صاحبة قصة نجاح وكفاح وتحدٍ.. وهي امرأة صاحبة إرادة قوية، جعلت من نجاحها وتفوقها نموذجاً يحتذى به، واستطاعت أن تجتاز مرحلة دراسية رغم سنها، بعد أن وقفت أمام صعوبات الحياة بكل شجاعة وروح قتالية مثابرة؛ لأنها ببساطة ترى أن الدراسة ليس لها عمر محدد، وأن خطوتها التي أقدمت عليها هي أول خطوة نحو النجاح.
وتفصيلاً، هذه المرأة هي “عالية حمدي أحمد القرني”، من مدرسة المريبي التابعة لمكتب تعليم العرضيات الشمالية والتابعة لإدارة تعليم القنفذة، حيث واصلت رحلة تعليمها رغم تجاوزها الستين عاماً من عمرها، هذا الإصرار جاء من شعورها بالرغبة لإكمال تعليمها وتطوير ذاتها وتحقيق طموحاتها التي تبلورت مع الوقت، لتجتاز بتفوق الصف الثاني المتوسط وفي زمالة لإحدى حفيداتها، والذي أسعدها كثيراً ذلك.
وكان لـ”عالية” من اسمها نصيب، فقد نالت الدارسة “عالية” الدرجات العالية، وكذلك تقدير واحترام كل من حولها، حيث أطلقوا عليها لقب البطلة، حتى أن إدارة المدرسة أبدت فخرها بها على موقع إدارة التعليم، لكفاحها من أجل إتمام دراستها وإصرارها على ذلك.
تحدث لـ”سبق” عنها مدير تعليم القنفذة الدكتور محمد إبراهيم الزاحمي، بقوله: “الدارسة عالية القرني نموذج تدهشك عزيمتها واصرارها على مواصلة تعليمها بتميز رغم فارق السن الكبير، ولكن الطموح والهمة العالية لا تعترف باليأس، وفقها الله وبارك في عمرها”.
وقدم شكره لمدرستها التي جعلت التعليم ممتعاً وجاذباً حتى لمن كان في سنها، موجهاً رسالة إلى أي شخص بأن لا يتخلى عن تعليمه مهما واجه من صعوبات، بل يستمر في التعلم طول الحياة، متمنياً أن يتغلب أي شخص على أي عائق يحول دون تحقيق ذلك.
وأضاف أن الدارسة عالية القرني خير مثال حيث لم تثنها ظروفها عن مواصلة دراستها، لافتاً بأنه ساعدها على اجتيازها لهذا الصف بتفوق رغبتها الشديدة في أن تثبت لمن حولها بأنها على قدر كبير من الثقة بنفسها إلى جانب تحقيق طموحها في أن تصبح شيئاً في المجتمع.
وأبان أنه من الممكن أن يقول البعض متهكماً لمن أراد إكمال دراسته في سن كبير «بعد ما شاب ودوه الكتاب»، ويجب تجاهل مثل هؤلاء المحبطين، ومن هذا المنطلق أؤكد لهم أن العلم ليس له عمر.
يشار إلى أن مدير تعليم القنفذة وجه بتكريم الدارسة عالية حمدي القرني بمتوسطة المريبي نظير مواصلة رحلة التعليم رغم تجاوزها الستين عاماً، وقدمت الهدايا لها مساعد مدير التعليم للشؤون التعليمية (بنات) خديجة محمد الشاعري، وبحضور مديرة المدرسة.