التخطي إلى المحتوى

تجربتي في مشروع سوبر ماركت أحكيها لك، بجانب خلاصة تجارب عدد ليس بقليل من الناس في مجال التجارة وإنشاء محلات السوبر ماركت من مختلف الأشكال والأحجام.

وقد تعمدت أن أوفر في هذه المقالة تجارب من بيئات مختلفة ولأصحاب بدايات وخلفيات دراسية مختلفة ومن أعمار سنية مختلفة أيضًا، فأيًا ما كانت أوضاعك وأينما رغبت في تنفيذ المشروع، ستجد في تلك التجارب ما يفيدك ويعرفك على أهم أسرار نجاح مشروع سوبر ماركت. تابع معي. 

محتويات المقال

التجربة الأولى: كيف ساعدني السوبر ماركت على الزواج

لم تكن التجارة أبدًا من اهتماماتي، فلطالما كرهت المسائل الرياضية وعمليات البيع والشراء، لذلك تخصصت في الشعبة الأدبية ودرست الأدب وقواعد اللغة العربية بنهم شديد.

وبعد تخرجي استطعت الحصول على وظيفة معلم لغة عربية بإحدى المدارس الخاصة، ولكن مع مرور الوقت بدأت أحلامي في زيادة راتبي المنخفض تُحبط شيئًا فشيئًا حتى فقدت الأمل تمامًا.

ولذلك فكرت أن أفتح مشروع صغير بجانب عملي كمُعلم؛ خاصة أنني أنتهي من دوامي في الساعة الثالثة عصرًا تقريبًا ولا أجد ما يشغل باقي يومي، بالإضافة إلى رغبتي الشديدة في الزواج والاستقرار، وبالتأكيد لن يتم هذا الأمر بدون عامل مساعد قوي مثل مشروع جانبي.

ومن هنا بدأت تجربتي في مشروع سوبر ماركت، فقمت باستئجار محل صغير بالقرب من مسكني وتواصلت مع بعض مخازن المواد الغذائية التي استطعت الوصول إليها، وحصلت على عروض أسعار جيدة جدًا كبداية لي، وبدأت العمل.

ونصيحتي لكل من يرغب في بدء هذا المشروع أن يعتمد بشكل كبير على توفير العروض المستمرة للزبائن؛ فالعروض لها تأثير السحر على جذب الكثير من الناس بشكل مبهر.

ادرس السوق جيدًا، وأعد بعض المنتجات التي يكثر الطلب عليها ووفر – بناءًا على ميزانيتك – عدد من العروض واطبعها بشكل أسبوعي وقم بتوزيعها على التجمعات كالمقاهي والنوادي بالقرب من مكان مشروعك.

تجربتي في مشروع سوبر ماركت ما بعد الستين

تبدأ تجربتي في مشروع سوبر ماركت من بعد سن التقاعد، فقد نعمت بحياة ممتلئة بالحركة والتنقل والعمل، ولم أكن لأتصور أبدًا أن تتدهور حالتي النفسية بعد التقاعد إلى هذا الحد.

لذلك فقد قررت أن أبدأ مشروع سوبر ماركت، فلن يحتاج الكثير من المجهود وفي نفس الوقت لن أضطر للبقاء بالبيت طوال 24 ساعة.

وبعد التواصل مع أحد أصدقائي المتقاعدين أيضًا أخبرني أنه مثلي تمامًا يفكر بنفس المشروع، ولذلك قررنا أن نتشارك ونبدأ في تشغيل سوبر ماركت كبير الحجم.

اخترنا مكانًا في منتصف المسافة بيني وبينه، وقررنا أن نتشارك الإدارة بنظام الورديات وأن يتغير نظام تلك الوردية بشكل شهري.

وتواصلنا مع مندوبي بعض شركات المواد الغذائية المشهورة وأخبرناهم بافتتاح مشروعنا، وبالتالي استطعنا الحصول على أغلب المنتجات المطلوبة في السوق.

