التخطي إلى المحتوى

تعرف الصداقة على أنها علاقة شخصية مهمة تستمر مدى الحياة، هي ارتباط وثيق بين شخصين، يرتكز على المودة والثقة والاحترام والحميمية والقيم المشتركة، وفقًا لعالم الأنثروبولوجيا روبين دنبار فإن متوسط عدد الأصدقاء للفرد 150 صديقًا، 50 صديق جيد، 15 أصدقاء مقربين، و5 أصدقاء حميمين.

يمكن التعبير عن الصداقة بمفهوم أرسطو على أنه نوع من أنواع الفضيلة، تقوم على المتعة والمنفعة المتبادلة والالتزام المشترك، يتمنى فيها الصديق الخير لصديقه كما يتمناه لنفسه، بالإضافة إلى أن الصداقة الحقيقة علاقة مستمرة مدى الحياة وضرورة من ضروريات الحياة، ولا حياة بدون وجود أصدقاء.

قد تنشأ الصداقة بفعل الرفقة؛ حيث يشترك رفيقان أو أكثر بالذوق والاهتمامات والبصيرة، وبالقيام النشاطات الجسدية؛ كالصيد، بالإضافة إلى المهن والدراسات والأنشطة الترفيهية، تتأثر الصداقات باختلاف أنماط الحياة؛ تصبح أكثر صعوبة مع تقدم العمر، والمسافات الجغرافية، وضيق الوقت.

الصداقة عبر الحياة

توجد الصداقات بكل مرحلة من مراحل الحياة والتطور، وتلعب دورًا أساسيًا في التنمية البشرية والتكيف مع الحياة، على الرغم من اختلاف أشكالها في كل مرحلة عمرية:

الطفولة (مرحلة ما قبل المدرسة)

 يبدأ الأطفال بإطلاق لقب صديق على رفقاء اللعب، ويقترن مفهموم الصداقة بالرفقة، حيث تكون الرفقة هي الوظيفة الأساسية من الصداقة في هذه المرحلة العمرية.

منتصف الطفولة

تعد الصداقات في هذه المرحلة أحد أهم جوانب تطور الشخصية، حيث يقضي الأطفال معظم الوقت في اللعب الاجتماعي والتفاعل مع الأطفال الآخرين، تكون الصداقات في هذه المرحلة أكثر استقرارًا من مرحلة الطفولة.

المراهقة

قد تبنى الصداقات الوثيقة في هذه المرحلة، لكونها مرحلة مفعمة بالعواطف، والتوجه الأكبر نحو الاستقلالية بعيدًا عن الوالدين، يبدأ مفهموم الصداقة يتوسع ويشمل عدد أكبر من الفئات، تبدأ صداقات الفائدة أيضًا والعلاقات العاطفية.

البلوغ

تشمل مجموعة واسعة من الأعمار ومراحل الحياة؛ الصداقات التي تتكون مرحلة الجامعة والعمل وفي مراحل التقدم بالسن، حيث تختلف الأهداف والسياقات والميول باختلاف المرحلة.

أنواع الصداقة

تختلف أنواع الصداقة باختلاف مضمونها:

الصداقة بهدف المنفعة: حيث تتغير طبيعية المنفعة باختلاف الظروف، أي تفكك الصداقة باختفاء المنفعة الأساسية، صداقات منتصف العمر وصداقات كبار السن؛ حيث يكون الهدف الأساسي من الصداقة المنافع والمصالح.

الصداقة بهدف المتعة: تقام هذه الصداقات بهدف الاستمتاع باللحظة، وغالبًا ما تتكون خلال مرحلة الشباب، تتفكك الصداقات بتقدم السن وذلك يعود إلى تطور أنماط الحياة والشخصيات.

الصداقة المثالية أو الصداقة الكاملة: هي الصداقات التي أساسها حب الخير للأخر، الصداقة التي لا تربطها أهداف خارجية، هذا النوع من الصداقات يدوم، يعزز من ديمومته القبول والثقة وحب الآخر.

هنالك اقتراحات بإطلاق مصطلح فعاليات على صداقات المتعة والمنفعة، ويطلق مصطلح أنشطة على الصداقات الحقيقية الكاملة؛ حيث تعد من الأنشطة الأساسية في الحياة، إدراك الصديق ومعرفة الصديق هي إحدى خطوات إدراك ومعرفة الذات.

المراجع

1.https://www.britannica.com/topic/friendship

2.https://plato.stanford.edu/entries/friendship/

3.https://www.goodtherapy.org/blog/psychpedia/friendship

4.https://www.ukessays.com/essays/philosophy/philosophical-concept-of-friendship-philosophy-essay.php