التخطي إلى المحتوى

كتب جوني فخري في “العربية”:

عاد الترهيب والترغيب ثانية إلى المعركة الانتخابية في دائرة البقاع الثالثة، بعلبك-الهرمل شمال شرق لبنان، التي تتنافس فيها 6 لوائح انتخابية، أبرزها لائحتان حزبيتان تخوضان مواجهة جدّية، لائحة “الأمل والوفاء” المدعومة من الثنائي الشيعي حزب الله وحركة أمل وحليفهما “التيار الوطني الحر”، ولائحة “بناء الدولة” المدعومة من حزب “القوات اللبنانية” وشخصيات شيعية مستقلّة أبرزها الشيخ عباس الجوهري.

فبعد سعي حزب الله إلى “إضعاف” اللائحة المعارضة له وشرذمتها من خلال دفع ثلاثة مرشحين شيعة على لائحة “بناء الدولة” إلى الانسحاب، بحجة أن هذه اللائحة تعمل وفق أجندات مشبوهة هدفها نزع سلاحه، ثم لجوء الحزب إلى الرشاوى وشراء بعض الأصوات في قرى محافظة بعلبك-الهرمل لضمان عدم مشاركتها بالانتخابات، استخدم أسلوب الترهيب من خلال تهديد نجل رئيس لائحة “بناء الدولة” عباس الجوهري أمام مدخل جامعته.

وفي التفاصيل، تعرّض الجوهري وابنه إلى هجوم واعتداء من قبل شبّان، أمام مبنى الجامعة اللبنانية الأميركية في بيروت، عصر أمس الخميس، حيث تجمهر عدد من الشبّان، وأطلقوا شعارات بوجهه منها “حزب الله أشرف منك”، قبل أن يعتدي أحدهم على نجله.

كذلك، تجمهر بعض الشبّان حاملين أعلام “حزب الله” أمام منزله في مدينة بعلبك ومكتب الماكينة الانتخابية مطلقةً شعارات منددة به وداعمة للحزب.

في المقابل، أكد الجوهري لـ”العربية.نت”: “أن ما يقوم به حزب الله ضد لائحته سينعكس سلباً عليه، لأن الناس ترفض هذا الأسلوب البلطجي والاستفزازي”.

كما أضاف أن “تلك التصرّفات دليل على خوفهم من سؤال طرحه في كل بيت شيعي زاره في بعلبك-الهرمل، ألا وهو ما مستقبل الشيعة في لبنان في ظل وجود حزب الله؟ فهل سيُترجم هذا السؤال في صناديق الاقتراع بخرق لائحته بأكثر من مقعد شيعي؟ لننتظر اليوم الانتخابي بعد غد الأحد”.

إلى ذلك، توقّع الجوهري “أن تتواصل عمليات الترهيب والشحن الطائفي في الساعات المقبلة، لأنه يبدو أن وضعهم داخل البيئة الشيعية بات صعباً”. ولفت إلى “أنه طلب من الجيش تأمين الحماية له، لكن للأسف لم يتمكّنوا من فعل شيء”.

كما أكد “استمراره في أداء دوره السياسي والمعركة الانتخابية ضد أيديولوجية حزب الله”، مضيفاً “لن أتراجع عن معركة “إصلاح الواقع الشيعي”.

يذكر أن هذا الاعتداء على الجوهري ليس الأوّل، فقد تعرّض منذ أسابيع لإطلاق نار في الهواء أثناء جولة انتخابية له في بلدة بقاعية عندما كان يتحدّث عن أهمية الاقتراع بحرية، وحثّ المواطنين على عدم المبالاة بالضغوطات.

وبعد أيام، كان نصيب المرشح على اللائحة عينها حسين رعد بالاعتداء الجسدي المُبرح عندما كان يُقدّم واجب العزاء في مدينة بعلبك، حيث قام أحد أقربائه المنظّم في حزب الله، بالاعتداء عليه بالضرب ففقد وعيه.

وتتنافس في دائرة البقاع الثالثة (بعلبك-الهرمل) 6 لوائح، اثنتان أساسيتان واحدة يدعمها حزب الله وحركة أمل وأخرى حزب القوات اللبنانية وشخصيات شيعية معارضة، أبرزهم الشيخ عباس الجوهري، وهناك 4 لوائح أخرى منها بعضها غير مُكتمل تضم مرشّحين يصنّفون أنفسهم بأنهم خارج المواجهة السياسية المباشرة في المنطقة بين حزب الله والقوات اللبنانية.

في حين يرى مراقبون أن حزب الله هو المستفيد الأوّل من تشكيل هذه اللوائح، وذلك من أجل شرذمة الصوت المسيحي لمصلحة مرشحَيه على لائحته، بالإضافة إلى تشتيت الصوت السنّي الذي يتواجد في بلدات عديدة أبرزها عرسال، في ظل مقاطعة “تيار المستقبل” للانتخابات.