«موعد البصمة في العمل، وازدحام الطرق المؤدية إلى المدارس»، أسباب ذكرها أولياء أمور تبريراً لقيامهم بإنزال أبنائهم في المناطق المخصصة لعبور المشاة، دون مرافقتهم، والتوقف المفاجئ أمام مداخل المدارس لإنزال أبنائهم، معرقلين من خلال سلوكياتهم الخاطئة انسيابية حركة المرور، ومعرضين سلامة أبنائهم للخطر.
فيما أكدت القواعد المرورية أن عبور الطلبة وحدهم، عبر المناطق المخصصة لعبور المشاة، خصوصاً من هم دون 10 سنوات، أمر بالغ الخطورة، إذ إن كل طفل يعبر وحده هذه الشوارع الحيوية، هو ضحية محتملة لحادث دهس، نظراً لصغر سنه، وعدم مقدرته على تمييز الوقت المناسب للعبور.
وتفصيلاً، قال ولي أمر طالب في مدرسة خاصة بإمارة الفجيرة، محمد فاضل: «على الرغم من تكثيف الجهات المرورية وجودها أمام المدارس خلال الفترتين الصباحية والمسائية، إلا أنه لايزال عدد من أولياء الأمور يخالفون القواعد المرورية في المنطقة المخصصة للمواقف، خصوصاً خلال الفترة الصباحية، نتيجة مواعيد عملهم المرتبطة بتوقيت معين للبصمة الإلكترونية».
وأضاف أن هذه الممارسات، التي تتمثل في التوقف المفاجئ لإنزال الطلبة أو التوقف العشوائي، هي التي تكون سبباً في تأخرهم عن الوصول إلى مواقع عملهم في الوقت المناسب، نتيجة عدم انتظامهم واتباعهم القواعد المرورية السليمة.
وذكرت ولية أمر طلبة في مدرسة حكومية، أسماء محمد علي، أنها قامت بحل مسألة التأخر عن البصمة، والتوتر الذي ينتابها أثناء توصيل أبنائها إلى المدرسة نتيجة تأخرها عن موعد البصمة، من خلال استئذانها مسؤولها في العمل بأن يكون مرناً معها في توقيت البصمة، والسماح لها بالتأخر 10 دقائق إضافية، نتيجة الازدحام المروري الذي يمنعها من الوصول إلى العمل في الوقت المطلوب.
وأيدها في الرأي ولي أمر طلبة في مدرسة خاصة بإمارة الفجيرة، عمر البلوشي، قائلاً إن «الازدحام المروري الذي تشهده الطرق المؤدية إلى المدارس خلال الفترة الصباحية يبدأ في التوقيت الذي يصادف وصول الحافلات المدرسية»، مؤكداً أنه قام بتقديم توقيت وصوله إلى المدرسة بنصف ساعة فقط، وفوجئ بانسيابية الحركة المرورية في هذه الطرق وأمام مدخل المدرسة.
من جانبها، أفادت إدارة مدرسة خاصة بإمارة الفجيرة، تدرس المنهج البريطاني، بأنها تخصص ستة موظفين لتنظيم حركة السير بشكل يومي، من الساعة السادسة والنصف صباحاً إلى موعد إغلاق البوابات الخارجية للمدرسة، منوهة بأن منظمي الحركة يتم تدريبهم على كيفية تنظيم الحركة المرورية أمام المدرسة.
وأكدت أن سلامة الطلبة هي الأولوية التي يعمل عليها جميع منظمي الحركة المرورية، بحيث يتم تدريبهم على إفساح الطريق أمام عبور الطلبة، وتنبيه قائدي المركبات إلى ضرورة التوقف التام إلى حين عبورهم الطرق الرئيسة أمام المدرسة، والفرعية التي تكون عادة في مساحة المواقف إلى حين وصولهم إلى مدخل المدرسة.
