطلب هذه المصالح شن الحروب وتصريف الاسلحة؟”7.
حقوق الإنسان
في حديثه عن حقوق الإنسان بمفهومها المعاصر، يعبِّر جلال أمين عن امتعاضه الشديد من القَوْلَبَة التي تعرض لها هذا المفهوم؛ إذ يرى أن ما يطلق عليه “حقوق الإنسان“، ليس في واقع الأمر إلا “المفهوم الغربي لحقوق الإنسان”. وذلك بناء على مقدمة مهمة، هي أنه “لا يمكن أن نتوقع أن تعترف كل المجتمعات، على مر العصور، ومع اختلاف ظروفها الجغرافية والتاريخية والاقتصادية، ومع اختلاف درجة نموها الاقتصادي وتطورها الاجتماعي والفكري، ومع اختلاف ما تدين به من أديان ومذاهب، بالحقوق نفسها لأفرادها، وأن تشترك فيما تعتبره من حقوق الإنسان وما لا تعتبره كذلك”8.
ويعبِّر أيضًا عن استهجانه لما سماه “لعب دور الشرطي المسؤول عن حماية احترام حقوق الانسان”؛ لأن هذا ليس إلا وجهًا من أوجه احتقار بعض الثقافات لغيرها، لمجرد أنها في وضع حضاري “مادي” أفضل، وذلك بتنصيبها لثقافتها كمعيار لمدى احترام حقوق الإنسان، ومن ثم وصف الدول الأخرى بالتخلف والهمجية وعدم مواكبة العصر، الذي يعني في الحقيقة عدم مواكبة الغرب!
الأخلاق
في تناول كتاب خرافة التقدم والتخلف لموضوع الأخلاق، ومحاولات فصلها عن الدين أو إحلالها محله، عبر جلال أمين عن مخالفته لهذا النهج، موضحًا أن الأخلاق لا يمكن أن تُفصل عن الدين، لأن وجود الحس الأخلاقي من عدمه مرتبط بمدى ارتباط الإنسان وولائه لجماعة أضيق من الإنسانية جميعًا، ومن ثم فإن الحس الأخلاقي لأي إنسان يضعف بقدر ما يضعف ولاؤه هذا.
وقد حكى في هذا السياق قصة انبهار والده جلال أمين بالفلسفة الغربية للأخلاق، واحتقاره لتدريسها من التراث الإسلامي، من كتاب “أدب الدين والدنيا” لأبي الحسن الماوردي تحديدًا، فدفعه ذلك لقراءة الكتاب؛ فأُعجب به إعجابًا شديدًا، حتى قال عنه بعد قراءته: «وإذا بي أُشغف بالكتاب أشد الشغف، وأجد في قراءته متعة لم أجدها في كتب شهيرة أخرى عربية أو إنجليزية، بل وتركت مقاطع كثيرة منه أثرًا كبيرًا في نفسي.» 13
ثم خلص إلى التأكيد مرة أخرى على عدم جدوى تحرير الأخلاق من الدين، بل على أثره السلبي على على الحس الأخلاقي، إذ يقول: «إن الأرجح في نظري أن تحرير الأخلاق من الولاء والانتساب لدين بعينه أو ثقافة بعينها لا بد أن يضعف الحس الأخلاقي بدلًا من أن يقويه، قديمًا قيل “إن المفتاح المزيف يفتح جميع الأبواب”، وهذا القول يمكن أن ينطبق على موضوعنا الآن، بمعنى أن الزعم بأن شخصًا ما ينتمي إلى الإنسانية جمعاء، دون أن يشعر بالولاء لأي ثقافة أو دين أو ملة بعينها قد لا يعني أكثر من أنه شخص لا يحمل أي انتماء أو ولاء من أي نوع.» 14
الإرهاب
أذكر عبارة مرت على ذهني ولا أذكر مصدرها، مفادها أنك إذا أردت أن توحِّد شعبًا ما، فاخترع له مصدرًا موحدًا للخوف، وكرر على أسماعه عبارات التهويل بشأن هذا العدو المتوهم، واجعله يشعر أنه الخطر الوحيد الذي يهدد حياته ويزعزع أمنه. بذلك سيصير جميعًا في حالة تأهب ضد هذا الشرير المتوحش. ومن ثَمَّ فإنك ستضمن خضوعه الموحد لقيادتك، وتفانيه في طاعة أوامرك، ما دمت رافعًا لفزاعة ذلك الخطر الوهمي، تمامًا كما تفعل الأمهات حيال عصيان أطفالهن: التخويف من “البعبع”!
