إذًا ما علاقة شركات التقنية العملاقة ضد الرقم 9 .. ولماذا يتخطونه في منتجاتهم الرئيسية ؟ هل آبل لم تستطع الانتظار لتعلن عن الهاتف ذات الاسم المميز iPhone X ؟ الأسئلة كثيرة وتفسيرات أكثر حول هذا الموضوع لأن أبل لم تعلن عن السبب بشكل رسمي، لذا سنحاول فيما يلي أن نستعرض كل الإجابات “المُقنعة” الموجودة على الطاولة.
الذكرى السنوية العاشرة على إطلاق أول آيفون
إذًا على ما يبدو أن هذا – بنسبة كبيرة – هو سبب الإعلان عن آيفون X وتجاهل آيفون 9. وأيضًا، إذا أصدرت أبل آيفون 8 وآيفون 9 في نفس المؤتمر لكان الجمهور تساءل عن سبب الإعلان عن هاتفين متقاربين في المستوى في نفس الوقت. الشركة لعبت الأمر بذكاء، وقدمت هاتفين متفاوتين في الأداء بشكل ملحوظ وبتكلفة أعلى بكثير وسلطت جميع الأضواء على هاتف العاشرة بإمكانياته القوية وشكله المختلف، وبترتيبه الذي يحمل نفس رقم الذكرى.
ولكن، ربما لأن هاتف iPhone X مربحٌ أكثر!
كما قلنا، فالهاتف الجديد جاء بتصميم مختلف تمامًا لدرجة أدهشت السوق، وجعلت المنافسين يقلدونه لتنشئ ظاهرة “النوتش” وتكون مصاحبة لكل هاتف جديد تم طرحه منذُ العام 2017 وحتى يومنا هذا. ولأن هواتف الآيفون هي “الدجاجة التي تبيض ذهبًا” بالنسبة لشركة أبل، فإن تحديد أسعار الهواتف الجديدة لن يأتي عبثًا، فهي لا تريد أن تضع اسعارًا متهورة أو عشوائية بشكل جنوني دون أي مقدمات أو إقناع للجماهير بمميزات جديدة تستحق السعر؛ مخاطرة كبيرة كهذه قد تكلف الشركة كثيرًا.
وعليه، فقد جاء الآيفون X بسعر 1000$؛ أي أغلى بـ 300 دولار من آيفون 8 الذي جاء بسعر 700$. كانت تلك المرة الأولى في التاريخ التي يصل فيها هاتف آيفون إلى 1,000 دولار أمريكي. ولكي تجعل الشركة هذا الرقم مقبولًا للمستهلكين، وجب عليها أن تجعل الهاتف مميزًا على مختلف الأصعدة، وهذا ما حدث بالضبط.
فبدلًا من أن يصدر آيفون 9 بسعر 800 دولار مثلًا، صدر آيفون X بسعر 1,000 دولار ليبدو كترقية حقيقية وهاتف من فئة راقية وجديدة، وبالفعل حققت منه آبل النتائج المرجوة، بل وفاقت التوقعات. ومن يدري، ربما لو صدر آيفون 9 لما حدثت هذه الضجة للهاتف الذي غيّر كل شيء. وبالمناسبة، تسعير الهاتف الجديد كان الذريعة التي اتخذتها هواتف الأندرويد لزيادة الأسعار، ومن وقتها وذلك السعر أصبح معتادًا من الشركات، فشكرًا يا أبل!
التسويق هو كل شيء
إذا أردت أن تجعل العميل يشتري هاتفًا بسعر 1,000 دولار، فعليك أن تقنعه بذلك، وهذا لن يحدث سوى بالتسويق والذي لطالما كانت آبل بارعة فيه بشكل لا يخفى على القاصي والداني. نعم الرقم 9 هو الذي يتبع 8 ولكنْ ليس له نفس نغمة ولا وقع الـ X من الناحية السيكولوجية.
ليس هذا فحسب، بل ذلك الـ X جاء بشكل جديد كليًا بداية من الطريقة التي يتفاعل بها المستخدم مع الهاتف وفتحه ببصمة الوجه، وحتى إلغاء زر Home المميز لهواتف الآيفون منذ أول إصدار. بالتأكيد لو اعتمد الهاتف الجديد على رمز الـ X فقط لما نجح، ولكنه جمع بين الاسم الأقرب لنا من الناحية النفسية، والإمكانيات القوية، والتصميم المميز.
أين آيفون 9 الآن ؟
كل الأسباب السابقة كانت تكهنات واجتهادات – متفاوتة في درجة إقناعها – جمعناها من تحليلات كثيرة، ولكن السؤال هنا: لماذا لم تصدر الشركة آيفون 9 في السنة اللاحقة للإعلان عن آيفون X ؟ ألم تستطع أن تجعل هاتف الـ X استثناءً بمناسبة الذكرى العاشرة، ومن ثم تصدر آيفون 9 بعد ذلك في 2018 كتتابع منطقي لهاتف آيفون 8 ؟
وبدلاً من تقديم آيفون 9 استمرت شركة آبل في بيع هواتف آيفون 8 جديدة لعدة سنوات قبل أن توقف بيعها في أبريل 2020 وتحديدًا بعد إطلاق الجيل الثاني من iPhone SE والذي جاء بنفس تصميم آيفون 8 دون أي اختلاف إلا ان الترقية الحقيقة كانت ممثلة في احتوائه معالج A13 Bionic والمُستخدم في الهواتف الرائدة آنذاك (iPhone 11) وبالتالي فيمكن اعتبار الجيل الثاني من iPhone SE هو ببساطة “آيفون 9” روحيًا! أو على الأقل ما كان يجب ان يكون عليه “آيفون 9” لو أطلقته آبل رسميًا عام 2017 فهو يحتفظ بنفس شكل آيفون 8 بما في ذلك التقنيات المستخدمة فيه لكن مع اختلاف ضخم في مستوى الأداء.
ختامًا: حقيقةً لا ندري، ولا يوجد أحد يدري بنسبة 100%. لم تعلن الشركة عن السبب الرسمي وراء تجاهل آيفون 9. ولا نعلم ما مشكلة الشركات مع هذا الرقم. وبالمناسبة ربط الكثيرون بين تجاهل مايكروسوفت لويندوز 9 وتجاهل أبل لآيفون 9، وخرجوا بفرضية أن الشركات لا تحب هذا الرقم، وأعزوا الأمر إلى الناحية التسويقية أيضًا لكن يظل الأمر غامضًا من الناحية الرسمية.