كان هدفنا هو تحقيق التنوع المستمر في المنتجات المعروضة، وعدم اضطرار الزبون لشراء منتج من علامة تجارية لا يرغب فيها لعدم وجود غيرها لدينا، بل على العكس اهتممنا بالتواصل مع الكثير من الشركات وتوفير منتجات تناسب جميع الأذواق والفئات.

وإذا كنت كبيرًا في السن مثل حالتي وترغب في بدء مشروعك هذا؛ فاحرص على وجود شاب قوي ليكون مساعد لك في عمليات نقل وترتيب السوبر ماركت ويمكن أن تتفرغ أنت للإدارة بدلًا من التعرض للإرهاق الشديد.

التجربة الثالثة: هل ينجح مشروع السوبر ماركت بعيدًا عن المدن؟

بعد وفاة والدتي حصلت من ضمن الميراث على بعض الأموال؛ وكانت تلك هي الشيء الوحيد المتوفر لدي في ذلك الوقت فكان يجب عليّ أن استخدمه بالشكل الصحيح.

ونظرت حولي في قريتي فلم أجد إلا بعض المنافذ الصغيرة لبيع المواد الغذائية، والتي لا يوجد بها إلا أساسيات الأساسيات فقط، ولذلك قررت أن أفتتح مشروع سوبر ماركت متوسط الحجم في قريتي.

ولا تصغي لمن ينصحك بأن هذا المشروع يفشل في القرى، فعلى العكس تمامًا حيث أن أغلب محلات السوبر ماركت المتواجدة بالقرى تكون ضئيلة الحجم وبدائية جدًا كما أوضحت، لذلك في حالة افتتاح سوبر ماركت بحجم متوسط سيصبح بالنسبة لساكني هذه القرية وكأنه هايبر ماركت كبير.

خاصة في حالة اهتممت بتوفير البضائع بشكل دائم وألا تترك المحل فارغًا أو به بعض الفراغات من البضائع أبدًا، فسيشعر الزبائن دائمًا أن كل ما سيحتاجونه بالتأكيد سيكون متوفر لديك، وهذا هو ما تنصح به الكثير من سياسات التسويق التي قرأت عنها خلال تجربتي في مشروع سوبر ماركت.

تجربتي في مشروع سوبر ماركت والرجوع لأهل الخبرة

منذ طفولتي وأنا أعمل مع والدي طوال فترة العطلة الصيفية في محله الصغير المتخصص في بيع المواد الغذائية، وقد حرص والدي على تعليمي كل ما يخص مهارات التجارة والتفاوض مع الزبائن وحسن التعامل معهم ومساعدة المحتاج وغيرها من الأمور المادية والمعنوية.

وكان أحد أحلامي أن أعوض والدي عن كل جهوده لإسعادنا بأن أطور من مشروعه الصغير ليكون سلسلة محلات سوبر ماركت كبيرة ومتواجدة في الكثير من محافظات الجمهورية.

وبالفعل فقد بدأت تجربتي في مشروع سوبر ماركت مستقل منذ سن صغير جدًا، وبعد الكثير من الادخار ودراسة السوق والاعتماد على العلاقات الطيبة مع الزبائن، استطعت في خلال 5 سنوات افتتاح ثلاثة فروع للسوبر ماركت الخاص بعائلتي في مناطق كثيفة السكان ومعروفة بين الناس.

وقد اتخذت مبدأ الرجوع لأهل الخبرة بشكل أساسي في إدارتي للسوبر ماركت، فاعتمدت على مصمم متمرس متخصص في إنشاء الديكور الخاص بالمحلات الكبيرة.

وكذلك لجأت إلى متخصصين في تنظيم البضائع وترتيبها للعرض وما شابه ذلك؛ فكل تلك الأمور تعمل على جذب الزبائن للتعمق في الشراء أكثر وتعطيهم شعورًا بأن هذا المكان سيوفر لهم تجربة شراء متميزة.

التجربة الخامسة: عصا التسويق السحرية

أما أنا في تجربتي في مشروع سوبر ماركت فقد حدثت بمحض الصدفة، فبعد مرض أحد أصدقائي وانتقاله للمستشفى في غيبوبة طويلة استمرت لمدة 3 شهور كاملة، اضطررت إلى إدارة مشروع السوبر ماركت الخاص به، وهو الذي لم يمر على افتتاحه سوى أسبوع واحد فقط.