هذا بالضبط ما وصف به جلال الدعاية الغربية لمكافحة الإرهاب، وقد ذكر أن هذا الأسلوب قديم لدى الساسة: “إن إدراك الزعماء السياسيين للفوائد التي يمكن أن يجنوها من تخويف رعاياهم قديم بالطبع، ولا بد أنه استُخدم من قديم الزمان من جانب الزعماء الديكتاتوريين والديمقراطيين على السواء”9. ثُم استعرض أمثلةً تاريخيةً على ذلك بذكر التخويف المتبادل الذي كان بين الأنظمة الشيوعية والرأسمالية.
فاختراع الإرهاب -حسب جلال أمين- كان لذات الغرض: توحيد شعوب العالم تحت القيادة الغربية وصرف انتباهها عن الهيمنة والتدخلات السافرة التي تقوم بها الدول المسيطرة، وتوجيهها -بدل ذلك- للتحفز ضد تهديدات الإرهابيين الأشرار، والذين -ويا للغرابة- لا يُعرف لهم إطار تعريفي واضح!
يقودنا هذا إلى الجانب الآخر من عبقرية أصحاب هذا الاختراع، إذ إنه في زمن التخويف المتبادل الذي كان بين الشيوعيين والرأسماليين، كان ذلك يتم ضد دول محددة، أو أحزاب سياسية معروفة، أما في حالتنا هذه فإن مفهوم الإرهاب يتسم بقدر كبير من الهلامية والزئبقية؛ بحيث يمكن إطلاقه على أي جهة. يقول جلال أمين:
إن اختيار هذا الاسم الجديد (الإرهاب) للتخويف كان مُوفقًا لهذا السبب بالضبط، أيْ عموميته وخلوه من المضمون، ومن ثم إمكانية استعماله في ظروف متباينة جدًّا، ولوصف حالات لا يجمع بينها شيء إلا الرغبة في إثارة الخوف منها.10
ويقول مُشبِّهًا مفهوم “الإرهاب” بمفهوم “نظرية المؤامرة“: “ومن المفيد أن تلاحظ الشبه بين استخدامات فكرة الإرهاب، واستخدامات نظرية المؤامرة؛ فكل منهما تعبير غامض غير محدد، يستخدم لوصف حالات متباينة أشد التباين لتحقيق غرض واحد وهو التخويف، وإن كان التخويف في الحالة الأولى (الإرهاب) من الموت والدمار، والتخويف في الحالة الثانية (نظرية المؤامرة) من استهزاء الناس واحتقارهم”11.
إذن، لا يسعنا أمام هذا الدهاء والخبث إلا أن نرفع القبعة -كما يقول الغربيون كنايةً عن التحية- لمخترعي مصطلح “الإرهاب”؛ فـ”يا له من اختراع عظيم!”12.
خاتمة
كتاب “خرافة التقدم والتخلف” من الكتب القليلة التي طرقت العديد من القضايا المهمة بأسلوب قوي وحجة متينة وتركيز شديد، بعيدًا عن الحشو والشعاراتية. وقد كانت هذه مجرد محاولة لإيصال أفكاره وتبسيطها قدر المستطاع، وأجزم أنها لم توفِّ هذا الكتاب حقه. فهو عبارة عن تجميع لحزمة مفاهيمية تنتمي لهذا العصر، يستحق طرح جلال أمين لكل منها أن يُتوسع فيه أكثر في مؤلف مستقل، ويحتاج الكتاب كله إلى إيصال رسالته لجماهير الشباب المخدوعين بملائكية الثقافة الغربية، وبمفهوم التقدم والتخلف.