وفقاً لأحدث بيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، فإنَّ 42.4% من البالغين في الولايات المتحدة يعانون من السمنة الطبية، وهو اتجاه مقلق للصحة العامة شهد ارتفاعاً في مشكلات الوزن منذ منتصف القرن العشرين؛ حيث إنَّ عوامل مثل زيادة الأطعمة المصنعة وانتشار أنماط الحياة غير المستقر بكثرة والمواد الكيميائية البيئية وزيادة حصص الطعام، قد زادت بمعدل عالٍ؛ لتتسبب في زيادة معدلات السمنة إلى أكثر من ثلاثة أضعاف في العقود الستة الماضية.
حيث إنَّ السمنة ليست مجرد قلق تجميلي؛ وإنَّما مشكلة طبية معقدة تزيد من مخاطر تعرضك لمشكلات صحية خطيرة مثل مرض السكري وأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم وأنواع معينة من السرطان، ففي حين أنَّ بعض مشكلات الوزن مرتبطة بأسباب طبية، يمكن للعديد من الأشخاص تحقيق خسارة كبيرة في الوزن من خلال تغييرات نمط الحياة والسلوكات التي تشمل تناول الأطعمة المختلفة وزيادة النشاط البدني وإضافة المكملات الصحيحة إلى نظامهم الصحي اليومي.
7 مركبات طبيعية لإنقاص الوزن:
تتطلب مشكلات السمنة وزيادة الوزن اتِّباع نهج متعدد الجوانب لتحقيق نتائج مستدامة؛ حيث يُعَدُّ إدراك ما تشعر به تجاه الطعام أمراً هاماً عند السعي إلى فهم دوافع اختيارات التخريب الذاتي، وقد تتطلب قضايا مثل إدمان الطعام تدخلات علاجية نفسية للوصول إلى جذور السلوكات غير الصحية.
وبالإضافة إلى التعديل السلوكي طويل الأمد، فإنَّ تناول الأطعمة والمركبات النباتية التي ثبت سريرياً أنَّها تدعم الوزن الصحي قد يمنح جسمك الدفعة التي يحتاج إليها للتخلص من الوزن الزائد، ولقد حددنا سبعة من أكثر المركبات الطبيعية التي دُرِسَت فاعليتها لمساعدتك على تخفيف الوزن بشكل دائم؛ إليك هذه المركبات:
1. فيتامين “د”:
يُعَدُّ فيتامين “د” من المغذيات الدقيقة الهامة التي رُبِطَت علمياً بفقدان الوزن وتحسين مؤشر كتلة الجسم (BMI) عند وجوده بمستويات كافية، وعلى العكس من ذلك، فقد رُبِطَ نقص فيتامين “د” بالسمنة، بغض النظر عن العمر أو الموقع الجغرافي، وفي دراسة أُجرِيَت عام 2015 قيَّمت العلاقة بين السمنة ونقص فيتامين “د” في التحليل التلوي لـ 23 دراسة استوفت معايير الإدماج، كان انتشار نقص فيتامين “د” أعلى بنسبة 35% في الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة، وأعلى بنسبة 24% من الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن ولكن لا يعانون من السمنة في جميع الفئات العمرية.
حيث وجدت دراسة أُجرِيَت على مرضى السمنة المفرطة قبل جراحة إنقاص الوزن أنَّ نسبة هائلة بلغت 96% كانت تعاني من نقص فيتامين “د”، وتوجد بعض الأدلة التي تشير إلى أنَّ النقص في فيتامين “د” قد يكون مرتبطاً بضعف التمثيل الغذائي للكربوهيدرات عند الإصابة بمرض السكري وما قبل الإصابة به.
شاهد بالفديو: 5 خرافات حول خسارة الوزن
2. الشاي الأخضر:
عندما تريد إنقاص الوزن مع الحفاظ على الطاقة، فلا يوجد مشروب أفضل لتعزيز يومك والتمثيل الغذائي من الشاي الأخضر؛ حيث تحتوي أوراق الشاي الأخضر على وفرة من المواد التي تسمى بمضادات الأكسدة؛ وهي مركبات الفلافونويد النباتية الطبيعية التي تحارب الجذور الحرة الضارة في مجرى الدم.
