كتبت – آمال سامي:
كان الدكتور سعد الدين الهلالي، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، قد أثار الجدل مؤخرًا حول قضية فرضية الحجاب من عدمها، وذلك في لقائه ببرنامج “الحكاية” مع الإعلامي عمرو أديب، وتلقى الهلالي ردودًا مختلفة من العلماء ومن الأزهر والإفتاء على ما ذكره بشأن الحجاب، ولكن لم تكن هذه هي الفتوى الأولى التي تثير الجدل حول الهلالي.. وفي التقرير التالي يستعرض مصراوي عددًا من الفتاوى التي صدرت عن الهلالي وردود العلماء عليها..
“الهلالي” يثير الجدل حول الحجاب في 2018 و”جمعة” يرد
في لقاءه مع الإعلامي عمرو أديب ببرنامج “الحكاية” أكد الهلالي أن عبارة الحجاب عرض ليست موجودة في القرآن الكريم وإنما هي استنباط العلماء، فمن الممكن أن نستدل على فرضية الحجاب من القرآن وفرضية الحشمة ونحوها، وكذلك من الممكن أن نستدل على أن الحجاب ليس فرضًا، مشيرًا إلى أن ذلك يثبت من قوله تعالى: ” يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ” وبني آدم شملت الرجال والنساء ولم يتم تحديد معنى السوأة في الآية، وكذلك قوله: ” وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا” فهي جملة مبهمة حين يفسرها البشر تصبح قابلة للمناقشة.
ورد الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، في تصريحات صحفية على ما ذكره الهلالي قائلًا: “إذا رأيتم خلافًا فعليكم بالسواد الأعظم ومن شذ شذ في النار”، مؤكدًا أن القرآن الكريم حدد مواصفات الحجاب وهو خمار يغطي الرأس ويضرب على الجيب أي الصدر وثياب تستر العورة ولا تكشف ولا تصف ولا تشف عن الجسد، وأكد جمعة أن هذا الدجل لم يثار في القرون الماضية ولم يقل به أحد لأن هناك نصًا قرآنيًا من عند الله ومعه تفسير يتفق عليه المسلمين ولم يختلف عنه أحد.
فتوى جواز المحلل
أثارت فتوى الدكتور سعد الدين الهلالي، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، حول جواز المحلل، جدلًا كبيرًا إذ أكد فيها أنه يجوز أن يعقد المحلل الزواج على المرأة فقط دون أن يدخل بها، مستندًا في ذلك إلى ما قاله سعيد بن المسيب أحد فقهاء المدينة السبعة بجواز عدم دخول الرجل على الزوجة التي طلقت ثلاثة من زوجها السابق حتى تحل له، ويكفي العقد عليها، مؤكدًا أنه يجب أن يعرف الناس أن هناك آراء مخالفة لجمهور الفقهاء الذي ذهب إلى أن الزوج الذي يطلق زوجته ثلاثًا لا يمكنه العودة لها إلابعد الزواج من آخر.
وكانت دار الإفتاء المصرية قد أفتت في أكثر من مرة بعدم جواز زواج المحلل، وفي إحدى هذه الفتاوى على صفحتها الرسمية على الفيسبوك أكدت أن الزواج بشرط التحليل حرام شرعًا باتفاق الفقهاء، واستشهدت الإفتاء في فتواها بما روي عن ابن مسعود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه لعن المحلل والمحلل له، وكذلك بما روي عن ابن عمرو رضى الله عنهما، أنه سئل عن تحليل المرأة لزوجها؛ فقال ذاك السفاح، أي الزنا.
المساواة بين الرجل والمرأة في الميراث
خرج الدكتور سعد الهلالي في تصريح له عام 2018 مع برنامج الحكاية مع عمرو اديب، ليؤكد أن قرار تونس بالمساواة في الميراث بين الرجل والمرأة صحيح فقهيًا ولا يتعارض مع الشريعة، وأن الميراث مسألة حقوق لا مسألة واجبات مثل الصلاة والصوم، وقال أن مسألة الحقوق يكون للمسلمين الحق في التعامل بها وأن الفتوى تتغير بتغير الزمن مؤكدًا أننا سنصل إلى ما وصلت إليه تونس بعد عشرين عامًا من الآن.
وقد أصدر مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية تقريرًا رد فيه على ما أورده الهلالي بهذا الشأن، مؤكدًا أن الشريعة الإسلامية تميزت بصلاحيتها لكل زمان ومكان ومراعاتها لجميع أحوال الناس على تنوعهم واختلافهم، وأن هناك فارق بين العدالة والمساواة، فالعدل لا يقتضي التسوية، لأن العدل هو وضع الشيء في موضعه مع مراعاة الحال، وبين بيان الأزهر فلسفة الميراث في الإسلام، مبينًا أنه قد ساوى بين الرجل والمرأة في حق كسب المال والعمل والأجرة والذمة المالية، اما الميراث فله فلسفة مستقلة، مؤكدًا أن الإسلام لا يعطي الذكر ضعف الأنثى في المطلق ولكن هناك حالات ترث فيها المرأة أكثر من الرجل أو تتساوى معه أو ترث ولا يرث بنحو ثلاثين حالة، مؤكدًا أن ” الإسلام كل متكامل، لا يغني جزء منه عن الاخر، وليس من الإنصاف أن نحكم على نتائجة دون أن نطبقه كله، وقضية الميراث فيه متصلة بكثير من القضايا”.
جواز ذبح الدجاجة كأضحية
أجاز الدكتور سعد الهلالي ذبح الفقراء للطيور كأضحية في عيد الأضحى المبارك إذا لم يستطيعوا ذبح المواشي في العيد، إذ قال أن كل ما يحل أكله يجوز في الأضحية، مادامت كاملة النمو وبالغة ولا يوجد بها أي ضرر، مؤكدًا أن “بلال” رضي الله عنه ضحى بدجاجة.
ونفت وقتها دار الإفتاء المصرية تلك الفتوى عبر صفحتها الرسمية على الفيسبوك، إذ أكدت أن الأضحية يجب أن تكون من الأنعام مشيرة إلى أن من يضحي بحيوان آخر غير الأنعام سواء كان من الدواب أو الطيور لا تصح أضحيته، لقوله تعالى: ” وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ”، ولأنه لم يرد التضحية عن الرسول بغير الأنعام.
الدعوة لعدم الدفاع عن المسجد الأقصى
قال الدكتور سعد الهلالي في تصريحات إعلامية عام 2015 أنه لا يجب أن ندافع عن المسجد الأقصى حتى لا ندخل في حرب دينية مع إسرائيل، قائلًا أن رفع اسم المسجد الأقصى وأي شعار ديني من شأنه أن يشعل حربا بين الناس وبعضها متاجرة بالدين، قائلًا أن المسجد الأقصى لم يكن ملكًا للمسلمين في عهد الرسول وإنما كان في أيدي المسيحيين، وهو ما أثار استياء عدد من العلماء والدعاة حينها.