التخطي إلى المحتوى

تمتلك قطر وحدها ما يقارب عشرين نوعاً من التمور و الرطب و من أهمها :

بالطبع للتمور العديد من الخواص الطبية والصحية فالتمور تحتوي على نسبة عالية م السكر الطبيعي والتي قد تصل إلى نسبة إثنان و سبعون بالمئة من وزن التمرة الجافة، وهذا ما يجعل التمور من أفضل الأطعمة ذات الفوائد الكبيرة، هذا بالإضافة إلى احتوائها على كميات كبيرة من الدهون و البروتين و الأملاح المعدنية  الضرورية لصحة الإنسان،

ويعتبر التمر أيضاً غذائاً خفيفاً و متكاملاً وهو أحد أغنى المصادر بالسكريات البسيطة، ناهيك عن احتوائه كميات لا بأس بها من الألياف و المعادن و الأملاح، و من أهم المعادن التي يحتوي عليها التمر و التي تساعد في بناء الجسم و حمايته من كثير من الأمراض هي الفوسفات و البوتاس و الكبريت و الحديد و الكلورين و المنغنيزيوم و النحاس و الكالسيوم، بالإضافة إلى الكاربوهيدرات و الدهون و كمية كبيرة من الفيتامينات و الماء.

تشير العديد من  المصادر التاريخية إلى أن وادي الرافدين ومنطقة الخليج العربي ومصر تعتبر الموطن الأصلي لأشجار النخيل و من أقدم المناطق المنتجة لـ التمر و الرطب، فقد كان يستخدم لتزيين المعابد عند البابليين، كما قام المصريين القدماء من الفراعنة و غيرهم ببالمداومة على زراعة الخيل في أراضيهم و بجوار معابدهم، هذا بالإضافة غلى استخدام العديد من حضارات المنطقة القديمة للتمر في وصفاتهم الطبية فعلى سبيل المثال: استخدم الآشوريون التمر في بعض الوصفات لعلاج القروح و الدمامل، وكانت وصفات علاج المعدة و الجهاز الهضمي عندهم تحتوي على منقوع التمر  بماء الورد، بالإضافة إلى ان الآشوريين و البابليين القدماء استخدموا مسحوق نواة التمر بإضافته إلى الشحوم الحيوانية كمرهم لعلاج الكدمات والأورام، و استخدموا أيضاً التمر و ماء الورد في علاج بعض أمراض العيون.

عاصرت شجرة النخل كل هذه الحضارات و الشعوب و لم تتوقف عن العطاء يوماً، و تحولت عبر التاريخ إلى رمز يتغنى به سكان المنطقة.

انتقل شجر النخل استيحائاً من حضارتنا العربية و عبر أجدادنا العرب إلى العديد من الدول الأوربية في العصور الوسطى مثل فرنسا  ايطاليا و اسبانيا وقد بدأ ؤراعته في تلك الدول منذ لك الحين.

بالطبع كان التمر و الرطب من أهم العنصار الغذائية في البلاد العربية في فترة الإسلام وذلك لشواهد عديدة منها :

جاء ذكر الرطب في القرآن الكريم  في سورة مريم حيث أرسل الله رسول الحق ليخبر السيد العذراء بأن تهز جزع الشجرة فيتساقط عليها رطباً : بسم الله الرحم الرحيم

(وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا) [مريم: 26].

صدق الله العظيم.

ويقول العديد من الباحثين أن اختيار الرطب من قبل الله تعالى للسيدة مريم هو  لما في التمر من عناصر غذائية و مقوية و مفيدة للأم و ابنها على حد سواء.

كما حثّ النبي ﷺ على تناول سبع حبات من التمر صباح كل يوم فمن عمل بها لن يصيبه سم ولا سحر،
وهو بإذن الله عافٍ معافى، فعن عَامِرُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
“مَنْ تَصَبَّحَ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعَ تَمَرَاتٍ عَجْوَةً لَمْ يَضُرَّهُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ سُمٌّ وَلَا سِحْرٌ”.

وقد تغنى الكثير من كبار الشعراء العرب بشجرة النخيل وبالتمر. فترى  أمير الشعراء العرب أحمد شوقي يقول:

“أهذا هو النخل ملكُ الرياض أمير الحقول عروس العزب

طعام الفقير وحلوى الغني وزادُ المسافر والمغترب
فيا نخلةُ الرملةِ لما تبخلي ولا قصرت نخلات الترب”.