لم تكن لدي أي خبرة في مجال البيع أو التجارة، ولكن حاولت الاعتماد على العوامل الأساسية في أي مشروع؛ كالاهتمام الشديد بنظافة المكان والمنتجات المعروضة، وعرض المنتجات بأسعار تنافسية وتوفير العروض في المناسبات كالأعياد ورأس السنة وما إلى ذلك.

واهتممت كثيرًا بعنصر التسويق للسوبر ماركت، فقمت بطباعة الكروت التي تحمل اسم ونشاط ورقم الهاتف للسوبر ماركت وبالإضافة إلى توفير الشنط البلاستيكية التي تحمل اسم المكان.

وحرصت على توفير ميزة التوصيل المجاني للطلبات بداية من 20 جنيهًا، وهو ما ساعدني في زيادة الربح بشكل كبير، فلقد أصبح للكسل جزء كبير من مجتمعنا، بالإضافة إلى صعوبة حركة بعض السيدات كالأمهات الجدد والكبيرات في السن… إلخ. 

تجربتي في مشروع سوبر ماركت وأكثر المنتجات طلبًا

بعد خبرة 20 عام في مجال إدارة محلات السوبر ماركت والتجارة بشكل عام، أنصحك أن تعتمد في مشروعك على توفير المنتجات الطازجة بشكل مستمر مثل منتجات الألبان والزبادي والأسماك المملحة وأنواع من الخبز كثير الاستهلاك كالفينو والسوري وغيرها.

ويمكنك توفير المنتجات النصف مطهية والمجمدة أيضًا في مشروعك، فجميع تلك المنتجات تساعدك على زيادة عدد الزبائن لديك كونك تلبي طلباتهم المختلفة.

ولا تنسى أن تقوم بتعليق لافتة توضح المنتجات الغير تقليدية التي توفرها بالسوبر ماركت، كالتي سبق وذكرتها لك أو ما يشابهها، فقد كانت تلك هي أهم عوامل نجاح تجربتي في مشروع سوبر ماركت.

كيفية تأسيس مشروع سوبر ماركت

بعد ان اطلعت على تجربتي في مشروع سوبر ماركت وخلاصة تجارب عدد ممن أقبلوا على تنفيذ المشروع، يحين الوقت لتعريفك بما يتطلبه الأمر لتأسيس مشروع سوبر ماركت.

كل ما تبحث عنه ويجب عليك معرفته سواء من متطلبات وتجهيزات وتراخيص وبضائع وتكاليف وأموال وخلافه، تجد موضحًا بشكل مفصل في صفحة “دراسة جدوى مشروع سوبر ماركت“.

في حال كنت تمتلك رأس مال قليل، وترغب في استثمار أموالك في ذات المشروع، فإن شكله الأصغر هو مشروع بقالة. إليك، دراسة جدوى مشروع بقالة بربح ممتاز، مع تجربتي وتجارب آخرين للمشروع.

ملخص

كانت هذه تجربتي في مشروع سوبر ماركت بالإضافة إلى تجارب عدد من الأشخاص الذين يربطهم مشروع سوبر ماركت ولكنهم مختلفين كثيرًا من حيث البيئات والخلفيات الدراسية والأعمار السنية، والتي تكتسب من خلالها الخبرات وتستطيع تفادي المشكلات لتنهض بمشروعك وتحقق معه النجاح والكثير من الأرباح.

اتبعنا التجارب بشرح مفصل لكافة خطوات ومتطلبات وتراخيص تأسيس مشروع سوبر ماركت. لهذا يجب أن تكون هذه الصفحة دليلك إذا ما أردت تأسيس مشروع سوبر ماركت بنجاح.

أخيرًا ندعوك لنشر هذا الموضوع على صفحاتك الشخصية لنشر الفائدة ومساعدة كل من يرغب في تأسيس مشروع سوبر ماركت ويفتقر إلى الخبرة والمعرفة بما يتوجب عليه فعله وما يجب عليه الابتعاد عنه.