التخطي إلى المحتوى

لا يحظى أي مُحرّك بحث على شبكة الإنترنت بنفس الدرجة من الشعبيّة والرواج مثل جوجل الذي يُهيمن على حصّة سوقيّة وصلت نسبتها في يونيو 2022 إلى نحو 91.88% من سوق مُحرّكات البحث في جميع أنحاء العالم، وبلغ عدد مُستخدميه إلى ما يزيد عن مليار مستخدم حول العالم.
بدأ مُحرّك بحث جوجل أحد أهمّ مُنتجات عملاق التكنولوجيا شركة جوجل التي نعرفها الآن كمشروع بحثيّ لاثنين من طُلّاب الدراسات العليا في علوم الحاسبات بجامعة ستانفورد الأمريكيّة تحت اسم مشروع “BackRub” حول آليّات تحديد الصفحات التي ترتبط بصفحات أخرى على الويب، ومُنذ إطلاق الموقع لأوّل مرّة عام 1998 تطوّرت أدوات البحث على جوجل مع تنامي شُهرته، فبعد أن كان البحث باستخدام الكلمات النصّية المكتوبة هو الوسيلة الوحيدة للبحث عن شيء على شبكة الإنترنت من خلال مُحرّك البحث جوجل، أضيفت المزيد من أدوات البحث للموقع مثل أداة البحث باستخدام الصور، وأداة البحث الصوتيّ.

ومن بين أدوات البحث التي يوفّرها جوجل أيضًا أداة بحث تُعرف باسم “ضربة حظّ“، وهي أداة يجدها الكثير من المُستخدمين دون أن يعرفوا الغرض منها وكيفيّة استخدامها. وفي السطور التالية نتكلّم عن هذه الأداة بالتحديد ونوضّح الغرض منها.

  فكرة عمل أداة “ضربة حظّ” في مُحرّك بحث جوجل

تعتمد فكرة عمل أداة ضربة حظّ في مُحرّك بحث جوجل على فرضيّة بسيطة، وهي احتماليّة أن يجد المُستخدم صفحة الويب التي يبحث عنها على شبكة الإنترنت مُباشرةً من المرّة الأولى ومن ضغطة زرّ واحدة دون أن ينقله الموقع إلى صفحة نتائج البحث كما هو مُعتاد، وهو ما سيُشعر المُستخدم بنوع من السعادة وبكونه محظوظًا بطبيعة الحال. كُلّ ما يحتاجه المُستخدم فقط هو أن يكتب في مُربّع البحث عبارة أو كلمة تُمثّل ما يبحث عنه ثُمّ يضغط على زرّ “ضربة حظّ” لكي توجّهه خوارزميّات الموقع إلى صفحة ويب مُحدّدة مُباشرة دون إظهار صفحة نتائج البحث، وتكون صفحة الويب التي تظهر عادةً هي الصفحة الأولى في ترتيب الموقع لأفضل نتائج البحث.

تنطوي تجربة هذه الأداة على نوع من المُغامرة كذلك، فهي لا تنجح طيلة الوقت في مُساعدة المُستخدم في العثور على ما يبحث عنه على الويب من مرّة واحدة، وكما يُمكنها أن تكون وسيلة لتوفير وقت البحث، فقد تكون عمليّة تكرار المحاولات في سبيل الوصول إلى صفحة الويب المنشودة مُباشرةً كذلك بمثابة مضيعة للوقت.

  مميّزات استخدام أداة “ضربة حظّ” على مُحرّك بحث جوجل

توفير الوقت

قد تُساعد أداة “ضربة حظّ” المُستخدم كما ذكرنا من قبل في الوصول إلى صفحة الويب التي ينشُدها مُباشرةً من ضغطة زرّ واحدة دون الحاجة إلى الاختيار من صفحة النتائج ممّا يُسهّل كثيرًا من عمليّة البحث على ويُزيد من سُرعتها ويوفّر وقت المُستخدم الذي قد يكون ثمينًا للغاية في بعض الأحيان.

