فى أعماق مجرتنا تتجول وحوش وحيدة وهى ثقوب سوداء معزولة تنجرف عبر الفضاء غير مرتبطة بالنجوم أو الثقوب السوداء الأخرى، وعلى الرغم من أن علماء الفلك يعرفون أن ما يصل إلى 100 مليون من هذه الثقوب السوداء موجودة في مجرة درب التبانة، إلا أنه من الصعب للغاية اكتشافها، ولكن الآن تم استخدام البيانات من تلسكوب هابل الفضائى لتحديد أحد هؤلاء المتجولين الوحيدين لأول مرة، وفقا لتقرير digitartlend.
ويقع على بعد 500 سنة ضوئية في ذراع حلزوني لمجرة درب التبانة يسمى Carina-Sagittarius ، تم رصد الثقب الأسود من خلال النظر إلى الطريقة التي يلتف بها الضوء القادم من النجوم خلفه، ونظرًا لأن الثقوب السوداء لا تصدر أي ضوء بنفسها، ويجب الاستدلال على وجودها من خلال رؤية آثارها مثل الطريقة التي تنحني بها جاذبيتها الضوء من المصادر الأخرى.
ويتم رصد معظم الثقوب السوداء إما كجزء من نظام ثنائى، حيث يدور ثقب أسود ونجم حول بعضهما البعض، أو في المناطق المركزية المزدحمة من المجرات .
ويتشكل الثقب الأسود المتجول فقط عندما ينفجر نجم ضخم بشكل غير معتاد، على الأقل 20 مرة كتلة شمسنا، على شكل مستعر أعظم ويترك وراءه نواة كثيفة تشكل الثقب الأسود، وإذا لم يكن انفجار المستعر الأعظم متماثلًا في جميع الاتجاهات، فإن قوة الانفجار يمكن أن ترسل القلب النشط إلى الفضاء، حيث يمكنه الاستمرار فى التحرك بمفرده.
ولتحديد هذا الثقب الأسود المتجول، نظر الباحثون في البيانات من كل من التلسكوبات الأرضية وتلسكوبات هابل بحثًا عن علامات على تأثير يسمى عدسة الجاذبية، وهذا هو المكان الذى يمتلك فيه الجسم ذو الكتلة الكبيرة فى هذه الحالة، والثقب الأسود له جاذبية قوية لدرجة أنه يقوم بإلتواء الضوء القادم من النجوم خلفه، ويعمل كعدسة مكبرة ويجعل هذا الضوء أكثر إشراقًا لفترة قصيرة.
وتُستخدم هذه الطريقة بشكل شائع لاكتشاف الكواكب الخارجية أو النجوم، ولكن فى هذه الحالة يعتقد الباحثون أن ثقبًا أسود هو الذى تسبب فى التأثير لأن السطوع استمر لفترة طويلة بسبب الجاذبية القوية جدًا، وأيضًا لم يكن هناك أى تغيير في لون الضوء القادم من النجوم الخلفية، والتى تتوقع أن ترى ما إذا كان الجسم هو نجم يعطى ضوءه الخاص.
ونظر فريقان مختلفان في نفس البيانات، أحدهما من معهد علوم تلسكوب الفضاء والآخر من جامعة كاليفورنيا بيركلى، وتوصلوا إلى تقديرات مختلفة قليلاً عن مدى ثقل الجسم، وحسب أحد الفريقين أن الثقب الأسود كانت كتلته حوالي سبعة أضعاف كتلة شمسنا، بينما وجد الفريق الآخر أن حجمها يتراوح بين 1.6 و 4.4 ضعف كتلة الشمس، وهذا يعنى أن هناك احتمال أن يكون الجسم ثقبًا أسود أصغر أو نجمًا نيوترونيًا.
وفى كلتا الحالتين على الرغم من ذلك لا يزال اكتشافًا خاصًا، وقال المؤلف الرئيسى كيسى لام من جامعة كاليفورنيا فى بيركلى فى بيان “مهما كان هذا الجسم فهو أول بقايا نجمية مظلمة تكتشف وهى تتجول عبر المجرة غير مصحوبة بنجم آخر .