التخطي إلى المحتوى
نظم نادي كلمة للقراءة بمركز أبوظبي للغة العربية خلوة ثقافية بعنوان “الخط العربي.. الخصوصية والعالمية” في بيت الحكمة بإمارة الشارقة، لمناقشة أهمية الخط العربي وواقعه في الثقافات العالمية، وسبل دعمه في ظل التطور التكنولوجي، استكمالاً لخلوة سابقة للمركز حول الموضوع ذاته في العام الماضي. حضر الخلوة رئيس مركز أبوظبي للغة العربية الدكتور علي بن تميم، والمدير التنفيذي للمركز  بالإنابة سعيد الطنيجي، ونخبة من رواد الخط العربي الذين ناقشوا آليات تعزيز هذا الفن وتسليط الضوء على حالته وتحدياته ومستقبله، وأهميته في التواصل مع الثقافات المختلفة.

وناقشت الخلوة محاور مهمة منها الخط العربي في ثقافات العالم المختلفة، وفي مناهج التدريس، وفي الفنون، واللغة، والرؤى المستقبلية لهذا الفن العريق.

وقال سعيد الطنيجي: “المركز يسهم مُنذ إطلاقه في النهوض باللغة العربية وتعزيز الاهتمام بتعلمها بين الناطقين وغير الناطقين بها، والعمل على نشرها بكافة عناصرها، عبر المبادرات والمشاريع، التي تواكب استراتيجية حكومة الإمارات للاهتمام باللغة العربية وتعزيز مكانتها بين مختلف اللغات. ويعد فن الخط العربي جسر تواصل حضاري يربطنا بالعالم، إذ يزخر بالمفاهيم والقيم والجماليات، كما أنه أداة بارزة للتعبير الفني العميق الذي يفتح الآفاق أمام الخطّاط للتجديد والابتكار والإبداع، وإضفاء الطابع الشخصي على إنتاجه الفني ليحمل كماً كبيراً من المعاني والرسائل الإنسانية”.

وأضاف “للخط العربي صورة بصرية مميزة ازدهرت من خلالها اللغة العربية، وتطورت وتفاعلت مع مختلف الثقافات، واللغات، والحضارات، لتثبت دوماً أنها تختزن جميع عناصر التعدد والتنّوع والمرونة، وتجسد لغةً للأدب، والإبداع، والعلوم، والفلسفة، والفن، والجمال، وحاضنةً للتجارب الفنية المتنوعة”.

وخرجت الخلوة بتوصيات تدعم رؤية المستقبل للنهوض باللغة العربية، منها أهمية إقامة المعارض للتعريف بالثقافة البصرية العربية، وتعزيز تعليم الخط في المناهج الدراسية، وضرورة رفد الأماكن السياحية بفنون الخط العربي، وتشجيع القطاعين الحكومي والخاص على اقتناء الأعمال الفنية التي تُظهر جمالية الفنّ العربي وتدعم مبدعيه، وتنظيم الجوائز والمسابقات العالمية في هذا المجال.

وخلص المشاركون في الخلوة إلى ضرورة استثمار مواقع التواصل الاجتماعي والإعلام للتعريف بالخط العربي، وأساتذته، ومحترفيه، وتقديمهم للثقافات الأخرى، والأرشفة الرقمية للتراث الخطي، ومتابعة المظاهر اللغوية المكتوبة في الأماكن العامة وتدقيقها لغوياً قبل خطها، وتشجيع إصدار الكتب المتخصصة في هذا الفن.