تتقدم الصين، التي تُعد أكبر مصدر لغازات الاحتباس الحراري في العالم، إلى محادثات المناخ في مدينة غلاسكو الأسكتلندية الأسبوع المقبل بأجندة جريئة للمرة الأولى، حيث تعد باتخاذ خطوات كبيرة لوقف استخدام الوقود الأحفوري، والالتزام بصافي انبعاثات صفرية قبل عام 2060.
لكن أهداف وتعهدات الصين بشأن المناخ تصطدم وتتعارض مع الواقع على الأرض، فاقتصاد الصين الذي يعتبر الثاني في العالم لايزال ينمو بسرعة كبيرة لدرجة أنه قد لا يكون من الممكن تقنياً التوقف عن استخدام الوقود الأحفوري.
إجراءات
وأفادت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، بأنه في وقت سابق من العام الجاري، اتخذت بكين مجموعة من الإجراءات للحد من استخدام الفحم والسيطرة على الانبعاثات، إذ عقد كبير المسؤولين الصينيين عن المناخ والطاقة، نائب رئيس مجلس الدولة الصيني، هان تشنغ، أواخر أغسطس الماضي، اجتماعاً لقادة المقاطعات في بكين، وحثهم على كبح تطور المشروعات عالية الانبعاثات، مثل محطات الفحم.
غير أنه بعد شهر واحد، ووسط تصاعد نقص الفحم الذي أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي، أخبر تشنغ قادة شركات الطاقة المملوكة للدولة أنه رغم أهمية هذه القيود، إلا أن الأولوية كانت إعادة تشغيل مولدات الطاقة التي تعمل بالفحم مرة أخرى لسد الحاجة إلى الكهرباء.
الصناعة
ويعمل الفحم على تشغيل نحو 56% من الاقتصاد الصناعي الثقيل في الصين، وهو سبب رئيس وراء مسؤولية الصين عن أكثر من ربع انبعاثات الكربون على كوكب الأرض.
ويريد أنصار البيئة والعديد من حكومات العالم، من الصين أن تتحرك بشكل أسرع للوصول إلى الهدف الذي أيدته الاقتصادات المتقدمة للحد من ارتفاع درجات الحرارة إلى 1.5 درجة مئوية خلال القرن الجاري، إذ يجب خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية في عام 2030 إلى نحو 25 مليار طن متري، من 52 ملياراً في عام 2019، وفقاً لتقييم أجرته وزارة الخارجية الأميركية.
غازات
وتنتج الصين وحدها، حالياً، 14 مليار طن متري من غازات الاحتباس الحراري سنوياً، بحيث إذا ظل هذا الرقم دون تغيير إلى حد كبير في عام 2030، فستكون الصين مسؤولة عن أكثر من نصف انبعاثات العالم المسموح بها نظرياً.
وقال مبعوث المناخ الأميركي، جون كيري، في لندن، خلال يوليو الماضي، إن «بقية العالم سيضطر إلى العمل بجدية أكبر إذا لم تفعل الصين المزيد للحد من الانبعاثات»، مشيراً إلى أن تحقيق أهداف الكربون في هذه الحالة سيكون على الأرجح «مستحيل التحقيق».
الطاقة المتجددة
ويقول صانعو السياسة الصينيون، إنهم يخططون لتحقيق أهدافهم قبل عام 2030 من خلال الانخفاض السريع في انبعاثات الكربون بنسبة تصل إلى 10% سنوياً على مدى العقدين التاليين، وبوتيرة أسرع من أي مكان في العالم المتقدم تمت إدارته حتى الآن.
وتريد الحكومة المركزية في الصين أن تكون رائدة عالمياً في تقنيات الطاقة المتجددة مثل البطاريات والطاقة الشمسية، وأن تُظهر لشعبها أنها تعمل على مواجهة المشكلات البيئية الأوسع في البلاد.
وقال مبعوث الصين للمناخ، شيه زينهوا، إن «تحقيق هدف الوصول إلى ذروة الكربون يتطلب جهوداً شاقة للغاية من الصين».
الفحم
تجلت أهمية الفحم في الاقتصاد الصيني بوضوح خلال الأسابيع الأخيرة، حيث انتشر أسوأ نقص في الكهرباء منذ أكثر من عقد في جميع أنحاء البلاد، ما أدى إلى إغلاق المصانع وتهديد سلاسل التوريد العالمية. فالطلب على الصادرات الصينية خلال الوباء دفع المصانع إلى زيادة إنتاج الإلكترونيات، وقطع غيار السيارات، ومجموعة من السلع الأخرى.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news