وذكر إداري في مدرسة خاصة بإمارة الفجيرة، فضّل عدم نشر اسمه، أن إدارة المدرسة ترسل منشورات توعوية لأولياء الأمور، عبر بريدهم الإلكتروني، تذكر فيها الضوابط المتبعة أثناء إنزال الطلبة أمام بوابات المدرسة، والتي تتمثل في ضرورة مرافقة أبنائهم أثناء عبور المناطق المخصصة لعبور المشاة، إضافة إلى عدم التوقف المفاجئ أمام مداخل المدرسة لإنزال أبنائهم، لما قد يتسبب فيه من حوادث مرورية أمام المدرسة، لعدم انتباه السائقين لتوقف هذه المركبة بشكل مفاجئ، ما قد يهدد حياة الطلبة الذين يعبرون أمام هذه المركبات بهدف الوصول إلى مدخل المدرسة.
من جانبها، أكدت المحامية والمستشارة القانونية، موزة مسعود، أن ترك الطفل يعبر الشارع، ولو من الأماكن المخصصة للعبور، يعتبر جريمة في حقه، نظراً لتعريض حياته للخطر، سواء بالتسبب له بعاهة نتيجة حادث دهس أو وفاته، منوهة بأن القوانين الخاصة بحماية الطفل جاءت لتحمي الأطفال من أي خطر.
وأشارت إلى أن العقوبات التي تم وضعها عادلة، لتأخذ بحق الطفل الذي تم إهماله والتسبب في أذيته أو وفاته بأي شكل من الأشكال، إذ نص قانون حماية الطفل على أنه يُعاقب بالحبس من شهر إلى ثلاث سنوات، أو غرامة لا تقل عن 5000 درهم، كل من تسبب في تعريض سلامة الطفل للخطر، أو اعتاد تركه دون رقابة أو متابعة، واصطحابه إلى أماكن قد تهدد حياته أو تؤثر في صحته سلباً، مثل أماكن التدخين أو انبعاث الغازات السامة وتصنيع الأسلحة، إلى جانب الأماكن التي تنتشر فيها الأمراض والأوبئة المختلفة.
وتابعت مسعود أن القانون يجرّم كل فعل أو امتناع من شأنه أن يؤدي إلى أذى للطفل، يحول دون تنشئته ونموه على نحو سليم وآمن وصحي، بما في ذلك عدم قيام الوالدين أو القائم على رعاية الطفل باتخاذ التدابير اللازمة للمحافظة على حياته وسلامته البدنية. وذكرت أن إدارة المرور والدوريات في القيادة العامة لشرطة الفجيرة تعزز برامجها للحفاظ على سلامة الطلبة من الحوادث المرورية بإطلاقها حملات مرورية، تركز فيها على الحفاظ على سلامة الطلبة، مشيرة إلى أن سلامة الطلاب مسؤولية مجتمعية مشتركة بين كل القطاعات المعنية بتوفير السلامة المرورية للطلاب.
ونوهت إلى أن أولياء الأمور يقومون بالدور الأهم في توعية الأبناء، وتوفير البيئة الآمنة لهم، والمحافظة على سلامة أرواحهم من كل الأخطار المحيطة بهم، خصوصاً مخاطر الطريق، داعيةً إلى الالتزام والحرص على سلامة الأطفال من أخطار الحوادث المرورية.
• على الرغم من تكثيف الجهات المرورية وجودها أمام المدارس إلا أنه لايزال أولياء أمور يخالفون القواعد المرورية.
• 5000 درهم غرامة والحبس من شهر إلى 3 سنوات عقوبة من تسبب في تعريض سلامة الطفل للخطر.
• كل طفل يعبر وحده شوارع حيوية يعتبر ضحية محتملة لحادث دهس نظراً لصغر سنه.
حماية الطفل من أخطار الحوادث المرورية
أكدت إدارة المرور والدوريات في القيادة العامة لشرطة الفجيرة أن السلطات المختصة والجهات المعنية تعمل بشكل مكثف لضمان حماية الطفل من أخطار الحوادث المرورية، وفقاً لأحكام قانون السير والمرور والقوانين المعدلة له، وفقاً لما جاء في المادة 58 من القانون الاتحادي رقم 3 لسنة 2016 بشأن قانون حقوق الطفل، التي نصت على حظر جلوس الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 10 سنوات في المقاعد الأمامية للمركبات بجميع أنواعها.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
Share
طباعة
فيسبوك
تويتر
لينكدين
Pin Interest
Whats App