سهولة التثبيت والبداية المألوفة
إذا قررت الدخول لعالم لينكس فإن توزيعة Ubuntu خير بداية، حيث لا تفرض عليك تثبيت النظام على جهازك اولًا، بل تمنحك فرصة تجربته والتعرف على بيئة النظام وآلية التعامل معه مباشرًة من فلاشة USB والمّحمل عليها ملفات النسخة. إن أعجبتك، يمكنك الشروع في تثبيته كنظام أساسي للكمبيوتر وهي عملية لن تستغرق أكثر من 20 دقيقة بفضل الواجهة الرسومية البسيطة والمألوفة لمتابعة خطوات التثبيت، لن تحتاج إلى كتابة أي أكواد برمجية فكل خُطوة يسهل فهمها وتجاوزها حتى لو كنت مبتدئ. وإن لم تنال التجربة اعجابك أو تفكر في تثبيت النسخة لاحقًا، يمكنك بسهولة الرجوع للنظام السابق كأن لم يحدث شيء!
فور الاقلاع إلى الفلاش ميموري، ستظهر أمامك نافذة الترحيب بنظام Ubuntu حيث تقوم باختيار اللغة ثم تحدد ما إذا أردت تجربة النظام اولًا دون تثبيت، وهو الخيار الذي ننصح به باعتبارها أول تجربة لك مع التوزيعة، فأضغط على “Try Ubuntu” ويمكنك بعدها التجول في كافة أركان النظام وتجربة مميزاته واختبار التطبيقات…إلخ. بعد انتهاء التجربة يمكنك النقر على ملف Install Ubuntu على السطح المكتب للدخول في مراحل تثبيت النظام بشكل فعلي على الكمبيوتر، أو قم بالخروج من النظام بالضغط على خيار “Shutdown” لتعود إلى النظام السابق.
فكرة تجربة النظام قبل تثبيته عمومًا فكرة رائعة وتقدمها توزيعة Ubuntu بأفضل شكل ممكن مقارًنة بالتوزيعات الأخرى، وهذا كفيل بأن يجعلها الأفضل للوافدين الجدد إلى نظام لينكس، لكن دعونا نسرد بعض الأسباب الاخرى أيضًا.
استقرار الأداء، مهما بلغ ضعف مكونات الكمبيوتر!
بشكل مُثير للدهشة، إذا ثبت توزيعة Ubuntu على كمبيوتر عمره 10 سنوات سيعمل بنفس الأداء تقريبًا كما لو كان مُثبتًا على كمبيوتر حديث العهد، مزودًا بأقوى المواصفات. هذه الجاهزية تقصف الفكرة العالقة بأذهان البعض بأن نظام لينكس بطيء ومعقد ويحتاج إلى تدخل من المستخدم لحل أغلب المشاكل عن طريق سطر أوامر. لذا يعُد استقرار الأداء سبب رئيسي لكون Ubuntu خيار مثالي للوافدين الجدد إلى عالم لينكس.
فور تخطيك لمرحلة التثبيت، كل ما عليك فعله هو التحقق من التحديثات الجديدة المتوفرة للنظام للحصول على أفضل تجربة ممكنة، هذا كل شيء. يمكنك بعدها تثبيت برامجك وضمان عملها دون أخطاء أو مشاكل، ويعود الفضل في ذلك إلى الكم الهائل من الاختبارات التي يجريها المطورون على الإصدارات الحديثة من Ubuntu قبل إطلاقها للعامة بشكل رسمي للاطمئنان أن كل شيء يعمل بسلاسة كما يتوقع المستخدمون.
علاوًة على ما سبق، تتميز توزيعة Ubuntu بتحديثاتها الدورية وفقًا لجدول زمني محدد بحيث يمكن للمستخدم التأكد من حصوله على مميزات جديدة كل ستة أشهر مع التحديثات الضمنية، وفي حال قمت بتثبيت إصدار LTS من توزيعة Ubuntu فستحصل على دعم لمدة عامين من التحديثات وهو ما يضمن الحفاظ على استقرار الأداء لفترة طويلة.
لاحظ أن استقرار الأداء هنا غير مرتبط فقط بتحديثات النظام أو عدم تشكيله عبء على موارد الكمبيوتر، بل يرتبط كذلك بدعم تعريفات الهاردوير لمكونات الجهاز الرئيسية مثل كرت الشاشة والصوت والشبكة، إلخ. فبعد تثبيت Ubuntu على اللابتوب أو حاسوبك الممكساوي، سيتعرف النظام تلقائيًا على المكونات المتصلة به ويبدأ في تثبيت التعريفات المتوافقة معها حتى يتأكد من عملها بأفضل أداء، وهو ما لا تجده في أي توزيعة أخرى من توزيعات لينكس.
كل ما سبق يعزز اختيار توزيعة Ubuntu لأي شخص يريد أن يبدأ صفحة جديدة مع نظام لينكس، فالأداء المحُسّن، وهو عامل مهم في اختيار نظام التشغيل، شيء مفروغ منه بالنسبة لأوبونتو!