أفضل أنواع التمور القطرية

احتفالاً بالتمر و الرطب

لطالما احتفت قطر بالتمر و الرطب، فأقامت لها المهرجانات و الفعاليات السنوية وشجعت على زراعة النخيل و الإهتمام به، بالإضافة إلى أنها سعت إلى تحقيق الإكتفاء الذاتي من التمور في خططها الزراعية السنوية، وسوقت ل أفضل أنواع التمور القطرية في جميع أصقاع الأرض.

لهذا فقد استضاف سوق واسط في العاصمة القطرية الدوحة مهرجان “سوق التمور الموسمي” تحت اشراف و تنظيم وزارة الإقتصاد حيث يتيح هذا المهرجان لكل من الفلاحين و التجار ورواد الأعمال و أصحاب المهن المرتبطة بالتمور بعرض منتجاتهم من التمور و الرطب و الصناعت المرتبطة بها.

بالطبع لهذا المهرجان سبغة عامة حيث تشارك فيه العديد من الشركات المحليةو الخارجية والتي يصل عددها إلى أكثر من 85 شركة قطرية و كويتيه و تونسية و جزائرية.

و على هامش افتتاح سوق التمور الموسمي خلال العام الماضي، قال أحمد بن جاسم بن محمد آل ثاني، وزير الاقتصاد والتجارة القطري في تصريح له، إن “سوق التمور الموسمي” يمثل فرصة لتوطيد أواصر التعاون التجاري والاستثماري بين الشركات المحلية والأجنبية، وتبادل الخبرات في المجالات المرتبطة بقطاع التمور بما يعزز القدرة التنافسية للمنتجات الوطنية في الأسواق المحلية والعالمية.

من جانبه، أكد رئيس غرفة تجارة وصناعة قطر، خليفة بن جاسم آل ثاني، أهمية “سوق التمور الموسمي” في توفير منتجات التمور للمستهلكين في السوق المحلي، خاصة مع قرب شهر رمضان، لافتاً إلى ضرورة أن يتم تنظيم هذه الفعالية مرتين في كل عام بما يلبي حاجة السوق المحلي من التمور في كل أوقات العام.
وأشار إلى أن “سوق التمور” استطاع استقطاب العديد من الشركات من الدول المجاورة، بما يؤكد قوة ومتانة السوق القطري وأهميته لغالبية الشركات الإقليمية في جميع المجالات والقطاعات التجارية.

أما بالنسبة لوزارة البلدية والبيئة فتنظم في فصل الصيف مهرجان الرطب، وذلك بهدف التعريف بأنواع الرطب المنتجة محلياً، وتعزيز الوعي الثقافي والتراثي بشجرة النخيل المباركة، وأهمية ثمارها من الناحية الغذائية والصحية، وتحفيز المنافسة بين المزارع المنتجة، من خلال عرض أفضل أنواع الرطب المحلية، وتشجيع الاستثمار لزيادة الإنتاج المحلي من التمور والرطب بكافة أنواعها.

وبلغت نسبة الاكتفاء الذاتي من التمر و الرطب في قطر 84%، عام 2017، ووضعت وزارة البلدية والبيئة خطة قصيرة المدى لزيادة النسبة إلى 95%، من خلال تشجيع المزارع على زيادة إنتاج النخيل، وتوفير الفسائل وجميع الإمكانيات اللازمة لذلك الهدف.

وتشير بيانات رسمية إلى أن العدد الكلي للمزارع المسجلة في قطر يبلغ 1340 مزرعة، منها 839 مزرعة تنشط بزراعة النخيل وتنتج أنواعاً مختلفة من التمور و هي من أفضل أنواع التمور القطرية ، وبلغ الإنتاج الكلي للتمور عام 2017 ما يقارب 38.2 ألف طن.

التمر و الرطب ضمن قائمة التراث غير الماي للبشرية

بالطبع تم إدراج شجرة نخيل التمر على قائمة التراث العالمي ضمن الميراث الثقافي غير المادي للبشرية من قبل اليونيسكو في عام 2019، و جاء ذلك تتويجا لجهود 14 دولة شاركت بتقديم الملف للأمم المتحدة وكانت هذه الدول هي كل من: الاردن، الإمارات، البحرين، تونس، السعودية، السودان، العراق، عمان، فلسطين، الكويت، مصر، المغرب، موريتانيا، اليمن.

 

المصدر : قطر عاجل