ويزيد الكاتيكين أيضاً من حرق الدهون، سواءً في أثناء التمرين أم في أثناء الراحة؛ حيث وجدت دراسة أُجرِيَت على المكملات بأقراص مستخلص الشاي الأخضر جنباً إلى جنب مع نظام غذائي منخفض السعرات الحرارية، أنَّه بعد 90 يوماً، عانى الأشخاص الذين يتناولون الشاي الأخضر من خسارة كبيرة في الوزن، بمتوسط خسارة ما يقرب من 16 كغ، مقارنة بمجموعة النظام الغذائي فقط، والتي بلغ متوسط خسارة 6 كغ.
ووجدت دراسة أُجرِيَت عام 2020 حول كمية مستخلص الشاي الأخضر اللازمة لإنقاص الوزن أنَّ الأشخاص الذين يتناولون أقل من 500 ملليجرام يومياً لمدة 12 أسبوعاً، قد تعرضوا إلى انخفاض كبير في وزن الجسم مقارنة بأولئك الذين تناولوا أكثر من 800 ملليجرام يومياً لمدة تقل عن 12 أسبوعاً.
3. الألياف:
الألياف الغذائية جزء هام من النظام الغذائي الصحي وخطة إنقاص الوزن؛ حيث توجد الألياف بشكل رئيسٍ في الفواكه والخضروات والبقوليات والحبوب الكاملة؛ إذ إنَّ الأطعمة عالية المعالجة خالية عموماً من الألياف؛ مما يجعل الكثير من الناس يعانون من نقص في نخالة صحية.
فإذا لم تحصل على ما يكفي من الألياف في نظامك الغذائي، فقد ينتج عن ذلك مشكلات مثل الإمساك والكوليسترول غير المتوازن وأمراض الأمعاء مثل الرتج وسرطان القولون؛ حيث يُعَدُّ تناول حصة كافية من الألياف أيضاً جزءاً من استراتيجية سليمة لفقدان الوزن؛ وذلك لأنَّ الأطعمة الغنية بالألياف تجعل حركات الأمعاء طبيعية وتجعلك تشعر بالشبع والرضى.
وهناك نوعان من الألياف الغذائية: الألياف القابلة للذوبان وغير القابلة للذوبان؛ حيث إنَّ الألياف القابلة للذوبان تذوب في الماء، ويمكن أن تساعد على خفض نسبة السكر في الدم والكوليسترول، وتشمل أمثلة الأطعمة التي تحتوي على ألياف قابلة للذوبان الفواكه، والمكسرات، ودقيق الشوفان، والفول، والعدس.
ولا تذوب الألياف غير القابلة للذوبان في الماء وتساعد على نقل الطعام عبر الجهاز الهضمي؛ مما يمنع الإمساك؛ حيث توجد الألياف غير القابلة للذوبان في معظم الخضروات، وفي الأطعمة المصنوعة من الحبوب الكاملة مثل خبز القمح الكامل، والأرز البني، وأظهرت الدراسات التي أُجرِيَت على الألياف الغذائية أنَّ تناول الحصص غير الكافية من الألياف، يمكن أن يؤدي إلى زيادة الوزن والسمنة في منطقة البطن، وعلى العكس من ذلك، ترتبط زيادة تناول الألياف القابلة للذوبان إلى جانب زيادة النشاط البدني بانخفاض تراكم الدهون في البطن مع مرور الوقت.
4. البوليفينول (Polyphenols):
تُعَدُّ مادة البوليفينول أحد الأسباب التي تجعل الفواكه والخضروات تحتوي على مثل هذه الثمار الصحية، فهذه المغذيات الدقيقة الموجودة في الأطعمة النباتية هي أيضاً ما يُستَخلَص ويُركَّز في معظم المكملات النباتية، وتُعَدُّ مادة البوليفينول من مصادر الطاقة المضادة للأكسدة؛ مما يساعد على منع تلف الجذور الحرة للخلايا التي تسبب الشيخوخة، ويمكن أن تؤدي إلى الأمراض مع مرور الوقت.
وعندما يتعلق الأمر بالحفاظ على وزن صحي، فإنَّ الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من مادة البوليفينول تغذي جسمك بالمغذيات ولا تحميك فقط من الأمراض المرتبطة بالوزن؛ بل تُعَدُّ عاملاً أساسياً قد يطيل سنوات حياتك، وتُعَدُّ ثمار الحمضيات مصدراً استثنائياً للبوليفينول الذي يرتبط عادةً بفقدان الوزن.
وتذكَّر تناول نصف حبة جريب فروت على الإفطار عند اتباع نظام غذائي؛ حيث وجدت دراسة شملت مستخلص الحمضيات البوليفينول الرجال الذين يعانون من زيادة الوزن أنَّه بعد 12 أسبوعاً، انخفض وزن الرجال الذين يستهلكون 900 ملج من المستخلص كل يوم، وحسَّنوا بشكل ملحوظ معايير التمثيل الغذائي، وكانوا يعانون من انهيار عضلي هيكلي أقل من الرجال الذين لم يستهلكوا المستخلص.