تخطّي الإعلانات

تُعدّ الإعلانات التي تظهر في صفحة نتائج البحث على موقع جوجل واحدة من الاستراتيجيّات الربحيّة التي تتبعها الشركة، والتي قد ينزعج منها بعض المُستخدمين أحيانًا. أمّا بالنسبة لمُستخدم يكتب كلمة أو عبارة في مُربّع البحث في صفحة جوجل الرئيسيّة ثُمّ يضغط على زرّ “ضربة حظّ” فإنّ صفحة ويب عشوائيّة قد اختارها له الموقع مُباشرةً من بين النتائج دون عرض صفحة نتائج البحث للمُستخدم ممّا يعني أنّ الإعلانات التي تحتويها صفحة النتائج كذلك لن تظهر لهذا المُستخدم، وهي ميزة أخرى من مزايا استخدام زرّ “ضربة حظّ”.

تجربة واجهات الإصدارات القديمة وألعاب وحيل مُمتعة أخرى

يُتيح الضغط على زرّ “ضربة حظّ” تجربة بعض الإصدارات القديمة من الموقع إلى جانب بعض الحيل والألعاب المُمتعة الأخرى، فعلى سبيل المثال إذا كتب المُستخدم في مُربّع البحث على مُحرّك بحث جوجل عبارة “google gravity” ثُمّ ضغط على زرّ أداة “ضربة حظّ”، فسوف يعود تصميم الصفحة الرئيسية لواجهة البحث إلى إصدار أقدم من موقع جوجل، وسُرعان ما تهبط جميع الأدوات والعناصر الموجودة في صفحة الموقع الرئيسيّة إلى أسفل صفحة الويب بفعل إضفاء ما يُشبه بتأثير الجاذبية على الصفحة.

يُمكن للمُستخدم بعد ذلك اللعب بعناصر الصفحة وتغيير مكانها بأن يُمسك بالأداة من خلال الضغط عليها بزرّ الماوس ثُمّ يُفلتها لتسقط بفعل الجاذبيّة، كما يُمكنه أن يعود إلى صفحة جوجل الرئيسية. يستطيع المُستخدم أيضًا استعادة شكل الصفحة الرئيسيّة في الإصدار الأوّل من جوجل والذي صدر عام 1998 بأن يكتب في مُربّع البحث عبارة “google 1998” ثُم يضغط على زرّ “ضربة حظّ”.

مزايا تتوفّر في النُسخة الإنجليزيّة فقط

تُتيح شركة جوجل ميزة إضافيّة موجودة فقط في النُسخة الإنجليزيّة المُستخدمة في الولايات المُتّحدة الأمريكيّة فقط من الموقع، وهي إمكانيّة تغيير عبارة “I’m Feeling Lucky” التي تُشير إلى الأداة في النُسخة الإنجليزيّة من جوجل، والتي تساوي زرّ “ضربة حظّ” في النُسخة العربية، إذا مرّر المُستخدم مؤشّر الماوس فوق زرّ “I’m Feeling Lucky” لكي تظهر عبارات أخرى مُشابهة مثل “I’m Feeling hungry” أو “أشعر بأنّي جائع”، والتي تعمل بنفس فكرة عمل زرّ ضربة حظّ، ولكن عند الضغط عليها ستكون صفحة الويب المُختارة من بين نتائج البحث للظهور أمام المُستخدم صفحة يتعلّق محتواها بالأكل. وبتكرار التمرير بمؤشّر الماوس فوق زرّ الأداة يُمكن للمُستخدم الانتقال بين تسع تكميلات مُختلفة لعبارة “أشعر بأنّي …” تُحدّد نوع المحتوى الذي سيظهر عند إجراء عمليّة بحث باستخدام زرّ “ضربة حظّ”.

  أين تُوجد أداة “ضربة حظّ” في مُحرّك بحث جوجل ؟

لم تعد أداة “ضربة حظّ” متوفّرة في مُحرّك بحث جوجل بداية من عام 2022 سوى في الإصدارات المُخصّصة لسطح المكتب من موقع جوجل على الويب، حيث تكون هذه الأداة موجودة أسفل مُربّع البحث مُباشرةً، ولكنّها تنتقل على الفور إلى أسفل قائمة اقتراحات الإكمال التلقائيّ للنصّ بمُجرّد أن يبدأ المُستخدم في كتابة عبارة البحث لتسهيل وصوله إلى ما يبحث عنه. إذن كيف تستخدم الأداة على هاتفك المحمول أو أجهزة الكمبيوتر اللوحيّة الأخرى؟

إذا كُنت ترغب في استخدام أداة ضربة حظّ على الهاتف المحمول أو أيّ جهاز لوحيّ آخر فيُمكنك طلب نُسخة سطح المكتب من الموقع من مُتصفّح الويب الذي تستخدمه على جهازك عن طريق كتابة السطر التالي في شريط العنوان www.google.com لكي تجد الأداة عند فتح موقع جوجل على الويب، كما يُمكنك أيضًا تمكين وظيفة زرّ “ضربة حظ” في مربع بحث مُتصفّح كروم باستخدام إضافة I’m Feeling Lucky.