قلة الأخطاء وسهولة الوصول إلى مبتغاك
جميع أنظمة التشغيل لا تخلو من المشاكل، كذلك توزيعات لينكس، فمهما بلغ الأداء المستقر سيظل واردًا ان يظهر لك خطأ أو تحدث مشكلة أثناء التعامل مع النظام. لكن سهولة حل هذه المشاكل هو ما يفرق بين سهولة استخدام كل توزيعة عن الأخرى. على سبيل المثال، في توزيعة Arch Linux إذا واجهتك مشكلة حتى لو بسيطة، سيتوجب عليك إجراء عشرات من عمليات البحث على الانترنت لمعرفة طريقة إصلاحها وهذا ناتج عن النهج المتبع في تطوير التوزيعة وأنها اصلًا غير موجهة للمستخدم المبتدئ.
في المقابل، نجد معظم المشاكل الخاصة بتوزيعة Ubuntu لا تتطلب تدخل من المستخدم لحلها، فأنت لن تحتاج إلى صيانتها باستمرار ولن تحمل هم تصحيح الأخطاء وتضيع الوقت عليها في كل وقت وحين. فقط استرخ ودع التوزيعة تقوم بإصلاح كل شيء بدلًا عنك خلف الكواليس.
علاوًة على ذلك، الواجهة الرسومية لـ Ubuntu مباشرة وصريحة للغاية، بمعنى أن تعديل أي شيء في النظام لن يحتاج منك البحث اولًا على الإنترنت بل يمكنك فقط الولوج إلى تطبيق System Settings لتجد جميع الإعدادات معروضة بشكل منظم ولا يحتاج إلى فلسفة كبيرة. تريد تغيير مظهر “الديسكتوب” خاصتك؟ هناك جزء مخصص لذلك في الإعدادات، تريد أن تغير لون أو حجم الخط؟ أكيد، لم تنس إعدادات التوزيعة تلك الأمور فيبدو وأنه نظام ويندوز لكن مع ثيم (Theme) مختلف!
البداية مع توزيعة Ubuntu سهلة لأن تصميمها في الأساس مبني على خلق بيئة عمل مناسبة لكل فئات المستخدمين، مبتدئ أو محترف.
أوبونتو يمثل واجهة لينكس للبرامج المحتكرة
توزيعة Ubuntu هي أحد أشهر توزيعات لينكس على الإطلاق، ولهذا السبب عندما يريد المطورون توسيع برامجهم للعمل على منصات متعددة من أجهزة الكمبيوتر، إلى جانب ويندوز وماك، فغالبًا ما يقوموا باختيار Ubuntu كواجهة لنظام لينكس وتطوير البرامج المتوافقة معه. ترغب الكثير من الشركات في تطوير واختبار برامجها المحتكرة على توزيعة أوبونتو؛ أشهر الأمثلة على تلك البرامج سنراها تتجسد في Nvidia ومتجر الألعاب Steam.
صحيح نظام لينكس عمومًا ليس الأفضل فيما يتعلق بتشغيل ألعاب الفيديو، ولكن توزيعة أوبونتو تحرص على تطوير بنية النظام باستمرار لتوفير البيئة اللازمة لتشغيل اي لعبة بدون مشاكل، فإذا رغبت في اللعب على نظام لينكس، فلن تجد أفضل من توزيعة أوبنتو لتحقيق مبتغاك.
في السياق نفسه، عندما تنتقل إلى توزيعة أوبونتو ستجد أغلب برامجك المفضلة التي تحتاجها في عملك قابلة للتثبيت والاستخدام دون أي متاعب، والمقصود هنا أنك لا تضطر لاستخدام الـ Terminal من أجل تثبيت البرامج عن طريق استخدام الأكواد الخاصة بالبرامج لكي تُثبت، فهناك متجر تطبيقات خاص بالتوزيعة يُسمى “Ubuntu Software Center” يحتوي الآف البرامج التي يمكن تثبيتها بضغطة زر!
سهولة الحصول على دعم أو مساعدة
تتميز معظم توزيعات لينكس بهذا الأمر “توفير المساعدة والدعم عند الحاجة” لكن التجربة تختلف مع توزيعة أوبونتو لأن الحلول الرسمية للمشاكل الشائعة دائمًا فعالة وغير عشوائية أو فوضوية. لحسن الحظ أنك ستستخدم توزيعة ليست عُرضة للمشاكل الكثيرة اصلًا، ولكن من الأفضل لك كمستخدم أن تجد مصدرًا موثوقًا تعتمد عليه إذا تعرض نظام التشغيل الذي تستخدمه لأي نوع من الأخطاء – وهو ما تراعيه Ubuntu جيدًا.
توزيعة أوبونتو مجانية بشكل كلي
هل ننصحك بتوزيعة أوبونتو ؟ إن لم يكن الجواب واضحًا، ولم تقنعك المميزات بالأعلى، فأود أن أنصحك فقط بتجربتها. لن تخسر شيئًا؛ التوزيعة مجانية، وسريعة، وعملية، وأنيقة. فقط جرب ومن ثمَّ اتخذ قرارك، وأنا متأكد أنك ستعتمدها كنظامك الأساسي.