5. الكركم:
الكركمين هو أحد أكثر المركبات العلاجية التي بُحِثَت بشكل مكثف، فهذا النبات الغني بمادة البوليفينول يشبه الكركم بالتوابل بلونه البرتقالي المميز؛ حيث يشتهر مستخلص الكركمين بخصائصه القوية المضادة للأكسدة، وقد ثبت سريرياً أنَّه يساعد على تنظيم نسبة السكر في الدم وقد اكتُشِفَ كعلاج للوقاية من مرض السكري من النوع الثاني؛ إذ يمكن أن تساعد هذه الخصائص أيضاً على تنظيم الوزن عن طريق تحويل الدهون الضارة إلى دهون مفيدة؛ حيث إنَّ الدهون البنية هي نسيج دهني داكن اللون يحمي الأعضاء ويؤدي دوراً رئيساً في تنظيم الطاقة.
وعلى عكس الدهون البيضاء، المعروفة أيضاً باسم “الدهون الضارة”، ترتبط الدهون البنية بعملية التمثيل الغذائي الصحية عن طريق تكسير جزيئات الجلوكوز والدهون في الدم بشكل فعال لتوليد الحرارة ومساعدتك على الحفاظ على درجة حرارة الجسم الصحية.
وجدت دراسة أُجرِيَت عام 2020 حول الكركمين أنَّ الشابات ذوات الوزن الزائد اللواتي يتلقين مكمل الكركمين 2 جرام يومياً لمدة 90 يوماً، قد قللن بشكل كبير من وزن الجسم ومؤشر كتلة الجسم ومحيط الخصر ونسبة الدهون في الجسم وضغط الدم الانقباضي وانخفاض درجات القلق عن خط الأساس؛ حيث يحتوي الكركمين، بدلاً من الكركم، على تركيز أعلى من الكوركومينويد، وهو أحد البوليفينول النشط الذي عُزِلَ في نبات كركم لونجا، فتأكَّد من الحصول على مكمل عضوي للحصول على أعشاب عالية الجودة.
6. حمض ألفا ليبويك (ALA):
حمض ألفا ليبويك هو مركب طبيعي مضاد للأكسدة يوجد في الخميرة، واللحوم العضوية، والسبانخ، والبطاطا، والبروكلي من بين أطعمة أخرى؛ حيث يُنتَج أيضاً للاستخدام الطبي ويُوصَف بشكل شائع لآلام الأعصاب لدى مرضى السكري، كما تُظهِر الدراسات بشكل متزايد أنَّه قد يكون مفيداً أيضاً للأشخاص المهتمين بفقدان الوزن والحفاظ على وزن صحي.
وجد التحليل التلوي لعام 2020 للتجارب السريرية العشوائية الخاضعة للتحكم الوهمي على حمض ألفا ليبويك (ALA) أنَّ المكملات تقلل بشكل كبير من خطر السمنة، وتدعم دراسات أخرى استخدام مكملات (ALA) لتقليل السمنة لدى الأطفال وتعديل الاستجابة الالتهابية لدى النساء ذوات الوزن الزائد، ويُباعُ حمض ألفا ليبويك كمُكمِّل عشبي ومتوفر علاجياً في شكل حبوب وكريم، وعبر التنقيط في الوريد من خلال الطبيب أو مقدم الرعاية الصحية.
7. ريسفيراترول:
الريسفيراترول هو بوليفينول نباتي آخر يوجد بأعلى تركيز في النباتات الحمراء والأرجوانية، خاصةً في قشر وبذور العنب؛ حيث رُبِطَ الريسفيراترول بخصائص مضادة للالتهابات ومضادة للأكسدة، وقد يساعد على تنظيم نسبة السكر في الدم؛ مما يساهم في التمثيل الغذائي الصحي للكربوهيدرات وتنظيم وزن الجسم.
وأظهرت الدراسات التي أُجرِيَت على ريسفيراترول أنَّ لديه القدرة على المساعدة على تحويل الدهون البيضاء السامة إلى دهون بنية تحرق الدهون، وقد تساعد المكملات اليومية مع ريسفيراترول أيضاً على الحد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية؛ وهي عامل خطير للأفراد الذين يعانون من السمنة المفرطة والذين يعانون من زيادة الوزن.
المصدر