انطلقت مساء اليوم فعاليات ملتقى فرسان الشعري الأول ، الذي تستضيفه محافظة جزر فرسان ، ضمن فعاليات مهرجان شتاء جازان 22 ، وذلك بحضور محافظ فرسان عبدالله الظافري .
ويشارك في الملتقى الذي يستمر يومين ، نحو 30 مشاركًا من أبرز شعراء الوطن إلى جانب ضيوف الملتقى ، حيث يتضمن أمسيات شعرية بفندق فرسان بارك ، إلى جانب زيارات لأبرز المواقع السياحية والتاريخية في فرسان .
ورحب رئيس لجان شتاء جازان الدكتور إبراهيم أبوهادي بضيوف الملتقى الذي جاء مواكبًا لمكانة جزيرة فرسان الثقافية والأدبية ، ومكانتها التاريخية وإرثها الحضاري ، معتبرًا الملتقى واحدًا من أبرز فعاليات مهرجان شتاء جازان .
وانطلق الملتقى بأمسية الرواد التي شارك فيها كل من الدكتور عبدالعزيز خوجه والشاعر إبراهيم مفتاح ، حيث قدم الدكتور خوجه قصيدة“الحقيقة ” فقال :
أنْتِ الحَقِيْقَةُ وَحْدَها
أمّا العَوالمُ كُلُّها
تَأتي وتَذْهَبُ مِثْلَما الغَيْماتِ
لا غيرَ شَمْسِكِ في وُجُوْدي طَلَعَةً
مِنْ غيرِ نُوْرِكِ غارقٌ
في لُجَّةِ الظُّلُماتِ
يا أنْتِ، يا كَيْنُوْنَةَ الأوْرادِ
في نَغَمِ الهَوى يا سِرَّ كُنْ
في طَلْسَمِ الكَلِمَاتِ
إنّي اكْتَشَفْتُكِ في فُؤادي خَفْقَةً
مَخْبُوءَةً
فتَنَاغَمَتْ منْ عَزْفِها خَفْقاتي
فعَرَفْتُ أنّي قدْ بَلْغْتُ ذُرى المُنَى
هلْ بعدَ هذا الحُبِّ منْ غاياتِ
وَسَنا حِماكِ يُظِلُّني بحَنانِهِ
ويقُوْدُنِي بِعَزِيمَةٍ
قُدْسِيَّةِ الآياتِ
أوَ تَذْكُرِيْنَ لِقاءَنا؟
لَمَّا تَلاشَى فَجْأَةً
بُعْدُ المَسافةِ بينَنا في لَهْفَةِ الخُطْواتِ
وسألْتُ ذَرّاتي، فكُنْت بقَلْبِها
ووجَدْتُ ذاتَكِ تَخْتَبي في ذاتي
أيْقَنْتُ أنّي.. يا أنا
أنتِ الوَحِيْدَةُ منْ أُكابِدُها الهَوَى
وأذُوْبُ نَشْواناً على وَتَرِ المَحَبَّةِ
في لَظَى آهاتي
فيما قدم الشاعر إبراهيم مفتاح قصيدة ” مَا لمْ تَقلهُ المرَايْا ” فقال :
أشعل مدادك يكفي حبرنا الورم
وما به تتخم الأوراق والقلمُ
أشعل مدادك وجه الصحو منطفئ
وغادة الشعر ثكلى والحروف دمُ
أشعل – فديتك – ركضًا وجه صافنة
تستقدم الصبح ليلاً حين تقتحمُ
أشعل – فديتك – جرحًا طعم حرقته
نارٌ تمرد في أحشائها الألمُ
يا واهب الصخر رعبًا طلعه ثمرٌ
وموسمًا في ثراه يورق الكلمُ
اقرأ – بربك – نَصَّ النصِّ مختلفًا
عما روته لنا الهيئات والنظمُ
لنرتدي أحرفًا ما مسها لغبٌ
ولا ترامى على أطرافها هرمُ
ها أنت والموت كالصنوان بينهما
طفل جراحاته أغوارها قممُ
دم الكتابة في أقلامنا نشفت
عروقه وامتطى أقلامنا سأمُ
وماؤنا آسنٌ.. اقذف به حجراً
فربما يستجيب الغيث والديمُ
وربما تنجب الفصحى لسان فمٍ
إذا دعا لاءه أصغت له نعمُ
وأنبتت شفتاه حقل أسئلة
بيضاء تعصف في أحشائها الحممُ
أشعل جراحك خيل الدمع ما فتئت
تثير في ذُلّها ركضًا وتنهزمُ
لا صيفنا ظمئت فينا حرارته
ولا شتانا ارتوى في ليله حلمُ
تناسلت لغة الأرقام في دمنا
لكن أعدادنا لم يُجْدِهَا رقمُ
أشعل حروفك إيذانًا لفاتحةٍ
تُشفَى – إذا قرئت – من دائها الهممُ
كل التمائم والرقيا التي تُليت
على جبينك أردانا بها سقمُ
أعلامنا ثرثراتٌ في الفضا سئمت
ألوانها وتلاشى حولها القسمُ
وخيلنا أسرجت وهمًا وأسكتها
عن الصهيل صهيل السوط واللجمُ
أركض – فديتك – ركضاً رب مغتَسَلٍ
تذوب في مائه الآثام والسدمُ
ورب ساعة ميلادٍ… عقاربها
في ساعة الوعد بالميعاد تلتزمُ
تبدل الزمن الكحلي وجه ضحى
في ثغره ألقٌ للصحو يبتسمُ
وتمنح الليل أقمارًا وأحصنةً
على سراها شتات الشمل يلتئمُ
أوقد لنا في عشيات البكا أملاً
في دفئه نصطلي ناراً ونضطرمُ
كم خبأتنا المرايا في توهجها
زيفاً وخلف المرايا تهزأ الظلمُ
وربما في ثرانا ألف باسقةٍ
وجودها مورق لكنه عدمُ
هذا سؤالي جريح فوق طاولتي
وللغرابة في أحشائه وحمُ
هل يصدق المتنبي في مقولته
(يا أمة ضحكت من) حالها (الأممُ)
وهذه صرختي الحمراء مثقلةٌ
بأمة حولها الويلات تزدحمُ
أشعل – فديتك – ماء الوجه رب دمٍ
يصغي لنخوته في العقم معتصم
وشهدت الأمسية الثانية مشاركة الشعراء أحمد السيد عطيف وحسن الصلهبي والدكتورة مستورة العرابي ومحمد يعقوب وجاسم الصحيح ،فيما تختتم أمسيات الملتقى مساء الاثنين .