قال ذوو طلبة إن وسائل المواصلات العامة ممكن ان تكون أحد خيارات طلاب المدارس كوسيلة تنقل بين البيت والمدرسة، في ظل ارتفاع تكلفة رسوم النقل المدرسي التي تبدأ ب 6 آلاف درهم سنويا لتصل في بعض المدارس الى 20 و30 ألف درهم وفقا للرصد الذي أجرتها “الامارات اليوم”، وذلك في وقت ممكن ألا تزيد فيه قيمة التنقل بوسائل المواصلات العامة عن 10 درهم يوميا، على مدار ال 185 يوم دراسي التي تشكل مجموع عدد أيام حضور الطلبة في المدارس سنويا، أي بتكلفة 1850 درهم سنويا.
ويمثل تأمين رسوم خدمات النقل المدرسي وعملية وصول الأبناء الى مدارسهم، مصدر كبير للقلق عند الغالبية العظمى من الأسر، من حيث امكانية توفير الموارد المالية المطلوبة لدفع رسوم الحافلات من جهة، وضمان راحة الطلاب خلال الرحلة بين المدرسة والمنزل التي طالما كشفت الاستطلاعات انها رحلة طويلة ومتعبة بعد يوم مدرسي مثقل بالدروس.
وأجرت “الإمارات اليوم” استطلاع على منصاتها الرقمية حول امكانية الاستفادة من وجود شبكة متطورة لخطوط المواصلات العامة تغطي النسبة العظمى من الاحياء السكنية في دبي مع توفر خيارات متعددة من تلك الوسائل، وذلك تجاوبا مع استمرار شكاوى أولياء الأمور من تكاليف النقل المدرسي ومتاعب الرحلة في الحافلة المدرسية.
وكشفت نتائج الاستطلاع الذي أجري على المنصات الرقمية للصحيفة عن تأييد 59.6 % من المشاركين فيه لفكرة اعتماد الطلبة على وسائل المواصلات العامة للتنقل بين البيت والمدرسة، كما أكدت عدد من الأمهات انه ممكن أن يكون خيارا منطقيا وحلا لمشكلة التكاليف المرتفعة لخدمة النقل المدرسي فضلا عن فائدته في تنمية شخصياتهم وكذلك في المساهمة في التخفيف من الازدحام المروري وآثاره السلبية على البيئة.
وتحدث عدد من أولياء الأمور الى “الامارات اليوم” عن رأيهم في استخدام أبنائهم لوسائل النقل العام في الوصول الى مدارسهم، لا سيما بالنسبة للفئات العمرية القادرة على استخدامها باستقلالية.
وقالت المواطنة منى سعيد لـ “الإمارات اليوم”، إنها تشجع أولادها على استخدام النقل الجماعي، وأنها مقتنعة انه وسيلة نقل اقتصادية لا سيما في ظل ارتفاع التكاليف المعيشية والتي لطالما كان رسوم النقل المدرسي أحد أهمها بالنسبة لذوي الطلبة. وتابعت أنها أيضا تشجعهم على استخدام الحافلات العامة ليترسخ في ذهنهم أهمية دورها في تعليمهم اتباع ممارسات وعادات صحية مثل المشي أو ركوب الدراجات للوصول لمحطات المواصلات العامة، لافتة أن ذلك لا يجد نفس الصدى لدى كل الأبناء. وأشارت الى أن ابنها الأكبر لا يحب المشي والحركة لذلك لا يستجيب لتشجيعها، في وقت يفضل أخيه الأصغر البالغ من العمر 14 عاما الاعتماد على نفسه، ويحب ان يشعرها بانه على قدر المسؤولية وانه يستطيع التنقل بمفرده.
وتابعت أنه من المنطقي والمفيد تعليم الأطفال منذ الصغر على استخدام المواصلات العامة لا سيما وانهم يستخدمون كل وسائل النقل الجماعي في رحلات السفر حيث يشعرون برغبة في الاستكشاف والتعلم عبر التجوال والمشي.
وقال ولي أمر لـ “الامارات اليوم” إن استخدام الطلاب للحافلات العامة للوصول والعودة من المدرسة يخفف من الأعباء والتكاليف المادية على الأسرة، كما له فوائد بيئية، اذ يساهم في التخفيف من الازدحام المروري الذي تسببه كثافة المركبات الخاصة والحافلات المدرسية في الشوارع المحيطة بمناطق المدارس، مضيفا أن ذلك يوفر أيضا الكثير من الجهد والوقت بالنسبة لأولياء الأمور الذين يضطرون الى توصيل أبنائهم بمركباتهم الخاصة. وتابع أن استخدام المواصلات العامة بالنسبة للطلاب يعودهم ايضا على ممارسة عادات صحية كما يشجعهم على الاستمتاع بالطبيعة.
واعتبرت أحد الأمهات أن اعتماد الأبناء على وسائل المواصلات العامة في التنقل للوصول الى المدرسة، عاملا مهما في تعريفهم على الحياة خارج إطار الاسرة وأنه يتيح لهم فرصة الاندماج مع فئات المجتمع الأخرى التي تنتمي الى مختلف الثقافات، وهو الأمر الذي سينعكس إيجابا على شخصيتهم ويزيد من معارفهم ويعزز ثقتهم بأنفسهم، طالما انهم دائما تحت اشراف ومتابعة أسرهم.
في المقابل، رأى أولياء أمور أن استخدام الطلاب للمواصلات العامة للذهاب الى المدرسة، سليم بالمبدأ ومفيد صحيا وسلوكيا، الا انه يثير مخاوف لديهم من احتمال عدم تمكن أبنائهم من التصرف بشكل سليم عند اختلاطهم بأشخاص غرباء عن المدرسة والبيت.
من جهته أكد مدير العمليات في منطقتي دبي والشارقة في “مواصلات الإمارات” عبد الله عبد الرحمن، أن وسائل المواصلات العامة في الدولة تتمتع بكل المقومات الإيجابية لأن أغلبها ذات جودة عالية وتتصف بالفخامة فضلا عن انها آمنة، إذ انها تخضع لتشريع وخدمات وثقافة عمل هدفها الرئيسي إسعاد المتعامل.
وقال عبد الرحمن لـ “الإمارات اليوم” إن خدمات وسائل النقل الجماعي في الدولة تمتاز بالتكامل لإنها مخططة بشكل جيد يسهم ويساعد ويعزز التنقل بسهولة وراحة باستخدام المواصلات العامة. وتابع أنها تتمتع بالرفاهية إذ إن أغلبها ذات جودة عالية وتتصف بالفخامة، فضلا عن أنها آمنة لأنها تخضع لتشريع وخدمات وثقافة عمل هدفها الرئيسي إسعاد المتعامل.
وأكد أن هناك عدد من مقومات البنية التحتية التي ساهمت في توفير خدمات نقل مميزة وذات جودة عالية مثل وجود شبكة طرق واسعة متعددة الاختيارات تسهل عمليه التخطيط للتنقل والسير واختصار المسافات، بالإضافةً إلى التناغم في العمل وتقديم الخدمات بين كافة الجهات المختصة في قطاع المواصلات، ودعم الجهات الأمنية لإنجاح مشروعات النقل والمواصلات العامة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
Share
طباعة
فيسبوك
تويتر
لينكدين
Pin Interest
Whats App