ربما سمعت أو قرأت من قبل عن SOC – اختصاراً لـ System On a Chip أو النظام على الشريحة – ولكن السؤال هنا ماهي تلك التقنية ؟ وما علاقتها بالمعالج وغيرها من المكونات ؟ بل كيف تطورت! وهل من الممكن استخدامها على أجهزة الديسكتوب الشخصية ؟ أسئلة كثيرة يسرني أن أجيبك عليها فيما يلي.
شريحة SoC | الكل في واحد!
لا بد أنك واستخدمت برامج ضغط الملفات مثل 7Zip أو WinRAR ولو لمرة واحدة لجمع أكثر من ملف ووضعهم ضمن مجلدٍ مضغوطٍ واحد أصغر بالحجم ويحافظ على كافة المعلومات دون المساس بالأداء أو الدقة. تستطيع القول ان شركات التقنية استخدمت نفس المبدأ ولكن على المكونات الرئيسية للكمبيوتر! ليس الضغط وحسب بل دمجهم أيضًا ضمن شريحة واحدة متكاملة وهي ما يطلق عليها اسم SoC.
يتم وضع كل من المعالج المركزي CPU ومعالج الرسوميات GPU والذاكرة العشوائية RAM وحتى المودم الخاص باستقبال إشارة الواي فاي والبلوتوث، جنبًا إلى جنب بعض المعالجات الطرفية مثل معالج الذكاء الصناعي وغيرها من المكونات الأساسية ضمن شريحة صغيرة واحدة متكاملة. أي ان شريحة SoC هي نفسها المعالج ولكن مع باقي الأجزاء الأساسية الأخرى.
هذا على عكس ما هو متعارف عليه في أجهزة الكمبيوتر العادية حيث يكون كل جزء مستقل بذاته وله مكانه الخاص على لوحة الام مثل فتحة المعالج المركزي CPU Socket ومدخل PCIe لكارت الشاشة ومدخل DIMM للرامات، وغيرها، والتي تحتاج لمساحة وطاقة كبيرة ناهيك عن نظام تبريد مستقل لكل جزء تقريبًا.
العالم الرقمي قبل SoC أو النظام على الشريحة
هذا الاختراع ساعد في ظهور الحاسبات الصغيرة وأجهزة الألعاب الرقمية، وغيرها من الأجهزة التي تحتاج عمليات معالجة بسيطة. لكن ومع ذلك، لم تستخدم الـ Microcontroller في أجهزة الكمبيوتر، وذلك لمحدودية امكانياتها مقارنة بالمعالج المركزي وذواكر الوصول العشوائية المنفصلة وحتى معالج الرسومات والتي مازالت تقدم أداء مناسب.
ظل الحال هكذا حتى بعد ظهور الهواتف التقليدية حيث كان المعالج والرام وغيرها من المكونات تعمل بشكل منفصل على نفس اللوحة الام، إلى ان ظهرت الهواتف الذكية وغيرت كل شيء! فبدلًا من الاعتماد على شرائح Microcontroller أو حتى Microprocessors ظهر اختراع SoC الذي يعتمد نفس مبدأ المتحكمات الدقيقة لكن مع تطوير القدرة الاستيعابية للشريحة لتضمين مكونات أخرى. لذلك صارت الهواتف الذكية مثل كمبيوتر محمول بالجيب، فقط بفضل هذا الاختراع الذي جمع كل المكونات الأساسية وعلى رأسها المعالج ضمن شريحة سيليكون واحدة حجمها أصغر من عملة معدنية.
أهم استخدامات النظام على الشريحة
بالتأكيد العبرة وراء هذا الاختراع هو وضع أكبر كم ممكن من المكونات التي يحتاجها الكمبيوتر للعمل داخل قطعة واحدة وذلك لتحقيق عدة أهداف مثل تقليل استهلاك الطاقة وتقليل تكلفة التصنيع وتحسين مستوى الأداء وتقليل الحجم الفعلي للجهاز ككل. كل ذلك يساعد بشكل كبير في تصميم هواتف ذكية وأجهزة لوحية وأجهزة لابتوب أكثر قوة من أي وقت مضى مع عمر بطارية أكبر وشكل انسيابي وانيق.
ظلت شرائح SoC منتشرة بين الاجهزة اللوحية والهواتف الذكية، حتى عام 2020 عندما ظهرت شريحة Apple M1 لتكون أول SoC يمكن استخدامها في أجهزة الكمبيوتر سواء الممكساوية أو المحمولة مثل ماك بوك و آي ماك. وبغض النظر عمّ سبق فمن المتوقع أن تغزو تقنية شرائح SoC عالمنا المستقبلي بكل تطبيقاته.
هل سنرى تقنية SoC في مزيد من أجهزة الكمبيوتر المستقبلية ؟
مع أن الـ SoC تقنية رائعة إلا أن استخداماتها الحالية محصورة بالهواتف الذكية والأجهزة اللوحية وأجهزة آبل بما فيها أجهزة الكمبيوتر الممكساوية iMac إلى جانب أجهزة الكمبيوتر المصغرة مثل Raspberry Pi نظرًا لأنها توفر استهلاك الطاقة وتمنح أداء اعلى وحجم صغير، ومع ذلك فربما لن نراها على أجهزة الكمبيوتر الممكساوية العاملة بنظام ويندوز والتي تحتاج لتبريد نوعي في الوقت الحالي عداك عن ذلك فإن تقنية الـ SoC لن تمنحك القدرة على ترقية المكونات مثل المعالج أو كارت الشاشة وحتى ذواكر الرام، ولكن وبالرغم من كل ما سبق فنحن لا نعلم ما لذي يخبئه المستقبل لنا، وربما سنرى كمبيوترات فائقة تستخدم الـSoC أو النظام على الشريحة في المستقبل القريب.