  سبب استمرار وجود أداة “ضربة حظّ” على مُحرّك بحث جوجل

لا تحظى أداة ضربة حظّ بشعبيّة كبيرة على الموقع، فمن بين أدوات البحث على مُحرّك بحث جوجل تُعتبر أداة ضربة حظّ هي الأقلّ استخدامًا حتّى الآن، إذ لا تُستخدم سوى في أقلّ من 1% من عمليّات البحث الإجماليّة التي يُجريها مُستخدمي جوجل من خلال الموقع. قد يكون انخفاض مُعدّلات استخدامها هذا بسبب عدم توافرها في نُسخة الجوال من صفحة البحث، حيث أنّ مُعظم عمليّات البحث بشكل عام تتمّ من خلال الهواتف والأجهزة المحمولة، ورُبّما كان لخاصّية البحث الفوريّ (Instant Search) التي أضافتها الشركة إلى مُحرّك بحث جوجل في عام 2010 دور فعّال أيضًا في انخفاض مُعدّلات استخدام الأداة قبل أن تقوم الشركة فيما بعد بإلغاء هذه الخاصية في عام 2017.

كانت فكرة خاصّية البحث الفوريّ في مُحرّك بحث جوجل تتلخّص في نقل المُستخدم إلى صفحة نتائج البحث على الموقع مُباشرةً بمُجرّد أن ينتهي عبارة البحث ودون انتظار أن يضغط على زرّ الإدخال أو على زرّ “ضربة حظّ” ممّا جعل أداة “ضربة حظّ” عديمة الفائدة في وجود هذه الخاصّية.

وعلى الرغم من نُدرة استخدامها فإنّ وجود أداة “ضربة حظّ” يُكلّف شركة جوجل مبالغ طائلة تُقدّر بملايين الدولارات سنويًّا حيث يتخطّى مُستخدم هذه الأداة جميع الإعلانات على الموقع، والتي تُعتبر واحدة من أهمّ مصادر أرباح الشركة من مواقع الويب. غير أنّ مؤسّسو الشركة لا يزالوا يصرّون على استمرار وجود هذه الأداة في إصدارات سطح المكتب من مُحرّك البحث ويجدون فيها وسيلة تُقرّب المُستخدم إلى موظّفي الشركة وتُشعره بكونهم بشر حقيقيّون يسعون لتحسين تجربته على الويب أكثر من سعيهم لجني الأموال.

—————

 المُلخّص  | لا يزال استخدام زرّ “ضربة حظّ” في مُحرّك بحث جوجل مُتاحًا للاستخدام فقط على إصدارات سطح المكتب من الموقع، وتتلخّص وظيفته الرئيسيّة في نقل المُستخدم إلى صفحة ويب عشوائيّة تختارها خوارزميّات الموقع من بين نتائج البحث بمُجرّد كتابته لكلمة أو عبارة في مُربّع البحث والضغط على زرّ “ضربة حظّ” دون عرض صفحة نتائج البحث للمُستخدم. تُفيد هذه الأداة في بعض الأحيان في توفير وقت المُستخدم وتسهيل وصوله إلى صفحة الويب التي يُريدها بسرعة أكبر، كما يترتّب على تخطّي إظهار صفحة نتائج البحث تخطّي جميع الإعلانات التي تظهر للمُستخدم عادةً في هذه الصفحة.

يوفّر استخدام زرّ “ضربة حظّ” مزايا أخرى مثل تجربة واجهات إصدارات قديمة من الصفحة الرئيسيّة لجوجل، وكذلك تجربة بعض الألعاب المُسلّية الأخرى مثل جوجل جرافيتي “google gravity” وغيرها ممّا يجعل من استخدام الأداة تجربة مُمتعة لبعض المُستخدمين في بعض الأحيان.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *