جاء في “المركزيّة”:
دخل ملف ترسيم الحدود البحرية مع اسرائيل مراحله النهائية والاخيرة بعد تقلب بين مد وجزر استمر سنوات، وبعدما تقاطعت تأكيدات اكثر من مصدر معني بالملف ان الاتفاق الذي تعمل الولايات المتحدة على انجازه بات قريبا، وان وشنطن جادة في هذا السياق وتسعى الى الانتهاء منه في اسرع وقت لاسباب تتعلق بها وبما يحصل في المنطقة والعالم في موضوع الغاز والنفط، وطبعا ليس بسبب المصلحة اللبنانية التي تقاطعت مع الحاجة الاميركية لترسيم الحدود. لذلك نشط الوسيط اموس هوكشتاين على هامش اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة والتقى كلا من رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ونائب رئيس المجلس النيابي الياس بو صعب المكلف من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون متابعة الموضوع مع الاميركيين، والذي قال نحن ننتظر ان يسلمنا المسودة النهائية او الطرح الرسمي لكي تدرسه القيادات الرسمية اللبنانية وعلى رأسها رئيس الجمهورية فاما تقبله او ترفضه.
رئيس مركز الشرق الاوسط للدراسات والابحاث العميد الركن سابقا في الجيش اللبناني هشام جابر يقول لـ”المركزية”: “ان لم يكن هناك “انّ” في الموضوع على خلفية المصالح العائدة للمراجع اللبنانية ورئيس التيار الوطني الحر لدى الجهات الاميركية، لا يمكن القول “فول تيصير بالمكيول”. على الرغم من كل هذه الاجواء الايجابية التي تشيع منذ فترة والحديث عن مصلحة اميركية اسرائيلية في انتاج الغاز والنفط عاجلا للتصدير الى أوروبا قبل الشتاء، لكن في رأيي دون ذلك عقبات كثيرة. فالرئيس جو بايدن غارق في مشاكله مع روسيا والصين وحتى أوروبا وغير مهتم كثيرا بشؤون المنطقة. كما ان الحكومتين الإسرائيلية واللبنانية المستقيلتين وتصرفان الاعمال لا تملكان حق توقيع الاتفاق اذا حصل. لكل هذه الاسباب ارى وجوب الحذر قليلا وعدم التهليل قبل الاوان سيما وان احدا، وتحديدا في لبنان، لم يقل لنا حقيقة الأمور التي تم الاتفاق حولها. ان الشياطين تكمن في التفاصيل التي ينتظرها الجانب اللبناني والتي قد تكون في بنود ، الاتفاق. علما ان هناك حملة ناشطة في اسرائيل تدعو الى عدم التنازل عما تعتبره حقوقا في حين قد يكون ذلك في السياق التبريري الذي تستغله تل ابيب لقضم المزيد من ارضنا وثرواتنا وهذا ما يدفعنا الى عدم التفاؤل”.